من سعادة الزوجة أن تجد زوجاً يحثها على العبادة يقربها من الصالحات وﻳﺠﻠﺲ معها في ظلال السعادة الإسلامية، هذه النفحات الإيمانية التي شرعها المشرع الاسلامي وأعطى ضوابط الزواج السعيد للأسرة المسلمة، فهناك العديد من الروايات التي تحث الزوج على اظهار الحب والمودة للزوجة كذلك الزوجة .
في حياتنا اليومية كم مرة سمعت رجلا يتحدث علنا أنه يحب زوجته؟.
كم مرة رأيت رجلا يحمل طفلا عن زوجته في الطريق؟.
كم مرة رأيت زوجين من الأقارب وقد تقدم بهما العمر يسيران معاً.
ومن منا يحكي لأولاده عن مدى حبه لأمه، ومن منا يحرص أن يحتضن أبناءه ويقبلهم في كل وقت، بعيدا عن العيب او الخوف من اظهار الحب كأن الحب عورة، وأن الذي يعبر عن حب زوجته ضعيف وأن التي تحرص على مخافة زوجها ضعيفة الشخصية ..
أحدهم اختار أن ينادى زوجته أمام الناس باسم أكبر أبنائه، وآخر ينادي زوجته باسمه هو! وأمور أخرى أغرب وأعجب !
تعلموا أن تظهروا الحب وأن تضج به بيوتكم كما فعلها من قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مع أسرته فكان دائما يظهر حبه ويقبل أحفاده حتى تناولت الأحاديث والروايات المواقف.
السيدة خديجة الكبرى من أوائل النساء اللواتي تحملن المسؤوليات الجمة والصعاب التي تنوء بحملها الجبال الرواسي، هي أم المؤمنين والمؤمنات السيدة العظيمة خديجة الكبرى فقد كانت لها مواقف مشهودة إلى جوار نبينا الأکرم.
وكانت السيدة خديجة وزيرة صدق على الإسلام وكان رسول الله يسكن إليها، نعم كانت السيدة خديجة عزيزة عند النبي وتتمتع بمكانة خاصة في قلبه فكان يحبها حبا جما ويعتز بها ويقدر مواقفها الشريفة والشواهد على ذلك عديدة ويكفى دليلا على عظمتها ومكانتها أنها كانت تخفف عن النبي وتسلي خاطره من كل ما كان يلاقيه من إيذاء وهوان من قبل مشركي قريش ولم تسبب له أي أذى أو مشكلة أبدا.
ولم تطلب السيدة خديجة من النبي شيئا أبدا إلا حاجة واحدة فقط، وهذه كانت عبر ابنتها الصديقة فاطمة الزهراء، حيث إنها سمعت من النبي عن أهوال القبر وما يلاقي الميت فيه، على الرغم من إيمانها العظيم ودرجتها عند الله إلا أنها كانت تخاف القبر فطلبت من النبي أن يكفنها بعباءته الشريفة التي كان يصلي فيها، لكي تشملها الرحمة الإلهية ببركة رسول الله ويرتفع عنها العذاب .
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "أمرت أن أبشر خديجة ببيت من قصب، لا صخب فيه ولا نصب".
ولهذه المرأة منزلة خاصة عند الله وعند رسوله إلى درجة أن الله تعالى كان يبعث لها سلاما خاصا، وقد ورد في بيان مكانتها ومنزلتها روايات عديدة بشأن مساندتها ودعمها لرسول الله، وفي سبيل الدين الحق وذلك بأموالها الكثيرة التي أنفقتها في سبيل الله.
وفي رواية في وصف الزوج قالت السيدة خديجة سلام الله عليها لرسول الله (صلى الله عليه واله سلم): (والله إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكَلَّ وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق).
هذه ست خصال لا يحملها إلا كُمَّل الرجال، كما ذكرتها السيدة خديجة تخفيفا على زوجها (صلى الله عليه وآله وسلم) مطمئنة له ومبشرة بأحسن العافية، ومعنى هذه الخصال تفصيلا :
أولا: صلة الرحم
فهي الإحسان إلى الأقارب على حسب حال الواصل والموصول، فتارة تكون بالمال، وتارة بالخدمة، وتارة بالزيارة والسلام وغير ذلك .
ثانيا: صدق الحديث وضده الكذب
ولم يجرب على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل نبوته كما صرح أبو لهب حين قال: (ما جربنا عليك كذبا) وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) معروفا بين قومه بالصادق الأمين .
ثالثا: حمل الكَل
وأصله الثقل ومنه قوله تعالى -{وهو كلٌّ على مولاه}- ويدخل في حمل الكل: الإنفاق على الضعيف واليتيم والعيال وغير ذلك .
رابعا: تكسب المعدوم
بفتح التاء، هذا هو الصحيح المشهور، من نفائس الفوائد ومكارم الأخلاق، كانت العرب تتمادح بكسب المال المعدوم لاسيما قريش، وكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) محظوظاً في تجارته .
خامسا: إقراء الضيف
قال أهل اللغة: يقال: قريت الضيف أقريه، قرى بكسر القاف مقصور، وقراء بفتح القاف والمد، ويقال للطعام الذي يضيفه به قرى بكسر القاف مقصور، ويقال للفاعل: قارٍ مثل قضى فهو قاضٍ.
سادسا: الإعانة على نوائب الحق
فالنوائب جمع نائبة وهي الحادثة، وإنما قالت نوائب الحق لأن النائبة قد تكون في الخير وقد تكون في الشر .
اضافةتعليق
التعليقات