بمناسبة حلول شهر الأحزان والآلام شهر محرم الحرام (1438) هجرية وبما يتضمن من مصائب جمّة لاسيما شهادة سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين عليه السلام وولده وأخوته وبني عمومته وصحبه الأبرار في العاشر من شهر محرم الحرام، أحيت حوزة كربلاء المقدسة النسوية ـ مدرسة حافظات القرآن الكريم ـ المناسبة بمجالس عزاء يومي منذ اليوم الأول من الشهر الى يوم السابع عشر منه.
مجالس العزاء اليومية تستهل بتلاوة قرآنية مباركة وقراءة زيارة عاشوراء الشريفة ومن ثم ترتقي إحدى خطيبات المنبر الشريف متحدثة حول النهضة الحسينية المقدسة وما تحمله من مواقف استطاع من خلالها سيد الشهداء عليه السلام) أن يحافظ على الدين السليم والصحيح طبقا لسيرة جده المصطفى (صلى الله عليه واله).
والجدير بالذكر ان وقائع وأحداث معركة كربلاء التاريخية استعرضت هذا العام عبر تجسيدها بعروض مسرحية من قبل بعض المؤمنات، كذلك فإن الحوزة النسوية مستمرة بنشاطاتها السنوية في استقبال الزائرات وتهيئة أماكن استراحة لهن وبما يليق بمكانة زائر سيد الشهداء عليه السلام فضلا عن الإجابة عن أسئلتهنّ الفقهية والعقائدية.
ليس هذا فقط وانما تستمر ببرامج العبادية من ادعية وزيارات في يوم الجمعة ومجلس العزاء الاسبوعي في يوم الثلاثاء.
وقد تابعت بشرى حياة نشاطات حوزة كربلاء النسوية التي كانت كالتالي:
((الإمام الحسين عليه السلام يوحّدنا))
تحت هذا الشعار اقامت حوزة كربلاء مؤتمرها التبليغي السنوي، وذلك في قاعة مؤتمرات الحوزة النسوية، وقد شهد المؤتمر إلقاء عدة كلمات من قبل بعض فاضلات الحوزة ركّزت على أهمية العمل الخالص لله سبحانه الذي سخر الكون أجمع لخدمة الإنسان مقررا له منهجاً للعمل وكيفية الاستثمار، وبه تتنزل البركات وتُدفع الأسقام وتتلاشى الصعاب والمعوقات، وبعكسه ـ وهو ما واقع بالفعل ـ سيعم الظلم وتقل البركات وتنتشر الأسقام وتكثر الصعوبات والمعوقات فلا يصل الإنسان الى بغيته في الدنيا ولا الهدف الأخروي من وجوده.
كما وجرى التأكيد على أهمية الإصلاح العام عبر إعداد المقدمات اللازمة لذلك ومنها عقد مؤتمرات للتبليغ الهادفة الى زيادة الوعي وبيان المنهاج الإلهي واجب الاتِّباع والقائم على مجموعة أسس منها: الشورى، السياسة الحكيمة، الاقتصاد وعدم التبذير، الثقافة وتطوير الفرد ومواكبة التطور العلمي، الإعلام بكل الوسائل والتوثيق.
كذلك أكد المؤتمرات عبر كلماتهم على جانب مهم وهو الخدمة الحسينية حيث كان الانطلاق من حديث الإمام الصادق عليه السلام: ((إن الذي يلي حساب الناس قبل يوم القيامة الحسين بن علي عليه السلام، فأما يوم القيامة فإنما هو بعث الى الجنة وبعث الى النار)).
وعليه: فالخدمة الحسينية في واقعها توفيق إلهي كبير يجب شكره عملياً عبر مضاعفة الجهود بإخلاص ليكون محلاً للقبول وان يكون العمل الحسيني متميزاً بالنقاء وبعيد عن الشوائب الأخلاقية من المعاصي والرياء لطلب السمعة وغيرها بل ان يكون العامل في مجال الخدمة الحسينية مرآة عاكسة لجمال الأخلاق الحسينية العظيمة.
ومنذ الأيام الأولى من شهر صفر الأحزان ( 1438) هجرية شهدت مدينة كربلاء المقدسة توافد جموع الزائرين من مختلف دول العالم للمشاركة في مراسم زيارة الأربعين الحسيني المقدس، الأمر المحتم لضرورة تقديم الخدمات المختلفة لهم وهو ما تكفلت به المواكب والهيئات الحسينية والمؤسسات في المدينة المقدسة.
حوزة كربلاء النسوية (مدرسة حافظات القرآن الكريم) العاملة تحت رعاية سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله ـ وضعت برنامجاً خاصاً لخدمة الزائرين بوقت مبكر هذا العام حيث استقبلت جموع الزائرات في مقرها بشارع الشهداء عليهم السلام المجاور للمرقد الحسيني المطهر ـ مقدمةً لهن وجبات الطعام الأساسية الثلاث ومستلزماتها، في وقت واصلت نشاطاتها في إحياء الشعائر الحسينية المطهرة حيث أقامت مجالس العزاء للفترتين الصباحية والمسائية، فضلاً عن برامجها في التلاوة القرآنية والأدعية وإقامة محاضرات أخلاقية وتوجيهية وتعليم الأحكام الشرعية ضمن برنامجها الفقهي والعقائدي.
وقد اقامت حوزة كربلاء المقدسة النسوية ـ مدرسة حافظات القرآن الكريم ـ مجلس عزاء الإمام أبي محمد الحسن المجتبى عليه السلام بمناسبة حلول ذكرى شهادته المفجعة في السابع من شهر صفر الأحزان .
مجلس العزاء استهلّ بتلاوة قرآنية معطرة، ومن ثم ارتقت المنبر المبارك إحدى الخطيبات الفاضلات متحدثةً حول جوانب مهمة من حياة الإمام الحسن عليه السلام وما شهدتها من أحداث كبيرة كان لها أبلغ الأثر في تشكّل هوية الأمة والتي ألقت بآثارها عليها والى الوقت الراهن، واختتمت المجلس بقراءة المصيبة الأليمة وكيفية دس السم للإمام عليه السلام من قبل زوجته جعدة بنت الأشعث لعنهما الله. ومن ثم توجه المعزون نحو المدينة المنورة لتلاوة الزيارة المخصوصة للإمام الحسن عليه السلام.
وبمناسبة حلول ذكرى شهادة سيد الأنبياء والمرسلين وخاتمهم النبي الأعظم محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله أقامت حوزة كربلاء النسوية ـ مدرسة حافظات القرن الكريم ـ برنامجاً خاصاً لإحياء الذكرى بتاريخ الثلاثاء الثامن والعشرين من شهر صفر الأحزان 1438 هجرية.
البرنامج استهل بتلاوة قرآنية مباركة ومن ثم تضمن البرنامج فقرات عدة منها توجه المؤمنات تجاه المدينة المنورة وتلاوة زيارة الرسول الاكرم صلى الله عليه واله، وكذا التوجه الى جهة الغري لزيارة أمير المؤمنين عليه السلام.
بعد ذلك ارتقت إحدى الخطيبات المنبر المبارك متحدثة حول السيرة العطرة المعطاة لرسول الإنسانية الاعظم صلى الله عليه واله، وما تميزت به شخصيته من صفات كريمة نبيلة عالية وحث الله سبحانه وتعالى المؤمنين بالاقتداء والتحلي بها.
كما وبينت ظلم بعض الصحابة له في حياته الشريفة وبعد شهادته معرجة الى المصيبة العظمى في قضية استشهاده ودس السم اليه من تلكما المرأتين الكافرتين المبين تفاصيلها في كتب السيرة والحديث كما في تفسير العياشي الجزء الاول من الصفحة ٢٠٠.
اضافةتعليق
التعليقات