تسمّرت في مكانها عند سؤالي لها عن إسم العيد الذي يأتي بعد شهر رمضان؟ ثم أجابت الصغيرة وبكل ثقة انه عيد الحب!.
كررت سؤالي على أسماعها فأعادت بنفس الجواب، نظرت الى عينيها البريئتين وتذكرت قول النبي {ص}: [كل مولود يولد على الفطرة وأبواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه].
فليس الذنب ذنب هذه الطفلة التي كانت أجابتها عفوية إذ إن الاهل والمحيط هم من أثروا بها فأصبح صغارنا يتعلمون غير تعاليمنا ويعتادون بغير عاداتنا، فماهو عيد الحب كي تلفظه تلك الطفلة بكل طلاقة متناسية اسم شهر رمضان وعيد الفطر، واذا رجعنا لتاريخ وأصل هذا العيد نجد فيه الاراء المتضاربة حول شخص اسمه فلنتاين فمن هو ياترى؟!
القديس فالنتين أو فالانتاين (باللاتينية: Valentinius) وهو قديس روماني من القرن الثالث الميلادي، مشهور بعيد الفالنتاين أو عيد الحب أو العشاق وألذي يحتفل باسمه في 14 فبراير/ شباط من كُل سنة وقد كان يُحتفل بهذا العيد منذ العصور الوسطى المتوسطة بتقليد مودة الحب.
ليس هناك حكاية حقيقية ثابتة عن هذا القديس حتى الآن، فحكايته تختلف من منطقة إلى أُخرى، لكن الحكاية الأقرب بأن فالنتين كان كاهن مسيحي وكان يزوج العشاق المسيحيين فيما بينهم حيث كان سر الزواج في المسيحية موجود في ذلك الوقت، وبسبب أن المسيحية كانت ممنوعة في الإمبراطورية الرومانية فقد كان يعاقب على كُل من يمارس أحد أسرار الكنيسة، وبسبب ذلك إعتقلته السلطات الرومانية وحكمت عليه بالإعدام، فاشتهر منذ ذلك الوقت بأنه شهيد الحب والعشاق لأنه ضحى بحياته لأجل سر الزواج، تحتفل الكنيسة الكاثوليكية مع بعض الكنائس البروتستانتية بذكراه في يوم 14 فبراير بينما تحتفل الكنائس الآرذثوكسية بذكراه في يوم 30 يوليو.
وهناك آراء اخرى حول هذا الشخص وهذا العيد ونحن المسلمين اصبحنا نحتفل بأعياد الغير ونحفظ تواريخها وننسى شيئاً فشيئاً اعيادنا وتقاليدنا وكانت (لبشرى حياة) جولة استعرضت فيها آراء الناس عن هذا العيد:
فعند سؤالنا (لأم علي) ما هو رأيك بالاحتفال بهذا العيد؟ أجابت:- كل عام نجلب هدايا بسيطة في هذا العيد ونتبادلها انا وزوجي، لا اعتقد ان هناك مانع من الاحتفال بالاعياد المسيحية اذا كان بحدود.
وأما (ثريا) كان لها رأي اخر حيث قالت:- انا احتفل بعيد الحب ولكن تاريخه يختلف تماماً لدي فأنا انتهجت نهجاً لتعليم اطفالي الاعياد والمناسبات الإسلامية، فأرتأيت أن يكون يوم زواج علي من فاطمة هو عيد الحب لدي.
وأجاب (الأستاذ محمد) عند سؤالنا عن رأيه باحتفال المسلمين بعيد الحب بقوله:- وهل الدين الا الحب؟ أحتفل اذا لم يتعارض مع ديني وبشكل معقول.
وأما (كريمة) فكان جوابها بالنفي القاطع اذ انها لا تحب ان ترسخ العادات المسيحية لدى اولادها، وتقول: لدينا من الاعياد والمناسبات مايكفي لكي نحتفل بها فلماذا نهملها ونتجه الى الغير.
وكان للشرع رأي اخر فقد حدد اذا لم يكن في هذا العيد ترويج للكفر والفساد فلا مانع.
وكيف وقد غصّت المحلات بالأشياء الحمراء، والدب الذي كان سعره زهيداً ترتفع بورصته في هذا العيد وأصبح هو مقياس الحب فإذا لم يشتريه الرجل يعتبر إنه خائن؟ وإنه يفكر بغير زوجته!.
هذا غير تأثر أطفالنا به فتخيل ان طفلك يسأل ما اسم العيد الذي يأتي بعد شهر رمضان؟
فيجيب:- انه عيد الحب!.
اضافةتعليق
التعليقات