دائما ما تكون هذه المشاعر بغيضة وتتراوح ما بين المزعجة بدرجة طفيفة إلى المؤلمة وهي تشجع على عملية التفكير والتصور التي تؤدي إلى: لا أستطيع ولا نستطيع بغض النظر عن الحدث أو الموقف أو المشكلة التي يمر فيها الشخص، وتظهر المشاعر السلبية عندما لا يعجبنا ما نرى أو نسمع أو نفكر أو نتذكر وتأتي استجابتنا على شكل مشاعر مثل غضب وأسى، وقلق أما طريقتنا المعتادة فى التعامل مع المشاعر المزعجة هي قمعها وبسبب هذا فإننا نفترض أن هذه المشاعر هي جزاً لا يتجزأ من عملية التفكير.
وينتج هذا الخطأ لأنه تم التعامل مع مشاعر الانزعاج من خلال أفكارنا، في حين أن قمع هذه المشاعر لم يجعلها تختفي بل على العكس من ذلك، ستظهر من جديد على شكل أفكار سلبية، فالسلبية لا توجد في موقف أو حدث ولكنها تكمن في ردة فعلنا تجاه الموقف كما نراه نحن وعندما يتم الاعتراف بالمشاعر السلبية والتخلي عنها يمكن لسياق الوضع أن يتغير فوراً من المستحيل إلى يمكن التحكم به بسهولة وقابل للتنفيذ ومفيد للغاية حتى وأحد أبرز المشاعر السلبية التي تحجب النجاح في الحياة المهنية هي الحسد، فالديناميكية الكامنة خلف الحسد هي، عندما نرى شخصاً آخر يتفوق، يظهر إحساسنا بعدم الأمان الموضوع ليس مجرد أننا نرى إنجاز الشخص الآخر ونشعر بالغيرة، ولكن هو أن إنجاز الشخص الآخر الذي يثير فينا شعور النقص أو عدم الأهلية حيال أنفسنا، إنه يثير شعور" ربما أنا لا أنجز ما كان يتحتم علي إنجازه"، أو «ربما لن أكون قادراً على إنجاز ما أردت إنجازه» أو "ربما لا يعترف الآخرون بإنجازاتي ولا يلاحظها أحد".
الحسد مؤلم لأنه يثير إحساسنا بعدم الأهلية والضعف، وهكذا غالباً ما نشعر بالاستياء تجاه الشخص الذي حث نجاحه بدون عمد على إثارة هذا الشعور ويزيد هذا الاستياء باللاوعي من رغبتنا التي لا تنتهي بالحصول على الود الذي لا يتحقق بطبيعة الحال لأن احتياجنا يصد بالذات الشيء الذي نريده.
وبينما تتقدم هذه الدورة، نشعر باستياء وتعاسة متزايدة، وقد يكون هناك اعتقاد أن الجميع ضدي، وقد يبدأ أفراد أسرتنا بالسأم من تذمرنا المستمر تجاه الوضع في العمل، وبالتالي قد نهرب في نهاية اليوم إلى مشاهدة تلفزيونية لا تنتهي أو الإفراط في تناول الطعام أو النوم، أو تناول المخدرات والكحول.
إذن، ما السبيل للخروج من دوامة الحسد والانزعاج؟
الغوص في الداخل كما قلنا سابقا في الحسد، نحن ننظر باستمرار للآخرين ونقيم إنجازاتهم، ونقارن أنفسنا بهم. يمكن أن ندرك ثمن هذه النظرة من فيلم عربات النار ( Chariots of Fire) فعندما التفت أحد العدائين في السباق ليرى مكان خصمه وفي اللحظة التي رفع عينيه عن خط النهاية ليقارن نفسه بعداء آخر خسر هذا الجزء من الثانية الذي كلفه كل السباق، في حين أن الرجل الذي فاز بالسباق كان مدفوعاً بالحب العميق للركض وأن يقدم أفضل ما لديه، لم يجري كي يغلب الآخر، ولم يقارن نفسه بباقي العدائين لكنه ركض بأفضل ما لديه لأنه أحب الجري.
عندما ننظر داخل أنفسنا، سنرى المشاعر الكامنة على نجاحنا: المنافسة، وعدم الثقة بالنفس، وعدم الأهلية، وعدم الأمان، والرغبة بنيل استحسان الآخرين. حسنا، هل نحن على استعداد لرؤية هذه المشاعر؟
إننا وبمجرد أن نعترف بمشاعرنا، سيتضح لنا أنها تعمل ضدنا حيث تستنفد جهودنا وتعرقل نجاحنا في العالم، إن عدم تقتنا بأنفسنا يمنع التقدير الذي نسعى إليه.
وبمجرد ما ندرك ثمن المشاعر السلبية وتأثيرها في سعادتنا ونجاحنا، سنرغب بالسماح في رحيلها ورحيل المكافآت التي نتحصل عليها منها .
مثلاً، سنكون مستعدين للسماح برحيل الرضا البسيط والرخيص الذي نحصل عليه من لوم الآخرين بسبب عدم نجاحنا، وسنرحب بالسماح في رحيل التعاطف الذي نحشده من أولئك الذين يستمعون لشكوانا.
وعندما نسمح برحيل شعورنا بعدم الأهلية، سنجد أن شعور حسد الآخرين يختفي. سنصبح مثل العداء الرابح في الفلم الذي يحب ما يقوم به، ويبتهج بنجاحه ونجاح الآخرين ولديه طاقة لا محدودة للتفوق في العالم.
اضافةتعليق
التعليقات