نقل مؤلّف «كرامات معصوميّة» عن أحد المهاجرين العراقيين القاطنين في مدينة قم المقدّسة أنّ والدته أُصيبت بمرض خطير، وأنّه دار بها على الأطبّاء، فلم يحصل على نتيجة، ناهيك عن الأدوية النادرة التي كانوا يصفونها لحالتها، فيعسر على هذا المهاجر توفيرها. يقول هذا الرجل:
حَدَث يوماً أن وُصف لي طبيب حاذق، فاصطحبت والدتي له، فعاينها ووصف لها علاجاً. ثمّ إني عُدت بوالدتي إلى البيت، وبدأت بحثي عن الدواء الذي وصفه لها، فما وجدته إلاّ بعد عناء ومشقّة عظيمة. ولمّا كنت في طريقي إلى المنزل، وقع بصري على القبّة المقدّسة للسيّدة المعصومة سلام الله عليها، فأُلهم قلبي زيارتها والتوسّل بها إلى الله تعالى، فدخلت الحرم المطهّر، وألقيت بالأدوية جانباً، وخاطبت السيّدة بلوعة وحُرقة: يا سيّدتي، لقد كنّا في العراق نلجأ إلى أبيكِ باب الحوائج في كلّ شدّة وعُسر، ونستشفع به إلى الله تعالى في قضاء حوائجنا، فلا نعود إلاّ وقد تيسّر لنا عسيرُها؛ وها نحن لا ملجأ لنا هنا إلاّكِ، وها أنا سائلُك أن تشفعي في شفاء أميّ ممّا ألمّ بها.
قال: ولقد منّ الله تعالى على والدتي بالشفاء في نفس ذلك اليوم ببركة بنت موسى بن جعفر عليها السّلام، فاستغنينا عن الدواء.
من عاش في تلك البقعة المباركة يدرك ما أقول فبالتأكيد صدف له مرارا وأنه شعر بأن الدنيا قد اسودت في وجهه ولكن بعد اللجوء إلى حرم كريمة أهل البيت عليهم السلام رجعت الحياة إلى عروقه من جديد وشعر بألطاف الله سبحانه و بكرامات هذه السيدة الجليلة.
وكذلك من زارها لابد وأن استجاب الله دعوته أو دعواته ببركة هذه السيدة.
بنت باب الحوائج ستكون كوالدها في العطاء، فقد وردت أحاديث كثيرة في فضل هذه السيدة الجليلة.
فقد اخبروا بقدومها وعظموا شأنها قبل مجيئها وهكذا بينوا أن البنات من نعم الله وانهن باستطاعتهن أن يصبحن أصحاب رسالة ويغيرن العالم.
وقد أخبر الإمام الصادق (عليه السلام) قبل ولادتها، بل قبل ولادة أبيها (عليه السلام) حيث قال: وستدفن فيها امرأة من أولادي تسمّى فاطمة فمن زارها وجبت له الجنّة*١.
وفي رواية أخرى: تقبض فيها امرأة هي من ولدي، واسمها فاطمة بنت موسى، تدخل بشفاعتها شيعتنا الجنّة بأجمعهم *٢.
مما يدل على مكانة وقدسية هذه السيدة الجليلة أنها من النساء الفاطميات التي اختصها الأئمة بمنزلة الشفاعة، وهذا ما يؤكده الحديث المروي عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام الذي قال: ألا وإنّ قم الكوفة الصغيرة ألا إنّ للجنّة ثمانية أبواب ثلاثة منها إلى قم، تقبض فيها امرأة من ولدي اسمها فاطمة بنت موسى، وتدخل بشفاعتها شيعتي الجنّة بأجمعهم"، ويؤكده المقطع الخاص من الزيارة المخصوصة والمروية عن الإمام علي الرضا عليه السلام: يا فاطمة اشفعي لي في الجنّة فإنّ لك عند الله شأناً من الشأن.
ليس من السهولة أن يقال هذالكلام وأن تنال هذه السيدة هذه المكانة الرفيعة فهي بالفعل كانت مؤهلة فهي عالمة واعية فقيهة راضية مرضية أخلصت لله بكل سكناتها ونالت هذه الدرجة العالية التي يقول الله تعالى: {يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً}.
سيدتي تهنا مرات ومرات وأنتِ كنتِ النور، اسودت الدنيا في أعيننا وأنتِ كنتِ الأمل، ماتت الآمال في قلوبنا وكنتِ الحياة، "يا فاطمة المعصومة اشفعي لنا في الجنة فان لك عندالله شأنا من الشأن".
اضافةتعليق
التعليقات