المعالجة التدريجية هي من أفضل طرق المعالجات التي تجعل الأنسان يستجيب تدريجيا وآليا لما يرغب في تركه أو تبنيه، ووفق هذه الطريقة تتم معالجة الإدمان والمخدرات والتدخين انتقالا الى أبسط الأمور ألا وهي العادات السيئة واكتساب العادات الجيدة.
هذه الطريقة النفسية الفعالة هي نقطة الاستثمار التي استثمرها غيرنا بالتسويق الفكري ولم نستثمرها نحن بالرغم من أننا نمتلك المقومات المنطقية والعقلية لإثبات ما لدينا من ثقافة تعود لبداية البشرية فضلا عن الثقافة الدينية _ولكن_ تبقى هذه الكلمة هي معوق أساسي للتقدم بخطوة واحدة نحو ذاتنا!.
الغسيل الدماغي هو عملية صراع بين عقليك الواعي واللاواعي لتكون النتيجة بحسب ما تقرره أنت، وعقل المثقف يراقب نفسه كما يقول ألبير كامو، هذه العملية نجدها تحاصرنا في كل مكان البيت، المجتمع، الإعلانات، وغيرها كلٌّ يسعى لأن تكون مثله أو جزء من أفكاره بحسب المصلحة التي يريدها الآخر أو لأجل العبث فقط، فأنت أمام عملية غسيل يومي فمن الضروري أن تواجهها بمسحوق أكثر قوة، فمثلا الإعلانات التي نشاهدها في التلفاز وطريقة تكرارها لأكثر من مرة ما هي إلا اشعارات صورية للعقل اللاواعي ليتقبلها ثم تنتقل الى عقلك الواعي ليستجيب لها بسهولة فتذهب لشراء المنتج الممول مؤمنا بمنفعته.
وهذا ما تفعله الثقافة الغريبة للسيطرة، وما دام العقل يستجيب للغسل لماذا لا تغسله أنت بنفسك لتكون أنت كما تريد وبنتيجة مرضية؟
هناك مجموعة من الطرق التي تمكنك من غسل ما تلقفه من ثقافات وأمور غير منطقية:
النقطة الأولى والأساس هي أن تؤمن بالتخلي عن ثقافة القطيع، هذه الثقافة الاستهلاكية التي تقوم على أساس التقليد والاتباع فكل ما يُصدّر من الموضة وإلى أعلى السلم المتمثل بالافكار من الضروري عرضه على عناصر الأساسية لمكونات الفرد الا وهي العقل والدين وثقافة البلد فتضع في معلقتك ما يتلائم مع تلك المكونات حتى يصبح جاهزا لتناوله.
الثانية: تغذية العقل بما له من جذور أساسية مبنية على الحقيقة لا النظريات التي تفند بين فيئة وأخرى، وما هو محل صراع بين من يعتبر نفسه مثقفا، وهذه الجذور تتمثل في القرآن الكريم كونه كتاب سماوي من الباري عز وجل ولا يحمل في طياته نظيرات مبنية على خواطر انسان قاصر.
الثالثة: الذوق العام من الضروري مراعات ذوق المجتمع وثقافته فمن المهم أن يتصرف الفرد بطريقة لا تجعله محل سخرية للآخرين أو تقلل من نقاط هيبته واحترامه في المجتمع.
هذه الأمور المهمة تحدد من اندفاعية الفرد وراء كل جديد وتجعله مراقبا لما يفعل وبالتالي يهذب نفسه تلقائيا، ولا يحتاج الى التخبط في الأفكار والتأثر بالتيارات المسوقة من قبل أجندات خارجية هدفها أن يصبح المجتمع العربي روبرت مطيع تتحكم فيه الدول الأخرى على مستوى الظاهر والباطن، وهذا ما نراه اليوم من تفكك أسري وانتشار الفساد وخلاء الأنفس من الرحمة واتجاه الانسان نحو الجنس تاركا عقله ورائه ليكون منشغلا عن ما يسرقوه من خيرات وثروات.
اضافةتعليق
التعليقات