في الخامس عشر من شهر شعبان المبارك ولد أمل الشيعة ومخلص أهل الأرض من الظلم والجور، الإمام الثاني عشر محمد ابن الحسن الملقب بالمهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف). قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): "الْمَهْدِيُّ مِنْ وُلْدِي، اسْمُهُ اسْمِي، وَكُنْيَتُهُ كُنْيَتِي، أَشْبَهُ النَّاسِ بِي خَلْقًا وَخُلْقًا، يَكُونُ لَهُ غَيْبَةٌ وَحَيْرَةٌ تَضِلُّ فِيهَا الْأُمَمُ، ثُمَّ يُقْبِلُ كَالشِّهَابِ الثَّاقِبِ يَمْلَؤُهَا عَدْلًا وَقِسْطًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا" بحار الأنوار ج٣٦ ص٣٠٩.
يُذكر أنّ للإمام المهدي (عليه السلام) غيبتان، أحداهما صغرى هي الأولى، وقد بدأت من وفاة أبيه العسكري عام 260 هـ وهو ابن خمس سنين، حيث كانت ولادته المباركة عام 255 هـ. وانتهت بوفاة سفيره الرابع (أبو الحسن علي بن محمد السمري رحمه الله) في عام 328 هـ، وبالتالي فإن زمن الغيبة الصغرى بلغت ثمانية وستين عامًا.
وأما غيبته الكبرى فقد بدأت عام 329 هـ، وذلك بعد وفاة السفير الرابع، وهي مستمرة حتى زماننا هذا.
وفي ذكرى ولادته المباركة، أدعوكم ونفسي لمعرفة إمامنا وحبه، فلا يكفي أن نردد بلساننا ما ليس في قلوبنا، فالحب أفعال، وكما يقال: "المحب لمن أحب مطيع". فلا يجتمع حب الإمام مع المحرمات، لأنها تؤذي قلبه عليه السلام.
أنا بشر حالي مثل حالكم، وأعلم جيدًا أن ضبط النفس صعب، ولو كان ضبطها سهلا لما قال تعالى: "وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ". فليس من المنطق وضع مكافئة عظيمة لشيء سهل يسير، فلا بد من أن يجاهد الإنسان نفسه لنيل هذا المقام العظيم.
دعونا نحاول أن نولد من جديد مع ولادته المباركة (عليه السلام)، لنبتعد عن الغيبة والعلاقات المحرمة والأغاني والتبرج والانحطاط الخلقي والغل والحقد والحسد. لنولد من جديد مع نور الأرض، الإمام المهدي المنتظر، لنكون هذا العام بدلًا من السهم بلسمًا لجراح صاحب العصر والزمان، ولنحاول التقرب إليه وذكره بدعاء الندبة أو دعاء العهد والاكثار من دعاء الفرج.
لنكن أشخاصًا يحملون رسالة الأمل والسلام والعدل في العالم. لنكن أتباعًا حقيقيين للإمام المهدي (عليه السلام) من خلال تعبيرنا العملي لمحبته والسعي لتحقيق مبادئه. لنتذكر دائمًا أننا بشر ولدينا قدرة على التغيير والتحسين. فلنستعد للولادة من جديد مع الإمام المهدي المنتظر ولنبني مستقبلًا أفضل لأنفسنا وللعالم.
اضافةتعليق
التعليقات