• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

شيم الأشراف

منى يعقوب / السبت 31 آذار 2018 / اسلاميات / 4015
شارك الموضوع :

خلق الله عز وجل البشر متفاوتين ومختلفين وجعل ذلك الاختلاف والتفاوت باب من أبواب الاختبار الدنيوي، فالاختلاف موجود في كل أمور الحياة على ال

خلق الله عز وجل البشر متفاوتين ومختلفين وجعل ذلك الاختلاف والتفاوت باب من أبواب الاختبار الدنيوي، فالاختلاف موجود في كل أمور الحياة على الصعيد المادي والمعنوي على حد سواء تبدأ من لون البشرة والشكل والنسب إلى المكانة الاجتماعية والثروة والعلم والأخلاق.

ولكل تفاوت منهم حكمة من الله عز وجل تحتاج إلى تأمل وعمل واكتساب العبر والموعظة.

حيث من فطرة الانسان حبه لنفسه وذاته والسعي لجلب المنافع له والحرص على ابراز نفسه والتميز عن الآخرين وهنا يقع في فخ الشيطان ويتعامل مع تلك الغريزة بشكل سلبي تجر إليه الويلات والحسرات.

ونرى ذلك بين طبقات أفراد المجتمع مثل الغني والفقير، فمن أعان ذلك الفقير نجى واكتسب المودة والثواب، ومن تعامل معه بتكبر حصد الأثم وسخط الله والناس.

ومنهم من يعتبر النسب سبب لتحقير من دونه ويعتز بذلك النسب بشكل مبالغ على الرغم إن الجميع سواسية وقضية النسب ليست من اختيار البشر، فيرفض مثلاً زواج ابنته من شخص ذو نسب أقل منه حسب اعتقاده رغم توفر كل المميزات لديه من دين وأخلاق فلا ينصف دينه ويتمسك بتلك النعره.

ومنهم من يتمسك بعنصرية لون البشرة ويصنف الآخرين على ذلك الأساس فيجعل ذوي البشرة الداكنة أو السوداء من أراذل المجتمع بل يحكم عليهم بالعبودية.

وقد عانت البشرية من هذا التفريق والظلم والتجاوزات إلى حد الانهاك، وقد كانت أول مادعت إليه الاديان السماوية هي (المساواة والانصاف) إلى آخر شريعة على وجة الارض أرسلها الله عزوجل على يد خاتم الأنبياء سيدنا "محمد" صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن ظلت تلك النزعة في النفوس الضعيفة إلى يومنا هذا.

ومن أبرز الجوانب المظلمة من تلك النزعة هي الظلم وغصب الحقوق والغرور والتكبر وجنون العظمة مما يبلغ إلى حد الكفر وادعاء الربوبية كما ذكر لنا التاريخ وأشهرها (فرعون)!.

ولكن ماهو الحل للحد من الظلم؟

نجد الحل بكل سهولة ويسر عند ذلك القدوة العظيمة سيدنا قائد الغر المحجلين أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، حيث نجد قمة صفاء الروح وسمو الأخلاق الالهية كيف لايكون كذلك وهو وصي أشرف الخلق أجمعين وخليفته بنص من ذو العرش.

عند التأمل بسيرة أمير المؤمنين (ع) نجد المئات من المواقف السامية مع ألد أعداءه وخصومه التي ضربت أعظم المواقف في تطبيق الأخلاق ومن أبرزها (الانصاف).

فقد أوصى الامام عليه السلام بالعديد من الحكم والروايات بضرورة الانصاف والعدل مع الجميع حيث قال [ العَدْلُ الإنْصافُ ]١.

ولكن ماهو الانصاف؟

الانصاف لغوياً تعني العدالة أي أنصف الشيء: عدل، أنصف فلانا: عامله بالعدل، أعطى له حقه.

وهو أن تعدل مع الآخرين ولا تبخسهم حقهم وإن كان من نفسك وذلك يعد من أسمى أنواع العدل حيث الانسان يخالف ويحارب نفسه وهواه وكبريائه المذموم ليظهر معدنه الرفيع.

كما قال عليه السلام [الإنْصافُ شيمَةُ الأشْراف]٢.

حيث قرن الانصاف بالشرف والعزة، والتحلي بهذه الفضيلة لا يتصف بها إلاّ أهل الإيمان والصلاح، ولا يتزين بها إلاّ الأشراف من الناس.

ومن الآثار الايجابية لتلك الفضيلة هي المحبة ورفع العداوة والخلاف بين الناس كما قال عليه السلام [الإنْصافُ يَسْتَديمُ المَحَبَّةَ ]٣ وكذلك قال عليه السلام [الإنْصافُ يَرْفَعُ الخِلاَفَ، وَيُوجِبُ الايتِلاَفَ]٤.

فعندما يكون الشخص منصفاً ولا يتجاوز حدود الناس حتى مع أعداءه وخصومه يورث ذلك الخُلق الأمان والطمأنينة والعدالة والاستقرار وزرع الثقة والتآلف بين أفراد المجتمع بل جميع الكائنات حتى الحيوانات.

حيث قال عليه السلام [واللّه لأن أبيت على حسك السّعدان مسهّدا، وأجرّ في الأغلال مصفّدا أحبّ إلىّ من أن ألقى اللّه ورسوله يوم القيامة ظالما لبعض العباد، وغاصبا لشيء من الحطام واللّه لو اعطيت الأقاليم السّبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي اللّه في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلته]٥.

وقد كان للامام علي بن أبي طالب (ع) أعظم المواقف بالانصاف كما حدث مع خصمه حيث احتكما عند القاضي وهو آنذاك حاكم الشرعي رغم ذلك لم يستغل منصبه بل انصف خصمه وقبل بقضاء القاضي، في قصة مشهورة إن الامام علي بن أبي طالب (ع) كان قاعداً في مسجد الكوفة فمر به عبد الله بن قفل التميمي ومعه درع طلحة فقال الامام علي عَلَيْهِ السَّلام:

- هذهِ درع طلحة أُخذت غلولاً يوم البصرة.

فقال له عبد الله بن قفل :

- فاجعل بيني وبينك قاضيك الذي رضيته للمسلمين.

فجعل بينه وبينه شريحاً فقال علي عَلَيْهِ السَّلام:

- هذهِ درع طلحة أُخذت غلولاً يوم البصرة.

فقال له شريح: هات على ما تقول ببينه؟

فأتاه بالحسن عَلَيْهِ السَّلام فشهد إنها درع طلحة أُخذت غلولاً يوم البصرة.

فقال شريح: هذا شاهد واحد ولا أقضي بشهادة شاهد واحد حتى يكون معه آخر.

فدعى قنبر فشهد إنها درع طلحة أُخذت غلولاً يوم البصرة.

فقال شريح: هذا مملوك ولا أقضي بشهادة مملوك.

قال: فغضب علي عَلَيْهِ السَّلام وقال:

- خذوها فإن هذا قضى بجور ثلاث مرات.

قال فتحول شريح ثمّ قال:

- لا أقضي بين إثنين حتى تخبرني من أين قضيت بجور ثلاث مرات؟

فقاله له : ويلك أو - ويحك - إني لما أخبرتك إنها درع طلحة أُخذت غلولاً يوم البصرة، فقلت هات على ما تقول بيّنة، وقد قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه حيثما وجد غلول أخذ بغير بينة، فقلت رجل لم يسمع الحديث فهذه واحدة. ثمّ أتيتك بالحسن فشهد، فقلت هذا واحد ولا أقضي بشهادة واحد حتى يكون معه آخر وقد قضى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه بشهادة واحد ويمين فهذه إثنتان، ثمّ أتيتك بقنبر فشهد إنها درع طلحة أُخذت غلولاً يوم البصرة، فقلت هذا مملوك ولا أقضي بشهادة مملوك، وما بأس بشهادة المملوك إذا كان عدلاً، ثمّ قال:

- ويلك أو ويحك - امام المسلمين يؤمن من أمورهم على ما هو أعظم من هذا 6.

إن كان الحاكم بهذا الانصاف والعدالة كيف سيكون المجتمع ياترى في حكمه؟

ولو اتبع الجميع خُلق أمير المؤمنين صلوات الله عليه واتخذوه قدوة كيف ستكون الحياة؟

فالسلام عليك يامولاي يا أمير المؤمنين يا أمين الله مابقيت وبقي الليل والنهار وجعلنا من شيعتك المخلصين سائلين الله عزوجل أن يرزقنا في الدنيا زيارتك وموالاتك والبراءة من أعدائك وفي الآخرة شفاعتك والارتواء من كفيّك من حوض الكوثر.

——————-
١- ميزان الحكمة.
٢- غرر الحكم
٣- غرر الحكم
٤- غرر الحكم
٥- نهج البلاغة
٦- أصول الكافي

الامام علي
النموذج
الاخلاق
العدل
القيم
الاسلام
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة

    رجاء صادق

    لماذا لا نسقط من السرير أثناء النوم ليلا؟

    آخر القراءات

    التفكير الاستراتيجي.. أسلوب حياة أو عمل؟

    النشر : الأحد 31 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    أغذية فعّالة لبشرة نضرة صحية

    النشر : السبت 25 شباط 2023
    اخر قراءة : منذ 32 ثانية

    دور القنوات الفضائية في تخدير الحواس وإلغاء الواقع

    النشر : الأحد 08 كانون الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 50 ثانية

    دور بشرى حياة في تعزيز قدرات المرأة عالميا.. بين الأهداف والتحديات

    النشر : الأربعاء 27 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 50 ثانية

    انتشار الاضطرابات الوجدانية : مرض يصيب النساء

    النشر : الثلاثاء 28 حزيران 2022
    اخر قراءة : منذ 51 ثانية

    لماذا يتوق الرجل بالزواج من امرأة ريفية؟

    النشر : الخميس 21 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 52 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3319 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 426 مشاهدات

    الهندسة الخفية لتعفين العقل

    • 344 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 343 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 342 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 306 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3319 مشاهدات

    مهرجان الزهور في كربلاء.. إرثٌ يُزهِر وفرحٌ يعانق السماء

    • 2324 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1320 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 853 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • منذ 24 ساعة
    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة
    • منذ 24 ساعة
    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟
    • منذ 24 ساعة
    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة
    • السبت 17 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة