• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الوعد الموعود

زينب كاظم التميمي / السبت 24 آيار 2025 / اسلاميات / 429
شارك الموضوع :

انتظارنا للإمام لا بد أن يكون ليس مجرد حالة من الترقب، بل حالة من الاستعداد الروحي والأخلاقي

في سكون الليل السرمدي، حيث تتوشح السماء بحلكةٍ مُطبقة، وتتوارى النجوم خجلى خلف حُجُب الغياب، هناك قلبٌ ينبض بإيقاعٍ فريد. قلبٌ لم يعرف اليأس سبيلاً إليه، ولم تستطع رياح الفقد أن تُطفئ جذوة الأمل المتأججة في أعماقه. كان ينتظر، لا ينتظر عودة غائبٍ فحسب، بل ينتظر انبلاج فجرٍ جديد.

هكذا كان قلبها في كل يومٍ يمر، يتلوى حُزناً، ينتظر فجراً يحمل معه طيفَ الموعود، ذاك النور الذي وُعِدت به أرواحُ التائهين. في كل ذرةٍ من كيانها، ترتسم صورةٌ باهتة لوجهٍ لم تره العيون بعد، لكنه حاضرٌ في الوجدان حضورَ اليقين في قلبها المؤمن، كهمسةٍ سرمدية تتردد في دهاليز الذاكرة، تعد بلقاءٍ قريب، بزمنٍ يزهر فيه العدل، وتُروى فيه ظمأ القلوب المشتاقة.

جلست نرجس في أرجوحتها التي تُصدر صوتًا من شدة الصدأ الذي يكسوها، تُناجي سيدها في كل جمعةٍ تمر:

أيُّها العزيز جداً، ها أنا وها قلبي الذي يئن كأرجوحتي من الصدأ...

سيدي: ‏﴿إِذا نودي للصَّلاة من يوم الجُمعة﴾، فؤادي يقف مكسورًا ‏عند كُل مفترق،

ينظرُ في صفحات وجوه العابرين، ليستعير من ملامحهم تفاصيلَ تشبهك، علَّه ‏يخيط بها جرح غيبتك.

أيُّها العزيز...

ثم سكتت لحظة، تخيط بها جرح الغَيبة: أهو جرحي أم جرح قلبه؟!

تساءلت، ثم أجهشت بالبكاء.

إن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ينتظرنا أن نُخيط جراح قلبه، التي كان سببها تقصيرٌ منّا، ذنب، ظلم، أخذ حق الغير، وغيرها من الجراح.

فهناك يتربع وعدٌ عتيق، يضيء عتمة الدروب بنوره الخالد. وهو ظهوره، الذي تستطيل إليه الأعناق، وتهفو إليه القلوب الظامئة وتُروى، كما تُروى الأرضُ الجدباء بغيثٍ يروي عروقها المتيبسة.

ثم نرى صدىً لاسمه يتردد، على شفاه المنتظرين بدمعة، بعد أن عاشوا حكايةَ اشتياقٍ دفين، ليحكوا عن زمنٍ مثقلٍ بالغياب، وعن أملٍ يلوحُ في الأفق البعيد، كفجرٍ يبزغ بعد ليلٍ طويل.

لا بد أن نشعر بالمسؤولية تجاه الغَيبة، ففي خضم هذا الزمن البائس، حيث تتلاطم أمواج الفتن، وتشتد رياح الظلم، وتغيب معالم الحق، وتُرفع رايات الباطل، تزداد حاجتنا لإمام الزمان، المهدي المنتظر، أمل المستضعفين ومنقذ البشرية.

إن هذا العصر الذي نعيشه، كما نرى، تميز بتفشي الحروب والنزاعات، وتصاعد وتيرة العنف والإرهاب، وتعمق الانقسامات والفتن بين الناس. لقد طغت المادية على الروح، وانتشرت الأنانية والجشع، وتلاشت القيم والأخلاق. أصبح العالم مسرحًا للصراعات على السلطة والنفوذ، ودفع الأبرياء ثمنًا باهظًا لهذه الصراعات.

نشعر بالمسؤولية حينما نأمل الظهور ونعمل عليه. فبعد هذا الظلام الدامس، يلوح في الأفق نورٌ خافت، إنه الأمل بظهور الإمام المهدي، الذي سيملأ الأرض قسطًا وعدلاً بعد أن مُلئت جورًا وظلمًا.

إنه المنقذ، الذي سيقيم دولة الحق الإلهي، ويوحّد صفوف المسلمين، بل وجميع المستضعفين في الأرض، تحت راية العدل والسلام.

إن انتظارنا للإمام لا بد أن يكون ليس مجرد حالة من الترقب، بل حالة من الاستعداد الروحي والأخلاقي والعملي. إننا مدعوون لأن نكون جنودًا مخلصين للإمام الغائب، بأن نسعى جاهدين لتطهير أنفسنا من الرذائل، ونلتزم بالقيم الإسلامية الأصيلة، ونعمل على نشر الوعي والإصلاح في مجتمعاتنا.

إن حاجتنا للإمام في هذا الزمن البائس، هي حاجة ماسة للعدل الذي يرفع الظلم، وللسلام الذي يحل محل الحرب، وللحق الذي يدحض الباطل، وللأمل الذي يبدد اليأس. إنها حاجة إلى قائد ربّاني يقودنا إلى برّ الأمان، وينتشلنا من براثن الفتن والضلال.

الامام المهدي
الانتظار
الدين
الايمان
قصة
الشيعة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ينزع قرطيها الأقوى

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    7 أخطاء قاتلة يرتكبها كل رائد أعمال في البداية.. هل تقع فيها أنت؟

    بـ5 خطوات.. كيف تتجنب التهاب الجلد الناتج عن التعرض للشمس؟

    عاشوراء بين الألم والأمل: مدرسة الصابرين

    زيارة قبر الحسين.. وسيلة الوسائل لبقاء الصالحات إلى يوم القيامة

    آخر القراءات

    رجاء..

    النشر : الخميس 24 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    كيف يسرق الذكاء الاصطناعي كلمة سرك؟

    النشر : الأثنين 14 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    فطام الطفل.. ماهي الطرق الأفضل للاستعداد له؟

    النشر : الخميس 12 كانون الأول 2019
    اخر قراءة : منذ 25 ثانية

    حب غير مشروط.. أعظم هدية تقدميها لطفلك!

    النشر : السبت 20 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 26 ثانية

    آهات زينبية

    النشر : الأحد 13 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 28 ثانية

    سورة وفن من فنون الحياة

    النشر : الأثنين 11 آذار 2019
    اخر قراءة : منذ 30 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    • 534 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 407 مشاهدات

    في رحاب محرم: طلب الإصلاح على خطى سبط الرسول

    • 401 مشاهدات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    • 374 مشاهدات

    الميثاق الذي لم يُكتب: عبد الله الرضيع وولادة قانون الطفولة

    • 357 مشاهدات

    كيف أجعل حب الامام الحسين مشروعًا دائمًا؟

    • 342 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1380 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1263 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1184 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1118 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 658 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 645 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ينزع قرطيها الأقوى
    • منذ 6 ساعة
    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة
    • منذ 6 ساعة
    7 أخطاء قاتلة يرتكبها كل رائد أعمال في البداية.. هل تقع فيها أنت؟
    • منذ 6 ساعة
    بـ5 خطوات.. كيف تتجنب التهاب الجلد الناتج عن التعرض للشمس؟
    • منذ 6 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة