• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

دابة الأرض والطامة الكبرى

فضيلة المحروس / الأثنين 22 شباط 2021 / اسلاميات / 4457
شارك الموضوع :

أيّ دابة من الأرض تخرج وتكلم الناس.. وأين ومتى وكيف؟

وردت مفردة "دابّة" في قوله تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ}1.

وفي قوله تعالى: {وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا..}2.

وجاء في اللغة أن مفردة "دابّة" تُطلق على كلّ ما يدبُّ ويتحرك على وجه الأرض من الإنسان والحيوان وغيره.

لقد استوقفتني هذه المفردة في قوله تعالى: (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ )3 .

 فأيّ "دابة من الأرض" تخرج وتكلم الناس.. وأين ومتى وكيف؟

في المرويّات الصادرة عن أهل البيت صلوات الله عليهم أن الدابّة هي مصداق وحيانِي خاصّ يختلف اختلافًا كثيرًا عن مفهومها في اللغة.

فهي آية من آيات الله الكبرى "تخرج من الأرض" في آخر الزمان في أحسن وأجمل صورة.

وورد لها وصفٌ وحيدٌ في القرآن الكريم بمفردة "تكلمهم" أي أنها دابّة تَعقل وتنطق بخلاف ما صورها مفسّرو العامّة عندما ذكروا أنها حيوان صامت مخيف يمشي على أربعة قوائم.

أشارت الرّوايات المستفيضة عند الفريقين عن بعضٍ من أحوالها وخصوصياتها إلى أن المشار إليه ب"دابّة من الأرض" هو خليفة رسول الله، ووصيه، وحامل لوائه، وإمام المتقين، ويعسوب الدين، ووليد الكعبة المشرفة "أمير المؤمنين" علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه.

 فقد روى في تفسير القمي أنّ (رسول الله صلى الله عليه وآله انتهى إلى أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه وهو راقد في المسجد وقد جمع رملًا ووضع رأسه عليه، فحركه رسول الله صلى الله عليه وآله برجله وقال: قُمْ يا دابّة الأرض. فقال رجل من أصحابه: يا رسول الله أيسمي بعضنا بعضًا بهذا الإسم؟ فقال: لا والله ما هي إلَّا له خاصة، وهو الدابّة التي ذكرها الله في كتابه، وهو قوله عزّ وجلّ (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ))4.

وعن أبي عبد الله الجدلي قال: (دخلت على علي بن أبي طالب فقال: ألَا أحدثك ثلاثًا قبل أن يدخل علي وعليك داخل؟ قلت: بلى. قال: أنا عبد الله وأنا دابّة الأرض صدقها وعدلها وأخو نبيها، ألَا أخبرك بأنف المهدي وعينيه؟ قال: قلت: بلى. قال:  فضرب بيده إلى صدره فقال: أنا) 5.

تبقى التفاصيل في معنى هذه الدابّة وأحوالها مبهمًا عند الناس حتى تحين الساعة، لكنها أمست محلا للسؤال، كما روي عن الإمام الصادق صلوات الله وسلامه عليه (أن رجلًا قال لعمار بن ياسر: في القرآن آية شغلت بالي وجعلتني في شكّ قال عمار: أية آية هي؟ قال: آية «وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون»، فيقول عمار: والله لا أجلس على الأرض ولا آكل طعاما ولا أشرب ماء حتى أريكها. ثم يأخذه عمار إلى الإمام علي، وهو يأكل طعامًا فلما بصر به الإمام علي ناداه فجاء عمار عنده وأكل معه!. فتعجب الرجل ولم يصدق هذا المشهد، إذ كان عمار قد حلف ووعده أن لا يجلس على الأرض ولا يأكل ولا يشرب حتى يريه دابة الأرض، فكأنه نسي وعده!. فلما قام عمار وودع عليًا.. قال له الرجل: عجيب منك أن تقسم بالله أن لا تأكل ولا تشرب ولا تجلس على الأرض، حتى تريني دابة الأرض. فقال له عمار: أريتكها لو كنت تعقل)6.

زمنُ خروجها

أشار صلوات الله عليه أن زمن خروج "دابة من الأرض" سيكون "بعد طلوع الشمس من مغربها" "وقتل الدّجال وأعوانه" على يد ابنه الإمام المنقذ المهدي صلوات الله عليهما، وروي عنه أيضًا انه سيكون "حين لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر" أي *بعد ما يكثر الفسق والفساد بين الناس نتيجة تهاونهم عن وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر7.

الطّامّة الكُبرى

وصف سيد السادات أمير المؤمنين صلوات الله عليه مرحلة خروجه "بالطامة الكبرى" لهول الأحداث التي ستجري فيها (..قلنا: وما ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال: خروج دابّة الأرض من عند الصفا، معها خاتم سليمان، وعصا موسى، يضع الخاتم على وجه كلّ مؤمن فيطبع فيه: هذا مؤمن حقًّا، ويضعه على وجه كل كافر فيطبع فيه: هذا كافر حقًّا، ثمّ ترفع الدابة رأسها فيراها مَن بين الخافقين بإذن الله بعد طلوع الشمس من مغربها، فعند ذلك ترفع التوبة)8.

كما جاء في رواية أخرى عن رسول الله صلى الله عليه وآله: (يا علي إذا كان آخر الزمان أخرجك الله في أحسن صورة ومعك ميسم (9) فتسم به أعداءك (10.

وفي رواية عنه أيضًا (إنّ علياً صدِّيق هذه الاُمّة، وفاروقها، ومحدّثها، إنّه هارونها، ويوشعها، وآصفها، وشمعونها، إنّه باب حِطّتها، وسفينة نجاتها، إنّه طالوتها، وذو قرنيها)11.

وَلايةُ عليّ حصني

وتشير الشواهد الأخرى في ما صدر عنهم صلوات الله عليهم إلى رجعة "حجة الله" "المصلح" "المهدي الأكبر" "صاحب الكرّات والرّجعات" "والعصا والميسم" "ولواء الحمد" "والأعراف" في آخر الزمان من الدنيا، وتملِكه* فيها "كذي القرنين"، وإقامة دولته "دولة الدول" وإنجاز الواجب الموعود في زمن الرجعة.

وستكون مرحلة خروج "دابّة من الأرض" التي وصفها أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه ب "مفتاح لألف مفتاح آخر" أحد ظهوراته العظيمة، التي سيصنف الناس فيها إلى أخيار وأشرار، وسيفوز فيها الولي المحب لإمامه بمنازلِه وحصونه المنيعة دون العدو. وهنا سيتجلى معنى حديث "السلسة الذهبية" للإمام الرضا صلوات الله عليه "ولاية علي حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي"12.

سيكون ذلك ممهدا لإقامة "الدّولة الكبرى"، دولة سيد الأنبياء والمرسلين المصطفى الأمين محمد صلى الله عليه وآله.. كما وُعد في قوله تعالى {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}13.

اللهم عجل لوليك النصر وظهور الأمر.

1.  الأنفال 22
2. هود 6
3. النمل 82
4.  تفسير القمي،لعلي بن إبراهيم القمي ٢: ١٣٠.
5.  بحار الأنوار، العلامة المجلسي ٣٩ : ٢٤٣
6.  شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، 1: 248
7.  كتاب الفتن (٣٣٤) في ذيل الآية من سورة النمل 82
8.  كمال الدين وتمام النعمة: ٥٢٥ / ١.
9.  الميسم: الحديدة، أو الالة التى يوسم بها أثر الوسم 
10. تفسير القمي ،علي بن إبراهيم القمي ٢ : ١٣٠.
11.  أمالي الصدوق : ٨٣: ٤٩ .
12. عيون أخبار الرضا (ع)، الشيخ الصدوق ١: ١٤٦.
13. التوبة 33

الامام علي
القرآن
التاريخ
اهل البيت
النبي محمد
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    فن تصميم المجوهرات.. بوابة لعالم الرقي

    بلا إفراط ولا تفريط: ثقافة التطرف العاطفي

    ماهو الصداع النصفي وكيفية علاجه؟

    البطاطا محبوبة الملايين.. طعام صحي أم عبء غذائي؟

    الإمام العسكري .. وركائز الخدمة الأزلية

    نور المحبة وميزان القلوب

    آخر القراءات

    تأملات في سورة التغابن(٢): المُؤمِنُ بَينَ تَحذيرٍ وتَوجيهٍ مِن ذَلكَ اليَومِ

    النشر : الأثنين 07 تشرين الاول 2024
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    في ختامِ شهرِ صبِ الرحمةِ الالهيةِ.. هل أصبحتَ عبداً رحيماً؟

    النشر : الأثنين 27 كانون الثاني 2025
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    العِلم المخزون

    النشر : الخميس 17 تشرين الاول 2024
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    الوشم عند النساء.. بين أولويات الجمال والتغافل عن الخطر

    النشر : الأحد 30 نيسان 2023
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    العنف ضد المرأة.. الأسباب والعلاج

    النشر : الجمعة 25 تشرين الثاني 2016
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    النشر : السبت 14 حزيران 2025
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1101 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1031 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 512 مشاهدات

    البوح والكتمان: أيّهما الحل الأمثل؟

    • 397 مشاهدات

    حين يصبح الموت سلعة... ضياع الضمير في زمن الاستهلاك

    • 383 مشاهدات

    العلاقة بين الاكتئاب والنوم

    • 381 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1461 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1424 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1101 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1083 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 1071 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1031 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    فن تصميم المجوهرات.. بوابة لعالم الرقي
    • منذ 3 ساعة
    بلا إفراط ولا تفريط: ثقافة التطرف العاطفي
    • منذ 3 ساعة
    ماهو الصداع النصفي وكيفية علاجه؟
    • منذ 3 ساعة
    البطاطا محبوبة الملايين.. طعام صحي أم عبء غذائي؟
    • منذ 3 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة