• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ماذا لو كانت الأقدار بيد المخلوق؟!

مريم حسين العبودي / الأحد 23 تشرين الاول 2022 / ثقافة / 1891
شارك الموضوع :

تضعك بعض الأيام على طرفيّ نقيض في نفسك، فتعيشُ حالةً من شلل الاستيعاب. شتان ما بينَ الأمسِ و اليوم

تمرُ عليك أيام متناقضة، يوم مبهج مترعٌ بالفرح والحبور تظن أنك لن تحزن بعده أبداً، ثم تشاءُ حكمة الأقدار أن تُذيقك من بعد عُلوّك هبوطاً مُرّاً، فتخوض غمار أيام عصيبة تظن أن لا فرج بعدها. وهكذا تخدعنا أنفسنا بالحتمية الزائفة، تهوّل لنا الألم، وتأخذُ الفرح على محمل الأبدية، فلا ننجو من الأول، وننخدع بالثاني.

تضعك بعض الأيام على طرفيّ نقيض في نفسك، فتعيشُ حالةً من شلل الاستيعاب. شتان ما بينَ الأمسِ و اليوم، بين الاتقاد والانطفاء، ربما هو مُجرد فرق في التوقيت بين اليوم الذي مضى والذي تلاه، سويعاتٍ معدودة تفصِل بين كلاهما، تبديل في أرقام التواريخ، ازديادها رقماً ليس إلا، دورةٌ أرضٍ جديدة تتخذها حول نفسها فتوُدعُ قمراً وتستقبلُ شمساً، أو إنهُ فرقٌ في الطقسِ وحسب، بضع درجاتٍ ازدادت أو نقُصت، بدايةٌ صباحيّة مختلفة، اختلاف في عدد نبضاتِ القلب وأنفاس الصدر.

ربما هي تغيراتٌ طبيعية لا فرقٌ شاسع بينها، لكنه هو ذاته الذي يُحدث تغييرات هائلة، كالفرق بين درجة حرارة أقرب الكواكب من الشمس وأبعدها عنها، الفرقُ بين مشرق النور ومغربه، بين الحلاوة والمرارة، بين هديرُ حمامةٍ وعواء ذئب، بين دفءٍ وزمهرير.

إنهُ ببساطة الاختلاف بين الحياة والموت، كنتَ بالأمس تحسب نفسك في عداد أهل الجنة، كأنه لم يكن يوماً من أيامِ أهلِ الأرض، ربما يومٌ سقطَ سهواً من أيام ملائكة السماء فهطَلَ كأنه الرحمة الإلهية لتتشربه الروح قطرةً قطرة وتقبّل جبينَ السماء التي جادتْ به عليها فأسعفتها من الاحتضار عطشاً. يومٌ يشبه ورقة حبَق انسلّت من بين ذرات تُربةٍ نديّة لتُعانق الضياء الخارجي، أو كبرعم زهرةِ ليمون لاحَ لهُ الربيع ففاح عطرهُ في الأرجاء يملئ الدُنيا غروراً.

إننا نجهلُ كيف يبُثُ القدير القوة في قلوبِ مخلوقاته ليواصلوا الحياة بمرارتها بعد أن يُذيقهم طعم الشهد؟ كيف يستمرون في التنفس من هواء هذه الدُنيا بعد أن استنشقوا نسيم الجنّة؟ كيف لهم أن يرجِعوا إلى الظُلُمات بعد أن يُبصروا النور؟

إنها لتحولاتٍ هائلة تحفِرُ في الكيان آثارها وتنقُش في القلب زخارفها وتصنعُ العجائب في أقصر مدة زمنية. لستُ أدري كيف يصمُدُ هذا الجسد بعد أن تحِلُ عليهِ ريحٌ ناقمة تحاول اقتلاع الصبر من جُذوره لتُحيلهُ جذعاً خاوياً لا يُتكأ عليه، كيف يتجدد هذا التحمل كل مرة وكُلما أوشكتُ على الطوفان فُرّغتُ من جديد استعداداً لرحلةٍ أُخرى من الامتلاء.

يُخيّل إلينا أن هذه الأرضٌ قد تُحالُ لجنةٍ لو أن الأمور أوُكلت لنا، لو كان لنا حق اختيار الأقدار التي نظن أنها تناسبنا، لو كان لنا القدرة على التشبث باليد التي نعتقد أنها تمُدنا بالحياة، لو نتخلص من كل شخص لا نرغب بوجوده بيننا، لو غيرنا المسارات التي نشعر أنها لا تُناسبنا، لو تراجعنا عن أي خطوة بسهولة، لو نغير مجال دراستنا، ونرفض الوظائف ونلغي عقد زواج ونجهض حملاً ونُلغي سفراً، لتحوّلت أيامنا إلى نعيمٍ مقيم لا يعكر صفوها شيء. خيالات واسعة تهطلُ على عقولنا القاصِرة، نظن ونظن ونخطط، ولا نعلم أن الخير كل الخير في أقدار الله، في الأمر الذي لم يعجبنا ذاك، في الفراق الذي أبكانا شهوراً، في الحرمان الذي جعلنا نشعرُ بالخيبة، وبالعثرات التي كادت تجعلنا نتراجع. كلُ ما يضعه الله في طريقنا لسبب، كلُ ما يحصل معنا لا صُدفة فيه، أدقُ الخطوات والتفاصيل مُقدّرة بعناية فائقة نعجزُ عن فهمها إلا بعد حين، فكيف الجزع ونحنُ في أمانةِ إلهٍ لا يغفلُ عنا مقدار طرفة عين!.

السعادة
السلوك
التفكير
الحياة
الايمان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال

    السر الأعظم في معاملة الناس

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    آخر القراءات

    تحدي أزمة البطالة والرجوع إلى عملية التوظيف

    النشر : الأحد 21 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ما الذي يحدث للجسم عند الصوم؟

    النشر : الأربعاء 15 آيار 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    مع نهاية عام 2024: إنجازات تحققت في المناخ والطبيعة ربما لم تسمع عنها، فما هي؟

    النشر : الأربعاء 01 كانون الثاني 2025
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    اليد الواحدة تصفق أيضا!

    النشر : الأحد 16 حزيران 2019
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    السحر والشعوذة.. أساليب خارجة عن الايمان وملجأ لضعاف النفوس

    النشر : الخميس 29 حزيران 2017
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    المظاهر الرئيسة للأمراض الكبدية

    النشر : الأحد 11 شباط 2024
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3727 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 449 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 357 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 356 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 311 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 309 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3727 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1343 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1323 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1192 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 863 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 851 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال
    • منذ 22 ساعة
    السر الأعظم في معاملة الناس
    • منذ 22 ساعة
    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية
    • منذ 22 ساعة
    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • الأحد 18 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة