علم النفس هو دراسة علمية وعملية للسلوك والعقل والتفكير والشخصية فهو إجمالاً يضطلع بهذه الأركان الأربعة خصوصاً عند الإنسان بهدف التوصل إلى فهم هذ السلوك وتفسيرهُ والتنبؤ به والتحكم فيه.
أما التنمية البشرية فـتعددت تعاريفها لكن جميع التعاريف التي طُرحت تتناول فكرة أن الإنسان أو البشر بشكل عام هم الثروة الحقيقية للأمم، وإن التنمية البشرية هي عملية تفتح دائرة خيارات الإنسان حيث أنها لا تقف على دعم الإنسان صحياً ونفسياً وعاطفياً بل تتعدى تلك الحدود من خلال اكتشاف مواهبه الدفينة والعمل على صقلها وتسويقها وصناعة المال من خلالها.
فإن علم النفس أو التنمية لكل منهما اختصاصه وكل علم له ايجابيات وله سلبيات والفرق الرئيسي أو المحوري بينهما هو أن (علم النفس هو علم تجريبي واقعي) مقتبس ومستقى من تجارب مجاميع من الناس وفق دراسات أكاديمية تشمل أرقام كبيرة من المشاركين على مدى فترات طويلة أما (التنمية البشرية هي علم تنظيري مالم يخضع لتجربة القارئ نفسه) فجميع أو غالب كتب التنمية البشرية هي تجربة شخصية لشخص ناجح توفرت له ظروف معينة قد تكون مثلاً غير متوفرة للقارئ أو غير قابلة للتجربة وكذلك يوجد كتب تنموية هي مجرد تنظير إيجابي يخبر القارئ بأن النهوض في الخامسة صباحاً لمدة 365 يوم سيجعلهُ سعيداً هلم جراً، وهذا لا ينفي صحة ذلك لكنه في ذات الوقت غير منطقي لأن إنسان اليوم إنسان كسول جداً واقناعهُ صعب، فالبعض يقرأ التنمية ولا يطبق في الواقع العملي فعند إذن لا فائدة من قراءتها أصلاً.
علم النفس شامل جداً والتنمية البشرية هو موضوع جزئي من هذا العلم
التنمية البشرية تعتمد حكايات وقصص فردية قد لا تنطبق على الجميع -علم النفس يعتمد على حقائق علمية تسري على الجميع، التنمية البشرية تهدف الى التحفيز فقط - علم النفس يهدف إلى فهم السلوك البشري وضبطه وتعديله وتقويمه.علم نفس - وعي وإدراك حقائق تفيد العيش بصحة واتزان وتجنب الاضطرابات النفسية والأمراض العقلية وسوء التوافق الاجتماعي.
أخيراً إن قراءة علم النفس ودراسته أفضل بكثير من التنمية البشرية فإن معرفة مكنونات نفس الإنسان والقدرة على تحليلها والعلم بالأسباب والمسببات الفسيولوجية والسيكولوجية لكل فعل ودافع للأفراد المحيطين أو دائرة الحياة إجمالاً تصنع والقدرة على إدارة هذه المعرفة بشكلها الدقيق والمثمر يحمي الإنسان من المشاكل ويبعده شر الأشخاص ويعلمهُ آلية تسيير جوانب حياته بشكل ذكي وفعّال ومفيد، بالتالي يمكننا ملاحظة أن الأشخاص الذين يمتلكون هذه المعلومات والقدرات يرتقون مناصب مهمة في الحياة والعمل وغيرها ويعيشون جزء من الاستقرار كونهم يعرفون مع من يتعاملون وكيف سيتعاملون والتنمية البشرية لا تقدم كل هذه العلمية بهذه الكيفية الدقيقة المقنعة التي يقوم بها علم النفس.
اضافةتعليق
التعليقات