قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ستدفن بضعة مني بخراسان، ما زارها مكروب إلا نفس الله كربته، ولا مذنب إلا غفر الله ذنوبه".
يقول علي بن ميثم: سمعت أمي تقول: سمعت نجمة أم الإمام الرضا تقول: لما حملت بإبني الرضا لم أشعر بثقل الحمل، وكنت أسمع في منامي تسبيحا وتهليلا وتحميدا من بطني فيهولني، فإذا إنتبهت لم أسمع، فلما وضعته وقع على الأرض واضعا يده على الأرض رافعا رأسه، ويحرك شفتيه ويتكلم. وهي القدرة التي وهبها الله تعالى له.
إمتاز عصر الإمام الرضا عليه السلام بتعدد المذاهب المبتدعة، وطرح الأفكار الدخيلة، وإنتشار العقائد الباطلة التي أدت إلى كثرة الجدل في الأمور الدينية والعقائدية.
ومن هذه التيارات والحركات التي نشأت هي الواقفية والغلاة والمشبهة والمجسمة والمجبرة والمفوضية.
فاتخذ الإمام عليه السلام طرق صحيحة في معالجة الإنحطاط الفكري والديني المتفشي في المجتمع.
فأولا: وضع القواعد العامة لطرق المعالجة حيث قال عليه السلام: "إن مخالفينا وضعوا أخبارا في فضائلنا وجعلوها على ثلاثة أقسام أحدها: الغلو، ثانيها: التقصير في أمرنا، وثالثها: التصريح بمثالب أعدائنا، فإذا سمع الناس الغلو فينا كفروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول بربوبيتنا، وإذا سمعوا التقصير إعتقدوه فينا، وإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم ثلبونا بأسمائنا".
ثانيا: أقواله عليه السلام لبعضهم مثل المجبرة والمفوضية: "من زعم أن الله يفعل أفعالنا ثم يعذبنا عليها، فقد قال بالجبر، ومن زعم أن الله عز وجل فوض أمر الخلق والرزق إلى حججه عليهم السلام، فقد قال بالتفويض، والقائل بالجبر كافر، والقائل بالتفويض مشرك".
ثالثا: في رده على المشبهة قال عليه السلام: "إلهي بدت قدرتك، ولم تبد واهية فجهلوك، وقدروك والتقدير على غير ما به وصفوك، وإني بريء يا إلهي من الذين بالتشبيه طلبوك، ليس كمثلك شيء".
رابعا: رده على المفتعلة والمنسوبة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتي جاء فيها:
"إن الله تبارك وتعالى ينزل كل ليلة جمعة إلى السماء الدنيا".
قال عليه السلام: "لعن الله المحرفين الكلم عن مواضعه، والله ماقال رسول الله كذلك، وإنما قال: إن الله تعالى ينزل ملكا إلى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث الأخير، وليلة الجمعة من أول الليل، فيأمره فينادي هل من سائل فأعطيه، هل من تائب فأتوب عليه، هل من مستغفر فأغفر له.. حدثني بذلك أبي عن جدي عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
خامسا: واجه الواقفية الذين أغرتهم الأموال التي طمعوا بها بعد أن طلبها منهم الإمام وأجابوه: إن أباك لم يمت وهو حي قائم، ومن ذكر أنه مات فهو مبطل، وإستطاعوا أن يجذبوا عددا من الناس بترويج هذه الأفكار.
فقال عليه السلام فيمن سأله عن الواقفية: "الواقف حائد عن الحق، ومقيم على سيئة، إن مات بها كانت جهنم مأواه وبئس المصير".
وأمر بمنع الزكاة عنهم وعن مجالسهم حتى إستطاع تحجيم حركتهم وتقليص نفوذهم، ولكن بقيت منهم جماعة قد ملأوا السلطة وصرحوا بتعيينهم لها.
ولم يقتصر تصدي الإمام على رد وتفنيد إدعاءات هذه الملل المنحرفة بل وصل إلى الرد على عقائد الفرق الغير إسلامية كاليهود والنصارى وكذلك الزنادقة وغيرهم.
وبعد محاربته للإنحراف الفكري وتوضيح القواعد الصحيحة للإسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم واستقام بشريعته الغراء التي جهد أهل البيت في المحافظة عليها والذود عنها توجه إلى نشر العلوم الإسلامية الحقة بإعتبارها ركائز الإصلاح وأساسه.
فقال عليه السلام في إثبات وحدانية الخالق: "حسبنا شهادة أن لا إله إلا الله أحدا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، قيوما سميعا بصيرا قويا قائما باقيا نورا، عالما لا يجهل، قادرا لا يعجز، غنيا لا يحتاج، عدلا لا يجور، خلق كل شيء، ليس كمثله شيء، لا شبه له، ولا ضد، ولا ند، ولا كفوء".
اضافةتعليق
التعليقات