قال أمير المؤمنين (عليه السلام): التسرع إلى الإنتقام أعظم الذنوب.
وقال أيضا: الكلام ذكر والجواب أنثى فإذا اجتمعا حصلت الفتنة.
إن الإنتقام هو نقيض التسامح والعفو، والتسرع في الإنتقام له تبعاته السيئة على الآخرين وعلى الشخص نفسه..
ولو تأملنا رحمة رب العالمين فهو العفو والرحيم والغفار والتواب..
لمن هذه كلها؟!
انها لنا نحن بني البشر منا الخطاؤون.. والمذنبون والعاصون لرب العالمين ولم نجتنب معاصيه ونبتعد عن نواهيه ولم نخف عقابه.. ولكنه حين يقبل عليه العبد بقلب سليم وتوبة نصوحة فإنه يقبل توبته ويعفو عنه وفوق ذلك كله يمحو أخطاءه وسيئاته أي ليس لها وجود (أي لاتكاد تذكر).
فإذا هو إنسان صفحته جديدة بيضاء.. ولنا أيضا أسوة حسنة بسيرة أهل البيت (عليهم السلام) فهم المثل العليا لنا.
فجل حياتهم كانت الرحمة والتسامح والعفو فلم يكونوا يغضبون لأجل أنفسهم أو لشخص تطاول عليهم بكلمة أو شتمهم أو لأجل تصرف صدر من الآخرين أو موقف كانوا يترفعون عن هذه التفاهات وسفاسف الأمور.. كانوا لايغضبون إلا لأجل الله والدين فقط.. فلم نسمع من سيرتهم المشرقة إلا الأخلاق الحسنة والتسامح والعفو.. وكانوا دائما يسببون بتعاملهم الحسن إلى تغيير في الآخرين بدروس ملموسة وعملية من خلال المواقف التي كانت تحتاج إلى هذه الصور من العفو والتسامح.
ففي قصة عبد الرحمن بن ملجم المرادي خير مثال، فهو الذي نفذ مخطط اغتيال الإمام علي (عليه السلام) وبضربه بسيفه على رأسه وهو في محراب الصلاة.. وحجم هذه الفاجعة التي حصلت لصاحب هذا المقام العظيم.
فلو تفكرنا قليلا هل يستحق هذا الشخص العفو؟!
ولكن أمير المؤمنين عليه السلام قال: اطعموه واسقوه وأحسنوا إساره.. وإن مت فقتلتموه فلا تمثلوا.
فهل نتخذ سير أئمتنا أسوة ونترك كل صور الإنتقام.. فنحن مقبلين على شهر نطلب فيه العفو والرحمة والعتق من النار.. بفضل الله سبحانه وتعالى.
إذاً من تكلم علي لا أنتقم منه وأتكلم عليه بشيء أسوأ منه..
ومن غضب مني لا أغضب منه..
ومن شتمني لا أشتمه ومن مد يده لا أتصارع معه..
وتتسلسل صورعدم العفو في حياتنا.. وكلها لأسباب واهية بعضها شخصية وإجتماعية وهناك من يشجع الغير على عدم العفو ويؤجج للإنتقام بحجة الكرامة والأعراف وغيرها.
وللأسباب التي ذكرناها تكلم.. وصرخ.. و.... أو لتفسير لمواقف لا تستحق الوقوف عندها في هذه الحياة.. شهر رمضان دنا منا ونحن مقبلون على شهر الرحمة فلنطلب العفو.
هل مستعدون جميعا للعفو والتسامح!!
اقاربي جيراني أصحابي، أباء و أبناء.. وكل من تربطنا به صلة محبة وانقطعت كل أواصر المحبة وكلا أصبح يرى الآخر ويدير بوجهه عنه ولا يلقى التحية والسلام.
فانعفوا ولنتسامح ونتصالح..
فاللتسامح أثره الكبير على المتسامح نفسه قبل الآخرين ورضاه عن نفسه وارتياحها، ف ثقافة العفو والغفران تجعل صاحبها يعيش في سلام وتصالح مع ذاته، ولنترك الكبرياء الذي دمر الكثير من علاقاتنا الطيبة.. فلم أرى قط شخصا متسامحا ويغفر للآخرين إلا وكان يعيش بهناء وراحة بال وعمر مديد..
اضافةتعليق
التعليقات