مع انطلاق أول فكرة لتعديل قانون الأحوال الشخصية بدأت الحملات الشعواء من كل صوب وجانب ينادون ضده والتعليقات التي تملأ مواقع التواصل وكثيرا من الفيديوهات التي تدافع عن حقوق المرأة يرافقها مجموعة من الشتائم وحرب الردود هناك من يرد بأدب وآخرين بلا حياء ولا أدب والطرفين ينادي بحقوق النساء والأطفال، مع تقافز الاقتراحات على تعديل بعض الأمور في الشريعة الإسلامية لأنها أصبحت تنتمي إلى الجاهلية!
فكرة القانون واقراره لا تعدو عن كونها انتمائك لدينك يحدد أنظمة حياتك بدل أن تكون أحكامنا وقوانينا تنتمي لواضيعها من البشر الذين تنقصهم كثيرا من الحكمة ويحكمهم الهوى إلى أحكام سماوية واضعها الحكيم المطلق أقرها الله في محكم كتابه وبواسطة رسوله وآل بيته (صلوات الله عليهم أجمعين)، وتكون كل أحكامكَ مستوحاة من دينك ومسجلة قانونيا!
وهنا من لا يعجبه تطبيق قواعد السماء لا ينتمي إليها ببساطة.
غرور العقل البشري الذي يجيد دوره في علم فيفقد العلم الآخر ولا يستطيع الإلمام بكل شيء أعطاء حرية اسداء النصيحة لله عز وجل، وكأنه يدرك ما تحتاجه النفس البشرية أكثر من خالقها، هذه الجرأة جاءت من تراكم الاعتزاز بالنفس وتحقيق كل مطالبها وأهوائها لتصل إلى مرحلة تعبر عنها احدى المعلقات (الدين الي يجبر البنت تتزوج بعمر سنوات مااعترف بي) خرجت من الدين دون العودة لفهم الدين نفسه وأخذ الجواب منه هل يجبر الدين الفتاة تتزوج بعمر تسع سنوات؟
الهالة الكبيرة التي رسمتها الصفحات اللادينية عن الموضوع تحيل خيالك إلى صور تجمع للفتيات الصغيرات ومعهم آبائهن في المحاكم يضربون الطفلة كي تتزوج بهذا العمر!
أي جهل مركب ومعقد هذا الذي (يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ)، هل عُرضت عليهم قاعدة لا ضرر ولا ضرار، هل أحد أخبرهم بأن الزواج برضى الفتاة إن لم توافق فهو باطل؟
نعم، الجميع أخبرهم لكن هل هي غايتهم فعلا الدفاع عن المرأة؟ وما هي حياة المدافعين؟ وهل المرأة التي ظلمها المجتمع تحدثت؟
المضحك المؤلم أن من خرج للدفاع عن حقوق المرأة والطفل والأسرة، هم من لا يملك دين ولا يعرف تعاليمه، أو مجموعة من المطلقات اللاتي فشلن فشلا ذريعا في ادارة أسرة بسبب جشعهن وتعنتهن، مجموعة من عارضات حياتهن الخاصة في مواقع التواصل أو ما يعرفن حديثا بالبلوكرات! ومَن مِن هؤلاء تقف مع القانون تُرفض اجتماعيا وتخسر متابعيها فمن الضروري أن تقف ضده حتى يبقى لها اسم في الميدان، كل ذلك ولم يقرأ أحد ما موجود في المادة التي لم يقرها إلى الآن البرلمان أو يوافق عليها!
فكم من مغفل خرج من دينه فقط لرؤية مستقبلية لم تتحقق بعد وإن تحقق فهي تمثل مذهب معين وليس العراق كله وأصحاب هذا المذهب مؤمنون بما جاء فيه من إحكام وقوانين إلهية ثقة منهم بالله عز وجل وعدله، وبرسله والأئمة المعصومين (عليهم السلام) الذين هم أحرص على المرأة من نفسها حيث جعلوا لها تكريما خاصا بأن تكون جليسة تتزود بالعلم وتعطي التربية حقها وزوجة حنون يخدمها زوجها بأبسط التفاصيل ابتداءً من الإنفاق عليها وتكريمها وعدم اهانتها وما تقوم به من واجبات منزلية طوعا من ذاتها فهي مثابة ولها عدة منازل ودرجات، ومن يتصرف عكس ذلك معهن له عذاب كبير وعظيم، إلا أن بعضهن اجتهدن اجتهادا خاصا وخرجن إلى سوق العمل وأضفن إليهن مسؤوليات أخرى خارج تكليفها الشرعي وطاقتها البيولوجية، فبدأت تفقد زمام الأمور وتحاول إيجاد ما يطفئ كبرياءها أمام فشلها في وضع نفسها قبال الرجل بدأت المرأة تبحث عن حقوق العمل وحرية التعري وغيرها من الحقوق الزائفة فقط لتقارن نفسها مع جنس آخر خلقه الله عز وجل بطاقة مختلفة وتركيبة آخرى تتلائم مع مهامه، وفق مبدأ المساواة الذي طفق لتجريد المرأة من ذاتها أولا ثم أسرتها لتكون مستقلة مائلة مع كل ريح.
اضافةتعليق
التعليقات