بعد كل مايسمى بالتطور والحداثة والنظريات الدخيلة التي شاع واستجاب لها مجتمعنا مؤخرا حتى باتت الأجيال الجديدة تظن أنها الأصح ولا تتقبل غير ما يَرون ويسمعون من المجتمع والناس حتى وإن كان بعيد كليا عن الحقيقة والدين والعُرف...
ترسخ لدينا مؤخرا بعقول الصغار والكبار بشكلٍ فظيع رغم وجودها سابقاً ولكن ليس بدرجة مانحن عليه الآن. سوء الظن بالجميع بإدعاء الحسد، دون شيء ملموس ومؤكد..
نحن لا نستطيع نفي وجود الحسد وذكره في القرآن الكريم والروايات والحكم والأقوال ذات المصادر الموثوقة، ولكن الموضوع يُثير الإنسان الواعي والذي يُفرزن بين الحسدِ والبلاء.. فقد بات الناس لا تفرزن بين الإثنين فالحسد وارد ومعروف ونعوذ من "شر الحاسدِ إذا حسد".
ولكن بعض الإنتكاسات والأحداث التي نمر بها ماهي إلا بلاء من الرب لعبده وإما يكون بلاءً لرفعك درجة أو جزاءً لما اقترفت من عملٍ لا يُرضي المولى عز وجل أو تنبيهٌ لك على بعض الهفوات لتجنبها.
فلو أدرك الإنسان وفرزن مابين هاتين لأصلح نفسه ولكننا نرى الكثير يلقون اللوم على الناس ولا يلتفتون لأنفسهم وأعمالهم. فتسمع الجميع يردد هذهِ العبارة لو حدثت معهُ أبسط معاكسة
(أنا محسود) (عيون الناس علية).
لم نعرف من هو الحاسد ومن هوة المحسود فالناس تلقي اللوم على الناس!!..
والأمرُ من ذلك نرى الكثير ممن يرتكوب الذنوب جهارا حتى أصبحت لا شيء عنده فلا يعد ينتبه إن كانت جزاءً له من الله أو تنبيه. لأن المبرر موجود "الحسد" لاغير ذلك. من دونِ مراجعة للنفس..
فعلى الإنسان أن يُدرك مدى أهمية انتباهه لهذهِ التفاصيل كي يتجنب وقوع البلاء. وإن كان حسدا تجنب الحساد. فلو رمينا اللوم كله على الناس فسننقضي حياتنا تذمرا منهم وسنخلق مشكلةً أخرى؛ سوء الظن بأناس ربما هم من يتمنون لك الخير ويدعون لك وأنت لا تعلم.
وما سوء الظن إلا حاجزا منيعا لوصولك لله وهو من الكبائر التي يُصاب بها من لا يتفقه في الأحداث التي تجري في حياته، وفرزنة حتمية وقوع البلاء للجزاء، أو التنبه أو الرِفعة، أو حسدا للتجنب..
اضافةتعليق
التعليقات