نحن مقبلين على العام الدراسي الجديد وحقيقة نلاحظ الكثير من التغيرات الطارئة على نفوس الأطفال فلو قارنا أطفال التسعينات وأطفال مواليد 2000 ومواليد 2010 نشاهد الاختلاف الجذري في آلية إقبال الأطفال، فحالياً نلاحظ أن الأطفال يعيشون نوعاً من الأزمة النفسية مع وجود نوع من مشاعر الكره والهم لاستقبال المدرسة وكأنها عبئ مكدس على أعناقهم ويتعقد الموضوع كلما كبروا في العمر وتقدموا مرحلة دراسية جديدة، كون أن كل سنة دراسية تمثل تحدياً لعقل الإنسان وعقل الإنسان بطبعه الفطري كسول فيعقد كل موضوع جديد ويرفض استقباله بسهولة حتى لو كان سهلاً.
لذا دائماً نلاحظ أننا جميعاً بغض النظر عن المستوى الدراسي ففي بداية كل عام دراسي نواجه صعوبة في إعادة العقل لديناميكية التعلم واستقبال المعلومات لأنه أخذ فترة كسل واسترخاء طويلة فأول درس يكون تحدياً لاستقباله وأرشفتهِ بالتالي بعد مرور فترة سنلاحظ تراكم كمية من المواد والدروس التي لم ندرسها يجب أن نجمعها في عقولنا بفترة قياسية جداً وكثير من الأحيان ننجح في ذلك لأن العقل حتماً سيعمل تحت الضغط.
إن تشبيه الدماغ بالمحرك هو تشبيه أقرب لكونه محسوساً وواقعياً لأن بداية كل محرك يحتاج لضخ كمية كبيرة من المواد المحروقة حتى يعمل والدماغ كذلك يحتاج لكمية من الطاقة للتحريك وهذه الطاقة هي مزيج من التغذية الجيدة والرياضة والدعم النفسي من العائلة فمسألة دعم الطفل نفسياً وترغيبهُ بالدراسة والمدرسة هي شيء جذري ومهم جداً وله آثار كبيرة على إنتاجية الطفل الدراسية وهذا الدعم لا يقتصر على مدة محددة أو عام دراسي واحد إنما حتى
طالب الجامعة يحتاج إلى الدعم من الجامعة كون التخصصات الدراسية تصبح أعقد يوماً بعد يوم وكثير من التحديات الأخرى التي يوجهها الإنسان على مر السنوات الدراسية ابتداءً من المرحلة الابتدائية حتى نهاية الدراسات العليا فلو كان لا يواجه مشكلة دراسية فحتماً يوجد حفنة من المتنمرين الذين يعيشون في كل مكان وبعض التدريسين الفاشلين الذين يصنعون من المادة عبئاً نفسياً وشراهة الطفل والطالب باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي التي تحرق الوقت وتسبب التراكم الدراسي.
هناك أسلوب غير مباشر لجعل الطفل يقرأ من ذاته وهو سلسلة من الخطوات، صناعة إحساس داخلي له بكونه شخصاً مهماً وتحميله جزءاً من المسؤولية أو ربطه بكورس يحبهُ مثل الرسم أو البرمجة أو أي شيء آخر عندها سينهي دراسته وواجباته المدرسية ليلتحق بالكورس وتلبية رغبة داخلية له.
بالتالي فإن الأهل قد ضربوا عصفورين بحجر واحد أولاً تحقيق انجاز دراسي أعلى من المتوسط، ثانياً صقل مهارة معينة عند أطفالهم ولا يشترط أن تكون هذه الكورسات مدفوعة أو بمكان محدد فيمكن للأم الجلوس مع الطفل على اليوتيوب ودراسة الكورس معاً لعدة جلسات حتى يتعود الطفل ويصنع عقلهُ روتيناً وعادة بحيث عقل الطفل يحثهُ على القيام بذلك مع أهمية تعليم الأم للطفل بعد عدة جلسات الاعتماد على نفسه في ذلك وهي تعلمهُ بهذه الطريقة الاعتماد على نفسه دراسياً وكلما يكبر يتحمل المسؤولية أكثر فأكثر ويزداد نضوجه لكن يحتاج الأمر وقتاً من الأب أو الأم، بالنتيجة هذه هي مسؤوليتهم الأساسية في الحياة.
اضافةتعليق
التعليقات