• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

دقائق الجلوس برحاب أنيس النفوس

سارة علاء الحسيني / الأثنين 20 آذار 2023 / اسلاميات / 2276
شارك الموضوع :

سائلتكِ أيتها النفس فمالِ كون الحاجات ونحن عند سلطان الهيام دقائق الجلوس برحاب أنيس النفوس 

يقولون الأئمة خاصة وأهل البيت عامة تشتاق إليهم زوارهم فيذهبون لزيارتهم ثم عليهم السلام يبادلونهم الاشتياق، إلا أبا محمد الإمام الرضا بن موسى بن جعفر (عليه السلام) هو الذي يشتاق لزائريه فيدعوهم لزيارته، فهذا سبب تسميته بأنيس النفوس، فلنذهب بدعوة منه إلينا، هيا لنكمل حزم حقائبنا، فالوقت ضاق وسعه، وكأن ساعاته تبتلع الدقائق، وصلنا المطار وقلبنا هام بالسرور ما بين تلهف وانتظار للقاء، والحمد لله حلقَّت طيارتنا بسرعة في الهواء، استجابة للحبيب، كأنها تشعر أنه ينتظرنا، تسابقنا الغيوم عبر طبقات الجو المختلفة وما عاق طريقنا الظلام، كأنما سخر الله تعالى جميع جنده ليوصلونا بسرعة إلى الإمام، قالوا من أتاه بتعبه من عناء السفر فسوف يحظى بتحقيق سبع حاجات مستعصية من المرام، سائلتكِ أيتها النفس فمالِ كون الحاجات ونحن عند سلطان الهيام؟.

قالوا من هنا الحرم وهذا فندقكم بالزقاق القريب بجانب الإمام، فرأيت المنارة هنا انبرم الصوت وخفق القلب واقشعر البدن وهملت الدموع، فسالت بأودية من المقل، هل أنا بصحوة؟ هل الذي أنا به يُعّقَل؟ هل دعاني الحبيب لزيارته بعد ربع قرن فات من العمر المؤجل؟ فالشعور مكتظ بإحساس الحضور، نعم إنه حضور الإمام بالفعل أرى منائره شامخة لكن قشعريرة احساسي بوجوده حاضرا أمامي كان شاخص الوجود، فهنا تتساءل مع ذاتك من أنا ومن أكون ليدعوني الإمام ويشتاق أن تخط قدماي دربه؟ ومن أنا لكي أحظى بهذه المَلَكّات الربانيّة؟ فأنا بشر لم أميز نفسي بأعمال حسنة الصُنع، وهذا ظهري المثقل بالذنوب التي احتطبتها على عاتقي أتيت الإمام، وقفت ببابه وكل شيء بجسدي سكن إلا الدموع تنهال على خدي بلا سيطرة، ما بين صحوة ومنام هل أنا أرى الامام؟ بأم عيني أرى الضريح؟ فالشعور يخدشه الحياء لكوني بهذا المقام الشريف وأنا مُحتَطُب على ظهري أوزار ذنوب السنين، وأكن ملبياً ما بين الزحام، أنا العاشق الآتي بفرض الحنين، أخذت أذيالي تجرني نحو القباب نعم شيئاً فشيئاً أتخطى الطريق، نحو ثرى سيدي أحط الرحال، بكبت ووجع في القلب غريب.

ما هذا الغريب هل هو حطُّ الثِقال؟ يا له من مشهدٍ أليم، على ما جنته النفس وحبائل الشيطان، وما زلتُ ضيفا في أحد بيوت الرحمان، فانتابني شعور الضرير، وتفتحت عيناه ببستان عامرة وأشجار ذات ثمار وأغصان، وطيور مزقزقة بأجمل ألحان على شذى الريحان، عندها سجدت لله شاكراً وأتيت بصلاة الزيارة ذات الركعتان، وقرأت زيارته أبا محمد غريب القرى والوديان، وعفرت خدي بشباكه المقدس المعطر برائحة الجنان، هنالك أغمضت عيني أجفانها ورأيت شخصاً مرتديا ثياباً بيضاً ناصعة للعيان، كأنه يستمع لي بشخصه المبجل وأنا أصف له أشواقي ولذعة البعد ومرارة الهجران.

وسعادتي بلقائنا الأول جعلني أبتسم ما بين دموع اللهفان، فابتسمَ من قولي ضاحكاً كأنما يشير إلي أنه تقبلني بما أنا فيه من هفوات الإنسان، ففززتُ شاكراً لله فتالله لا تحصى منن الرحمن، ولباب شمس الشموس أسعى راكضاً، وأغسل ما لوثته نفسك من هوى الدنيا اللعوب، وعَلِّق عنده كفيك رافعاً بالدعاء، وأنبت عنده الأماني كعُقْلَةً، بصدق اعتقادٍ بالله القادر الأزلِ، أقسم على الرَّب بغريب طوس المسموم الصابر المحتسب، فسوف يفرِّج الله ما بك من كربة ويردك ببشارة إلى الأهلين والصحبِ، وتبسق عقلتك بسرعة البرق استجابةً، وبنخل باسق الجذرِ.

فليس من طرق باب الرضا بتلهفٍ، ثم يتركه سيدي صريع الهم والكُرب، فهم باب الله المشرعة خزائنها، فالتقط كما يحبو لك من القلائد والحُلل، ولا تترك يوماً كنوزهم، فهمُ صراط الله للطريق الموحش الثمِلِ، واحذر أن تنسى شكر الله ذا الكرم، فلا تدوم عليك الآلاء إلا بشكر الله مُقسم الأرزاقِ والنعم.

الامام الرضا
الشيعة
العقائد
الايمان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    العنف ضد المرأة.. أشكال وأنواع وظلم بلا نهاية

    النشر : الثلاثاء 09 حزيران 2015
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    في اليوم العالمي للخضريين.. ماهو تأثير الخضار على الصحة؟

    النشر : الأربعاء 02 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    حرف من السَعَفَة: عبقات من التراث العراقي الأصيل

    النشر : الخميس 25 نيسان 2019
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    قراءة في كتاب: في بيتنا مراهق!

    النشر : السبت 15 تشرين الاول 2016
    اخر قراءة : منذ 33 ثانية

    اليوم العالمي لحقوق الإنسان: يدخل عامه السبعين

    النشر : الأحد 10 كانون الأول 2017
    اخر قراءة : منذ 37 ثانية

    للنساء حصرا!

    النشر : السبت 14 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 37 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1229 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 445 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 433 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 418 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 411 مشاهدات

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    • 410 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1330 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1229 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1178 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1113 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 769 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 646 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • الخميس 03 تموز 2025
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • الخميس 03 تموز 2025
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • الخميس 03 تموز 2025
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • الخميس 03 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة