من اللازم أن يكون المعيار في العمل القيم والمبادىء والمعرفة الدينية، دون العمر أو القوميات أو اللون أو العرق؛ فإن الدين أعلى القيم وأشرفها، ولابد وضع الإنسان المؤمن المتقي والعارف بدينه وعقيدته في مكانه المناسب، كما في القول المأثور: الرجل المناسب في المكان المناسب، حتى وإن كان هذا الرجل من قومية أخرى، فلا فرق في الإسلام بين الهندي والباكستاني والعراقي والمصري والتركي والإيراني أو من أشبه؛ إذ ليست الجنسية والقومية هي المعيار في تحديد شخصية الإنسان، بل إن المعيار هو التقوى والكفاءة، كما قال تعالى: "إنما المؤمنون أخوة".
وقال عزوجل: "يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شُعُوباً وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم".
يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم :” كلكم بنو آدم طف الصاع لم تملئوه ، وليس لأحد على أحد فضل إلا بالتقوى” ذكره الشريف الرضى في المجازات النبوية ص281.
ومن هنا يلزم الاهتمام بعقائد الشباب ومبادئهم وقيمهم؛ فإن العقيدة هي التي تحمي الإنسان في مختلف المراحل الحياتية، فالعقيدة الصحيحة بشكل كامل هي الضمان لعدم الانجراف في مختلف المفاسد، أما العقيدة المنحرفة بشيء من الانحراف فبقدر انحرافها يكون لها الأثر السلبي، وإذا بقي لها نوع من الصحة فبقدر صحتها تكسب الإيجابيات، قال سبحانه: "ولولا دفع الله النّاس بعضهم ببعض لهُدِّمت صوامع وبِيَعٌ وصلوات ومساجد يُذكر فيها اسم الله كثيرا".
فالشرق حيث تجرد عن العقيدة الدينية بشكل مطلق، وأخذ يحاربها بمختلف صورها، سبّب أكبر شقاء للبشرية، وقد سجل التأريخ مآسيه البشعة، فقد ذكر أن ستالين وحده قتل ما يزيد على عشرين مليون إنسان غير قتلاه في الحروب، إلى أن تحطم الاتحاد السوفياتي تحطماً كاملاً.
وأن ماو – زعيم ومنظر سياسي صيني صاحب الثورة الاشتراكية – قتل تسعاً وثلاثين مليوناً صبراً وقد تحطم بعد مدة.
والغرب وإن كان أظهر اللامبالاة أمام العقيدة والدين إلا أنه اضطر إلى تقوية الكنيسة واتباع رجالها في العقيدة المسيحية. ومنه يعلم حال اليهود والهندوك ومن أشبه.
اضافةتعليق
التعليقات