العنوان: عالج مشكلاتك النفسية بنفسك
المؤلف: د. محمد الحجار
الناشر: دار النفائس
عدد الصفحات: 246
العلاج النفسي، في العالم العربي، مازال نبتة صغيرة جدا في الممارسات السريرية على المستويين: القطاع العام والخاص.
وعدد المختصين المجازين في البلدان العربية هم من القلّة بحيث يضيعون في خضم أعداد الأطباء البشريين، وأما المختصون المتمرسون في العلاج النفسي الحديث فهم يُعدون على الأصابع.
وهكذا، فالأمراض النفسية كثيرة، ومتشعبة، ومنتشرة، ويقابلها قلة من المعالجين النفسيين. فلا بد من تقديم بعض العون المتواضع لمن لايجد معالجا نفسيا أو للذي يظل دافنا مشكلاته النفسية في أعماق نفسه.
إنّ هذا العون يقدمه هذا الكتاب وهو من تأليف الدكتور والمعالج النفسي محمد الحجار، المجاز من هيئة البورد الامريكية للمعالجين النفسيين، والكتاب عبارة عن 93 استراتيجية مداخلة علاجية.
ويبدأ الفصل الاول بمقاربات وطرائق للحفاظ على صحتك النفسية، ونقطة البداية هي أسلوب حل المشكلة، فالمشكلات التي تواجه الانسان هي جزء من تحديات الحياة، وهي ملازمة لبقائه وحياته، فبعضها تكون بسيطة، سهلة الحل، لايحتاج الى امعان التفكير الكثير او التخطيط لها. وبعضها الاخر تكون على جانب كبير من التعقيد والارباك، ومثيرة للقلق والتردد، لاتطرح بذاتها الحلول السريعة او السهلة، وحل المشكلة يعرضها المؤلف على شكل خطوات تُكمل احداها الاخرى.
ويقدّم الكاتب في هذا الفصل حالات وأزمات نفسية لأشخاص حقيقيين، فيبدأ بتشخيص أمراضهم ومن ثم يعرض كيفية علاجها بخطوات ونصائح يطبقها بها صاحب المشكلة وحده.
فبعض العلاجات قد تكون: بالنوم واثارة الحواس، مارس التأمل، كسر العادات السيئة، درّب ذهنك، أوجد التوازن العقلي، أعد برمجة ذهنك.
والفصل الثاني يتناول نقطة ان تفكّر بذاتك صحياً، ويقدّم على ذات المنوال حالات مرضية جلّهم من فئة الشباب، ويصف الطريقة التي يفكر بها الانسان التي هي الطريقة التي يشعر بها، فالتفكير يولد الشعور والانفعال، ويشرح بشكل عملي كيف تكون سعيدا بتفكير صحّي وسوي، وبالمقابل مخاطر التفكير الايجابي الوهمي المزيّف، وأهمية تجنب التوقعات المغالية المفرطة واصدار احكام مقابل معلومات ناقصة متحيّزة، وكذلك سرعة الحكم الطائش، والقبول بحقيقة أن لا يوجد انسان منّا كامل ومعصوم عن الخطأ.
وفي الفصل الثالث يسلّط الكاتب الضوء على فكرة مهمّة وهي: قرن الاقوال بالافعال، فالافعال لها اصوات اعلى من الاقوال، وضرورة تعلّم عدة أشياء منها:
أن تفوّض.. فلا تعمل كل شيئ بنفسك، أن تعمل بصورة منتجة، إحقن حياتك اليومية بالنكتة والدعابة، أهمية التحرك، تحمل المسؤولية.
وفي الفصل الرابع من الكتاب نتعلم كيف نقيم صداقات ناجحة، وماهي مفاتيح الزواج الناجح، كيف تُساعد على ازالة علاقة مضطربة وتجعل الاخر يتصرف افضل واحسن، لايتغلب اللطف على الوقاحة والقسوة، وبالطبع كل هذه الخطوات جاءت عملية لأناس جربوها بأنفسهم فتكون الفائدة بلا شك أجدى من التعليمات النظرية.
وتتوالى الاستراتيجيات والمداخلات العلاجية في الاتصال الفعال، والتعامل مع الشدة والقلق وكيف نتجنب الانهاك ونتعامل مع ضواغط الحياة والاكتئاب والغضب والامزجة، المشاكل المرافقة لمحاولات تنزيل الوزن، وكيف نعالج الاضطراب الوسواسي_الجبري(القهري)، وهي حالة خطيرة ومنتشرة بين أوساطنا كثيرا.
وأخيرا، يبيّن لنا الدكتور حدود وأبعاد مهنة الطب النفسي والعلاج النفسي وماهو الفرق بين الطبيب والاختصاصي النفسي، والعلاجات النفسية الطويلة الامد والقصيرة، والمفاهيم الخاطئة حول تلّقي العلاج النفسي، والادوية النفسية الطبية، ويختم صفحاته الطبية بسؤال مهم وهو: لماذا لا يتبدل كثير من الناس؟!
ثلاثا وتسعين حالة ومشكلة نفسية، لا يمكن أن تكون حالتك إلا احداها، فمن منّا لا يعاني من امراض، فهذا الكتاب يقدّم لك العون لحل مشكلتك بنفسك، من دون ان يعلم بها أحد.
اضافةتعليق
التعليقات