الحرف بعاطفتها مغرم ومفتون, يسأل عن موطن الاشتياق فينا, فالقلم بين أناملها موزون, نزفه من ذاتها يروينا, يغرّد الفرح والشجون, عطاءه يحضننا ويحتوينا, أنفاسه تحرر الإحساس المسجون, تنسج جمالاً يغذينا, هي من الأمل بإرادتها مقرون, وبرحيقه تسقينا, هي الكاتبة الروائية, العراقية النجفية, "سمية علي رهيف" من مواليد النجف الأشرف عام 1992م, صغيرة في عمرها وكبيرة في عطاءها, عضوة في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق.
حاصلة على جائزة الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق عن مسابقة الكتّاب الشباب في دورتها الثانية سنة 2019 عن روايتها (في حضرة لوسيفر).
من أعمالها المطبوعة ورقياً:
كتاب حكايات بعنوان (البلبل الفتان) صدر في 2018
ورواية (في حضرة لوسيفر) صدرت في عام 2019.
نُشرت لها العديد من المقالات والقصص القصيرة في عدّة صحف ومجلات عراقية.
شاركت في معرض بغداد الدولي للكتّاب بكتابها (البلبل الفتان) لمرتين في سنة 2018 و 2019، حاصلة على شهادة تقديرية في مهرجان ربيع الشهادة الخامس عشر لمشاركتها في مسابقة القصة (نساء في نصرة ثالث الأوصياء)، حاصلة على شهادة تقديرية لمشاركتها في مهرجان المرأة النجفية.
تم تكريمها بدرع المعلم المثالي من رابطة التعليم الأهلي سنة 2019.
أرتأينا أن نحاورها لنتعرف على فكرها ومنجزاتها عن كثب..
- سمية، حدثينا عن المشهد الثقافي والأدبي في العراق وهل تجد الوجوه الأدبية الشابة الجديدة الرعاية والدعم؟
*المشهد الثقافي اليوم يجري فيه تياران متعارضان، تيار يضم المثقفين وتيار أخر يضم ثلة مدعي الثقافة. ووسط هذان التياران يجد الكاتب الشاب صعوبة في التجذيف ومحاولة إثبات نفسه. خصوصاً أن هناك الكثير من الشباب الذين يكتبون بأدب ركيك وملأت كتبهم المحشوة بالغث والسمين المكتبات. أنا اعترف وأقول إن الخطوة الأولى على الكاتب الشاب تحتاج إلى مجالدة صبورة، ألا وهي خطوة إثبات الذات ووضع بصمة الكاتب لنفسه بين هذا الكم الهائل من الكتّاب. أما خطوة الدعم والرعاية من الاتحادات الفرعية أو الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق فهؤلاء أبوابهم مشرّعة لكل شاب طموح وواعي ومثقف ويملك قلماً ينضح بالأدب.
- ماذا تودين القول في كتابتكِ وإلى أي فئة توجهينها؟
*في كل مرة أشرع فيها بالكتابة، يراودني عن عقلي هذا السؤال، ماذا يجب أن أقول؟ وإلى أي فئة أوجه ما أكتب؟ وفي كل مرة تكون الإجابة وهي عبارة عن النص المكتوب مختلفة بحسب الفئة العمرية والثقافية الموجه لها النص، وعلى حسب نوع المطروح. قلم الكاتب حر يقول ما يشاء ولمن يشاء.
- انخفاض نسبة القراءة، كيف تنظرين لهذه الظاهرة وهل على الكُتّاب عمل شيء لتشجيع القراء؟
*اتجاه الشباب إلى الالكترونيات وانغماسهم في الألعاب ومواقع التواصل كان سبباً قوياً في صرفهم عن الأدب المقروء. وقد حاول وما زال يحاول بعض الأخوة من الأدباء والكتّاب دعوة الشباب إلى المهرجانات والندوات وحثهم على القراءة والإطلاع. قد أكون قليلة الاختلاط في أنشطة مماثلة بحكم التزامات عملي، لكني أسعى جاهدة إلى ترغيب من حولي ومن أصادفهم بالإطلاع والقراءة ولو لمدة عشر دقائق يومياً. لأني أرى كاهل الوطن مثقل من شبابه غير المثقفين. ونحتاج إلى نهضة فكرية ثقافية ترفعنا من قاع المأساة التي نرزح فيها.
-البعض يصاب بالغرور والثقة الزائدة عندما يلاحظ كثرة اللايكات وتعليقات الإطراء لما ينشره على الفيسبوك كيف تنظرين لهذه الظاهرة؟
*أن المجاملات والإطراء في غير محله دفع الكثير من الشباب إلى أن يسبقوا أسماءهم بصفة الكاتب\ة، وهو في الأساس لا يعرف التفريق بين الظاء والضاد وهذه طامة كبرى، لأن كثرة هؤلاء يضعف القاعدة الأدبية ويثقلها بالسفاسف من المطبوعات التي تنشر من هذا وذاك ممن يمتلكون المال ويقدرون على الطبع الذاتي والترويج لمطبوعاتهم. أما أصحاب النباهة والمبدعون الحقيقيون الذي يشعرون بوطأة كلمة (أديب أو كاتب أو شاعر)، فبالكاد نتمكن من التعرف عليهم وسط هذه الجوقة، لأنهم يأخذون وقتاً طويلاً قبل أن يخطوا خطواتهم نحو الطبع والنشر.
- مر العراق بمتغيرات سياسية صعبة كيف انعكست وأثرت في المنتج الأدبي خصوصاً كتابات الشباب؟
*ثلة قليلة جداً من الشباب أدركت حجم هذا التغير واستغلته لصالح خدمة الأدب. أما الكثيرين فقد استساغوا الكتابات السهلة من النصوص والشعر وانخرطوا في الكتابة والنشر فيها. المشكلة أن الجميع يدركون حجم المتغير الحاصل ولكن لا دور يذكر لأغلبهم في إصلاحه، باختصار ما زلنا نراوح مكاننا أما الانعكاسات والتأثيرات فأثرها طفيف وبالكاد يذكر في كتابات الشباب دون سن الثلاثين.
- هل تشعرين بوجود نقد واعي وجاد يتابع ويقوم الكتابة الشبابية؟
*النقد هو العصب الأساس للكتابة، ولكنه للأسف قليل جداً. حيث نجد في الوسط الأدبي أن هناك مبالغة كبيرة في مدح كتابات رهط من الكتّاب وهجوماً كبيراً في تسقيط كتابات رهط آخرين. طبعاً هذه القاعدة لا تشمل جميع النقاد. بل البعض منهم. أما البعض الآخر نجد منهم الناصح والمقوم والموجه والمعلم ومحظوظ جداً من يتعرف بهم ويتعلم منهم.
- حدثينا عن تجربتكِ ومنابع هذه التجربة وأهم الإنجازات؟
زاولت القراءة منذ حوالي ثلاثة عشر عاماً، أما الكتابة فلي تسع سنوات في مضمارها. ولكني لم أبدأ بالنشر إلا في عام2018. بعد أن وصلت إلى مرحلة القناعة أن ما أخطه على الورق يستحق أن تتلقفه عقول القراء. لذا نشرت أول كتبي وهو حكايات البلبل الفتان في عام 2018، وفي عام 2019 شاركت في مسابقة الاتحاد العام للأدباء والكتّاب عن فئة الشباب بروايتي (في حضرة لوسيفر) ونلت بعد الفوز طبعها على نفقة الاتحاد، وهوية العضوية للاتحاد العام. ولنا في القريب العاجل إنجازات أخر نعلن عنها في وقتها إن شاء الباري.
-ما هي مقومات الكاتب الناجح من وجهة نظركِ؟
*القراءة هي العكاز التي يستند عليها أي كاتب، ولا يمكن أي ينتج الأديب أدباً جديداً ذا نفع ما لم يطلع على مختلف الثقافات ويتثقف في أغلب المجالات، ويكون واسع الأفق ويتقبل النقد والآراء المخالفة. ويتفهم أن الأدباء جميعاً هم عصبة واحدة وجدوا لكي يقوموا بصرح الأدب، لا من أجل المنافسة مع بعضهم البعض وتسقيط بعضهم الآخر. من تحلى بهذه الصفات يستحق عن حق لقب الأديب الناجح.
-هل يوجد نمط حياة وصفات مشتركة بين الكتاب؟
*لا أتوقع ذلك، لكل كاتب أسلوب حياته وطقوسه الخاصة الملهمة له على الكتابة والإبداع.
- من هو مثلكِ الأعلى في الكتابة وبمن تأثرتِ؟
*رمزية المثل الأعلى لها قدسية خاصة في نظري، وخلال قراءاتي في صنوف الثقافة المختلفة، ارتقى إلى منصب رمزية المثل الأعلى لدي، الكثير من الكتّاب. ولكن لفترة محدودة، لأني لم أضع في خططي أبداً أن أتأثر أو أقلد أديباً ما. نعم تعلمت واستفدت من الكثيرين ولكني لم أتأثر إلى درجة كبيرة بأحد.
- بالنسبة لرواياتكِ، ماهي الرواية المفضلة عندك؟
*رواياتي هن بناتي وكلهن عزيزات عليَّ، ولا فرق بين الكبرى أو أختها.
- كلمة أخيرة لجميع قراء هذا الحوار؟
*إلى الرهط المنغمس بالكتابة أقول:
الكاتب ينتج بعمق حين يثمل بالقراءة... ساعتها يترجم ثمالة عقله على الورق.
أما من غير الكتّاب فأقول:
ما ضير أحدنا إن قرأ، فإن لم يصبح كاتباً اليوم، لابد إنه سيغدو واعياً غداً.
اضافةتعليق
التعليقات