"بالله عليكم كيف تبكون على شخص قُتل منذ مئات سنين؟!
كيف تدمون الصدور حباً بشخصٍ لم تروه ابداً؟
لماذا تهبون الغالي والرخيص لإحياء ذكره؟
تحرووا من هذه القيود.. الم تكتفوا بعد؟".
هكذا يقولون الجهلى حينما يرونا نعلن الحداد على مولاي الحسين في بداية كل محرم، أما بقية الموالين لا يختلفون عن ذاك المبدأ الاعمى كثيراً فتارة نرى بعضهم يكتفون بالحداد لعشرة ايام فقط ومن بعد العاشر تعلن المجالس غربتها، أما القسم الثاني منهم فأما يأتون بإكراه وأما لغايات أخرى كتضيعة للوقت والتسلية!
قليل ما نرى من يعي فلسفة عاشوراء بعمق دون النظر للقشر الخارجي فقط، فعاشوراء مدرسة حقة قبل ان تكون مجرد دموع تذرف او شعائر تقام.. فما تلك الشعائر الا تعظيم وأحياء لعظمة تلك المدرسة..
حينما نبكي على مقتل السبط الثاني لرسول الله، ذاك المولى الذي يصفه النبي الاكرم(ص) بقطعة منه، فنحن بذلك نعلن الحب لعترة نبينا والغضب والإستياء والغيرة والحمية ضد كل من طغى و تجبر على حدوده بقتل سبطه المكّرم ظلماً وعدوانا..
حينما ندمي صدورنا لطما، حينما نهب الغالي والرخيص في سبيل إحياء المجالس والمواكب فنحن نصدّ بذلك إنحدار الحياة لمستنقع الفساد والذنوب عن طريق تنقية القلوب والمجتمع من الشوائب بذكر مولانا الحسين واحياء مصيبته بكل عام على طول الزمن وتقديساً لما قدمه السبط في سبيل الحق..
"لأن الحسين وطنٌ حنون لا غربة فيه ولا تهجير، لا وحشة به ولا خوف"،
وطنٌ يمتد لكل بقاع العالم لينشر ذرات رحمته على من عرف حقه و وعى رسالته، الحسين عظمة لا تجاريها دموعنا مهما ذرفناها عليه.. فمن دونه لم يقام دين محمد و لم تصل رسالته العظيمة للعالم و لربما رأينا الأسلام أصبح اموي دون ان يكون الاسلام المحمدي الصحيح ولكنه ضحى جميع ما يملك بسبيل إقامته.
الحسين عطاء لا يجاريه كرم الكرماء منذ بداية الخليقة، فمن أكرم من اب ضحى بطفله الرضيع في سبيل إقامة دين جده؟!
الحسين هو الحب بل اعظم من الحب الذي تغنوا به مجانين الغرام،، فلم ارى قلبا إستطاع بأن يحوي بحبه اختاً و زوجة وطفلة واولاد واخوة و يتامى وأنصار بأوج لحظات القتال والعطش والغربة والوحدة ولم يكتفي بذلك بل إمتدت رحمته حتى على اعدائه..
،""الحسين هو عمود الدين الذي لولاه لسقطت اصوله وفروعه
فليعترض من يشاء و ليصمت من يشاء سيبقى ذكر مولانا يشعّ عظمة و فخراً بكل عام وكل محرم و كل ليلة على مدى الدهور..
كذب الموت فالحسين مُخلد، كلما مر الزمان ذكره يتجدد..
اضافةتعليق
التعليقات