لكلِ فرد طريق ومسلك لابد أن يسير عليه للوصول إلى المولى عزَّوجل فالطرق عديدة كما الساعين ولكنَ المَسعى واحد وهو الوصال والقرب منه سبحانه. ولكن هناك نقطة مهمة وهي أساس كل طريق وإن كان يختلف عن البقية فقد يعتقد البعض أن الطريق إليهِ سبحانه قد يتحقق من دونِ وجود حُب آل البيت (عليهم السلام) بل فقط بالصلاة والصيامِ وحب الله من دونِ حب ذريةِ حبيبه محمدٌ وعلي والحسن ومن خط بدمهِ منهاجاً وصراطاً لشيعته وبدأ منذ ما قبل يوم عاشوراء ويمتد أثره ليصل إلى يوم القيامة؛ الحُسين الذي أنار الكون فرسم لأهل التوحيد توحيدهم ولأهل العشق عشقهم .
وفي هذا الموضوع يخاطبنا الإمام (عليه السلام) ويقول ( فها هنا محطُ رحالنا وها هنا مناخ ركابنا ): وكان يعني إن أردتم الوصال ها هنا محط رحالكم في (كربلاء) وعليكم الوصول فكل ماخطه سيد الشهداء ورسمه في كربلاء هو السبيل الوحيد والرسالة السامية والخارطة للوصول إلى الحقائق التوحيدية والولائية. وكان يقصد في حديثه؛ أن ليسَ سبيل للوصول غيري وغير آلِ علي فلا يوجد طريق للوصول إلى الله والتحقق بأسمائه وصفاته ومعرفته والعبودية له إلا اذا سلكتم مسلكه وسبيله.
فالسير والسلوك والوصول من كربلاء وفي كربلاء وإلى كربلاء لما فيها من حقائق وأسرار ومعارف وعِبر فمنها الحياة وبها الإرتقاء.
فعلى ذوي العلم والمعرفة أن يتيقنوا أن الطريق الذي لم يتصل بأساسه بمحبة وعشق محمد وآل محمد وعلى وجه الخصوص محبة وعشق سيد الشهداء فلن يصلوا إلى وجهتهم الأصح.
وهنا لابدَ علينا من معرفتهم والسيرِ بمنهجهم القويم، إذ ينبغي على الإنسان أن يكون عالماً عارفاً بهم ( عليهم السلام ) قبل الولوج في الطريق لتسهيل الوصول، فهم النور الذي يَستضيءُ بهِ العبد في السير إلى الخالق حتى إنهُ من البديهي والجدير بالذكر أن ما من عبد ارتبط بهم وجعلهم وسيلة للإرتقاء إلا وألهموه المعرفة والحكمة إذ تتجلى لهم الرحمة الإلهية بكلِ معانيها والحقيقة كما هي وفي ذلك سرعة الوصول.
اضافةتعليق
التعليقات