تميزت مدينة طويريج التابعة لمدينة كربلاء والتي تبعد بحدود عشرين كيلو متر عن مركز المدينة بشعيرة مهمة اخذت حيزا مهما في يوم العاشر من محرم الحرام حيث تشهد مدينة كربلاء في اليوم العاشر من بعد صلاة الظهر زحف الملايين من الزائرين المهرولين صوب ضريح أبي الأحرار وحناجرهم تصدح بهتافات( لبيك ياحسين)، (هيهات منا الذلة... ابد والله يا زهراء ماننسى حسينا) وصولا الى مرقد سيد الشهداء (عليه السلام) وقبر اخيه العباس (عليه السلام) وسميت هذه الشعيرة بركضة طويريج نسبة الى أهالي طويريج.
تأسيس ركضة طويريج
حدثنا زهير ابو هارون، احد اهالي طويريج قائلا "هي تظاهرة حسينية عفوية أقامها أهالي وعشائر طويريج إحياءا لنداء الحسين يوم العاشر من شهر محرم الحرام ((هل من ناصر ينصرني)).
اما السنة الأولى للركضة كانت بحدود 1303 هــ ففي ليلة العاشر وعند الانتهاء من قراءة المقتل في دار السيد ميرزا صالح القزويني حيث خرجت الجموع تنادي يا حسين يا حسين مهرولة ((وا حسين... واحسين)) مهرولة لنصرته في ازقة المدينة ثم انتظمت الركضة في السنين اللاحقة وبعدها انتقلت إلى كربلاء بشكل منظم يوم العاشر بعد تأدية صلاة الظهر عند قنطرة السلام والتي تبعد بمقدار 2كم عن ضريح الامام الحسين.
مضيفا: يتقدم الجموع من أهالي طويريج وباقي المحافظات السيد العلوي ممتطيا جواده معلنا ببدء الركضة، و قد استمدت الركضة قدسيتها عندما شارك في الركضة السيد مهدي بحر العلوم وكذلك السيد المازندراني وغيرهم من المراجع العظام .
الاستعدادات لركضة طويريج
يتهيأ اهالي طويريج لإحياء هذه الشعيرة من اليوم التاسع من محرم الحرام حيث يقوم اهالي القضاء بتهيئة الشوارع التابعة للقضاء وفرشها بمادة السبيس والتجمع من بعد صلاة العشاء والركض والهرولة انطلاقا من (مرقد ابو هاشم) عليه السلام الموجود في القضاء مرورا بكل الشوارع المحيطة به وحملهم لرايات خضر كتب عليها ركضة طويريج وبهتافات (لبيك يا حسين) واستعدادهم للخروج في اليوم التالي وهو يوم العاشر من محرم الحرام سيرا على الاقدام باتجاة كربلاء لحين وصولهم قنطرة السلام، وبعد أدائهم فريضة صلاة الظهر تكون انطلاق الركضة نحو الصحن الشريف.
ركضة طويريج... القمع والاضطهاد
اكد سيد حسين النعيمي من المشاركين في هذة الشعيرة بقوله: شهدت ركضة طويريج جورا من الانظمة الجائرة لمنع هذه التظاهرة لسنين عديدة.
ففي عهد الطاغية المقبور يدخل المندسون بين الزائرين وقيامهم بالتشخيص للعناصر المؤسسة للركضة والقيادين في احياء الشعائر الحسينية فيقومون برش مادة على الزائرين لتميزهم ومن ثم القاء القبض عليهم من قبل عناصر البعث اللعين وتعذبيهم لحبهم واخلاصهم للحسين عليه السلام وقد استشهد العديد منهم جراء هذا التعذيب.
مؤكدا اننا مستمرين ومصممين في السير على هذا الطريق الى النهاية مهما كانت تضحياتنا.
الطفولة... وركضة طويريج
حين سألت حاتم محمد من اهالي كربلاء عن هذه الشعيرة المميزة في العاشر من محرم الحرام بادرني بفيض من الذكريات البريئة فتحدث حاتم قائلا: كنت انا ووالدتي قد اتينا لزيارة خالتي في منطقة العباسية وكانت في ايام عاشوراء وحين سمعت أمي اصواتا بدأت تعلو (لبيك ياحسين) خرجت امي من البيت وحملتني على كتفها خوفا منها عليَّ من الاختناق فرأيت منظرا هز وجداني اراه لأول مرة واذا بملايين الرجال يهرولون وينادون لبيك ياحسين فاهتز قلبي لهذا المنظر ولم افهم حينها ما معنى هذه الطقوس وانا الان اصبحت شابا والحمد لله أنادي لبيك ياحسين.
الإرث الحسيني
تعتبر ركضة طويريج ولا تزال التراث الحسيني الخالد لهذه المدينة والذي امتزج أسم طويريج مع مقيميها في أغلب الدول الاسلامية وحتى الاجنبية.
وكان للشعراء والرواديد واصحاب المواكب الدور الكبير في تخليد هذه الملحمة الخالدة بالاضافة لما اكتسبه قضاء طويريج من سمعة طيبة في استقباله للملايين من الزائرين وفتح بيوتهم لزوار أبي الأحرار وبذل الغالي والنفيس خدمة لهم فعرفت بكرم اهلها وحسن ضيافتهم واكرامهم لزوار أبي الأحرار المتجهين صوب كربلاء المقدسة.
اضافةتعليق
التعليقات