أقبل شهر الأحزان بدمعه ودمائه، يلحّن في الوجود ثورة صمود بوجه أعداء كانوا للرسالات السماوية والحقائق الربانية..
من كربلاء الإباء.. من ثورة الحسين الى ثورة المختار الى باقي الانتصارات بدماء الشهداء الزاكية، ودموع اليتامى وحيرة الأيامى، تنسج هذه المدينة معلقاتها السوداء والحمراء والخضراء ربيعا للقلوب العائدة الى الله بمواقفها وثباتها..
من أحرفي.. أرجم نفسا تواقة للمعصية، لكنها بكربلاء تُهذّب.
كربلاء مدرسة وجامعة وخيمة، لكنها ليست أبدا بيتا إذ ان في كل اسرة شهيد يفتقده اهله، ويحنّون لأيام كانت يجمعهم فيها بيت لكنهم يتعزون ويفخرون بسيد الشهداء، الذي بات اهله بلا خيام يوم العاشر، وكل ذلك من اجل ان يطفؤوا نيران تستعر لأعدائهم، فإذا بالمحبين اليوم يكملون مع الحسين ثورته، بالدماء عشنا.. وعشنا بالدموع وعشنا بالعزة والكرامة، وبشجاعة علي وصبر الحوراء يرون ما يجري على من تمسك بولايتهم فيزداد ثباتهم، ينظرون الى الغد، وما يخبئه لهم وينتظرونه تحديا، ويدعون ان يقبلهم امام زمانهم من المنتظرين.
يبكونه افتقادا ويطوون اعينهم دموعا وشوقا، ويصبرون كأن الصبر قد حلا فغدا شرابا لصباحهم ومسائهم، ولعلهم يوم الجُمع يرونه بدموعهم ينتظرونه هناك وهاهي دمعة وجع.. انت في قلب كل محب، يا امام الزمان قد وعدت ان تأخذ بثأر الحسين، فمتى يتحقق الوعد.
لعل في الأيام المقبلة حين يمتلأ العالم سعادة ورضا، بإشراقة منك تنسينا الآلام والأحزان، عذرا إمام زماننا قد طوت ذكرى الحسين صفحات الذكريات، حتى غدت الذكرى الوحيدة، وبقيت أملا لتلك الايام ان تجدد بحلّة جديدة حيث تفرش كربلاء بالورود والرياحين على جانبيها لاستقبالكم، وتجري الأنهار مصفقة ابتهاجا بطلعتكم، وتغّرد الطيور أناشيد المودة، فرحة بوجودكم في كل مولد واحتفال، وذكرى بميلادكم الذي لا يموت ابدا.
وهاهي ذكرى الشهادة العطرة، فما واجبنا في ايام الحزن غير البكاء والانين والحنين والدعاء والصلاة، اتعّلم ياسيدي بمخاطبتك أكثر مما اتعّلم من قراءة الكتب ومخاطبة غيرك.
فعلمّني ما يكون لك فخرا وامتنانا وقبولا في شهر رُفعت فيه الرؤؤس مسبحة وتالية للقرآن، وصدور حرّى للماء ذهبت صائمة الى الله لتغرس فيها سهام كانت ترويها من الريّان السماوي في عرش الجنان.
فما واجبي يا صاحب الزمان يا إمامنا المنتظر؟
فماواجبي يا إمامي يا سيد الشهداء؟
فما واجبي يا زينب الحوراء؟
أنتظر لأعرف، أنتظر لأطبق ما أعرف، أنتظر لأرجو ان تقبل معرفتي.
أيكفي اللطم والحزن والبكاء والعزاء، ايكفي التولّي والتبرّي في شهر محرم وغيره من الشهور بل زمان الحياة.
اضافةتعليق
التعليقات