لم يدع الله عز وجل اهل النفاق أن يستمروا بنفاقهم و ادعائهم باتباع النبي الاعظم (ص) والتصديق به.
لكنه اختار يوما ليعلن لأهل الارض نفاقهم و يبين مخالفتهم.
جعل تعالى غدير خم فيصلا بين الحق والباطل حيث أمر نبيه الاعظم صلوات الله عليه وعلى آله بتنصيب عليا خليفة و وصيا من بعده واخذ البيعة له.
ففي يوم الثامن عشر من ذي الحجة عام 10 هجرية نزل الوحي على الرسول وأمره بالتبليغ يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك و إن لم تفعل فما بلغت رسالته.
بلغ ما أنزل اليك: يتبين ان تعيين عليا خليفة من قبل الله تعالى كان قد أنزل على الرسول من قبل، وأمر بتبليغه بصورة موجبة بفرض اتباعه على الامة من قبل السماء بهذا اليوم.
فأمر الرسول الاكرم (ص) بجمع الناس بمنطقة غدير خم، بحر الهجير والشمس تحرق الاقدام و تسطع بحرارتها على هاماتهم، ومع ذلك لابد من الوقوف ﻷمر عظيم قد حان وقته.
قام الرسول الاعظم محمد (ص) خاطبا ومما قاله:
أن علي بن أبي طالب أخي و وصيي وخليفتي والامام من بعدي، الذي محله مني محل هارون من موسى إلا أنه لا نبي من بعدي وهو وليكم بعد الله و رسوله.
ها هو نبينا الاعظم (ص) صرح على مسامع القوم وأعلن للملأ بأن عليا (عليه السلام) الخليفة من بعده، وقد ذكر حديث الغدير كثير من الكتب والعلماء فهو حديث متواتر وأقر بالواقعة المخالف و الموافق.
فهل يبقى بعد هذا عذر ﻷحد، أو هل يصح تنصيب واتباع غير أمير المؤمنين علي (عليه السلام).
ولكن نفوس القوم ما زالت حاقدة و متمردة و لم ترض بالاسلام دينا، ما زالت جاهليتهم تحكمهم، نفوسهم الضعيفة و عقولهم المتحجرة تؤثر بهم.
خالفوا الرسول محمد - صلى الله عليه و آله وسلم - و لم يرعوا حرمته، تركوا وصيته، تراجعوا عن بيعة امير المؤمنين علي (عليه السلام).
وقد حذرهم من ذلك تعالى: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا.
و بينت ذلك سيدة نساء العالمين الزهراء (عليها السلام) عندما خطبت بالقوم فقالت لهم: ..ولما اختار له الله عز و جل دار أنبيائه و مأوى أصفيائه ظهرت حسيكة النفاق وسمل جلباب الدين و أخلق ثوبه ونحل عظمه و أودت رمته وظهر نابغ ونبغ خامل ونطق كاظم وهدر فنيق الباطل يخطر في عرصاتكم و أطلع الشيطان رأسه من مغرزه صارخا بكم فألفاكم غضابا فخطمتم غير ابلكم و أوردتموها غير شربكم بدارا زعمتم خوف الفتنة ألا في الفتنة سقطوا وأن جهنم لمحيط بالكافرين.
وها هي من يرضى الله لرضاها تبين ظهور نفاقهم ما إن نصب الرسول (ص) عليا وليا و خليفة من بعده على الخلق.
كيف إنهم تخلوا عن الدين واتبعوا خطوات الشيطان فاستحقوا جهنم بكفرهم بالنعم و بتركهم و مخالفتهم ﻷمر الرسول محمد - صلى الله عليه و آله وسلم -.
عيد الله الاكبر بكمال دينه واتمام نعمته وارتضاءه الاسلام دينا بولاية واتباع امير المؤمنين علي (عليه السلام) خليفة ﻷعظم و أفضل الرسل واﻷنبياء.
وبدون الولاية لا يكتمل اسلام المرء، حيث قال نبينا الاكرم محمد - صلى الله عليه و آله وسلم - : علي سيد البشر ومن أبى فقد كفر.
السلام عليك يا مولاي يا أمير المؤمنين..
اضافةتعليق
التعليقات