صاحب أقـوى ذاكرة في العالم! «شیریشیفسکی» هو صحفي روسي اشتهر بتميزه بذاكرة قوية جدا، ويعتبره البعض صاحب أقوى ذاكرة على مستوى العالم، فهو يستطيع أن يحفظ ويتذكر سلسلة طويلة من الأعداد، وقصائد شعرية حتى وإن كانت غير مفهومة أو مكتوبة بلغات أخرى، ورموز وتركيبات علمية معقدة!. أما كيف استطاع «شیریشیفسکی» تذكر هذه المعلومات المعقدة ولمدة طويلة من الزمان فالإجابة عـن هـذا السؤال هي أنه يتمتع ـ كشيء تكويني أو خلقي - بذاكرة قوية ، ولكن في الحـقـيـقـة أنه إلى جانب ذلك فإن «شيريشيفسكي» ابتكر لنفسه أسلوبا أو «تكنيكا» معينا استطاع من خلال تطبيقه على المادة المطروحة أمامه أن يجعلها ترسخ في عقله وذاكرته لمدة طويلة.
فقوة الذاكرة يمكن أن تزيد وتقوى بدرجة كبيرة، إذا ابتكرنا أساليب معينة خاصة بنا لمساعدتنا على حفظ الأشياء وتذكرها، ونحن لن نتعرض للأسلوب الخاص الذي ابتكره «شيريشيفسكي» لتقوية ذاكرته لأنه أسلوب معقد، وإنما أساليب أسهل وأبسط لتنمية مهارة التذكر والحفظ.
أنت أيضا صاحب ذاكرة قوية ! إن البعض منا يشكو من ضعف ذاكرته على الرغم من أنه يتذكر أشياء وأحداثا وتفاصيل كثيرة جدا ! ما عمرك الآن؟ وما عدد الأشخاص الذين تتذكر رؤيتهم حتى الآن؟ وما عدد الأماكن التي ترددت عليها ولا تزال تتذكرها؟ لاشك في أنك تتذكر أشياء كثيرة جدا ، وبعض التفاصيل الدقيقة أكثر مما قد تتصور ، إن الإنسان منا عندما يتعرض لحادث مفزع يكاد يعرضه للموت المحقق يمر أمام عينيه شريط من الذكريات والأحداث يكاد يرى حياته تمر أمامه خلال هذه اللحظات القاسية المفزعة.
وكل ذلك يثبت في الحقيقة أننا نمتلك قدرة كبيرة على التذكر أكثر مما قد تتصور ..! إن رائحة عطر معين أو طريقة تحدث معينة يمكن أن تثير فينا القدرة على التذكر، تذكرنا بإنسان معين مر بحياتنا منذ زمن بعيد ، كما أن مشهدا أو منظراً معينا ، يمكن أن يذكرنا بمكان معين قد زرناه منذ سنين طويلة إنه جزء محدد من مخنا يكمن كم هائل جدا من الأحداث والذكريات والتفاصيل القديمة التي تختزن به كما يختزن الكمبيوتر المعلومات ، وتنتظر الوقت المناسب أو الشيء المثير لها التظاهر على السطح وتمر واضحة أمام أعيننا.
حاول أن تتذكر:
بماذا تذكرك هذه الأشياء؟
صوت الدراجة، الإحساس بالبرودة في ليلة باردة، رائحة طعام شهي، أوراق شجر ساقطة على الأرض.
غروب الشمس.
هل تذكرك هذه الأشياء بأحداث أو ذكريات معينة؟
ضعف الذاكرة عند كبار السن!
إن القدرات الذهنية بصفة عامة ، ومنها القدرة على التذكر ، لا تتساوى بالطبع عند الشباب والشيوخ ، فقد وجد من الدراسات أن هذه القدرات تكون في أقوى معدلاتها خلال الفترة العمرية من ١٨ إلى ٢٥ سنة لكنها في الحقيقة لا تقل بدرجة كبيرة بعد ذلك ، فقد وجد أننا نفقد فقط حوالى 5-10 ٪ من قوة قدراتنا الذهنية مع التقدم في العمر أو على مدار حياتنا، ومعنى ذلك أن كلا منا سواء كان شابا أو عجوزاً لا يزال غنيا بقدراته الذهنية، ولكن لماذا يجد كثير من كبار السن صعوبة في القدرة على التذكر على الرغم من ذلك؟!
في الحقيقة أنه لا توجد صعوبة كبيرة كما تتصور، وإنما يوجد اختلاف في الرغبة أو الدفاع للتذكر بين الشاب والعجوز ، فالشاب يمارس حياته بشكل نشط متجدد يحفزه على التذكر ، أما الشيخ فيعيش عادة حياته بشكل نمطي معتاد ، الأمر الذي لا يعينه على تذكر الأشياء، وبالإضافة لذلك، فإن الشيخ قد عاش حياة أطول وأوفر بالأحداث والتجارب والعلاقات بالنسبة للشاب، ولذا فإنه من الطبيعي أن يفوته تذكر بعض الأشياء ولقد ثبت من الدراسات أن كبار السن الذين يعيشون حياة نشطة متجددة كالذين يستمرون في العمل، والذين يمارسون أنشطة أو هوايات ممتعة يمكنهم استيعاب وتذكر معلومات جديدة مثلهم في ذلك مثل الشباب.
ففي دول الغرب، وفي المملكة المتحدة على وجه الخصوص ، يوجد عدد كبير من كبار السن التحقوا بالجامعات المفتوحة بعد تقاعدهم عن العمل، ويبلغ متوسط أعمارهم حوالي 65 سنة، واستطاعوا أن يستعيدوا قدرتهم على التعلم والتذكر وينافسوا الشباب! إن المشاركة والاندماج والاستمرار والنشاط والتجدد أشياء مطلوبة لتنظيم عمل المخ والاحتفاظ بالقدرة على التذكر واستدعاء المعلومات الجديدة..
أما الرتابة أو النمطية أو تعلم أشياء دون التفكير فيها أو التفاعل معها يجعلنا ننسى حتى ولو كنا شبابا.
الذاكرة القصيرة المدى والذاكرة البعيدة المدى:
إن هناك في الحقيقة نوعين من الذاكرة؛ ذاكرة قصيرة المدى وأخرى طويلة المدى، والمقصود بالذاكرة القصيرة هو تذكرنا لبعض الأشياء لفترة محدودة مثل خمس أو عشر دقائق.. فمثلا عندما يحييك أحد في الطريق بتحية أو يشير إليك إشارة ما فأنت عادة لا تتذكر هذا الحدث سوى دقائق وغالبا ما تنساه تماما في آخر الـيـوم. أما الذاكرة الطويلة فهي التي تتخزن بها المعلومات والأحداث لفترات طويلة ، تصل إلى عدة سنوات وليست كل الأحداث أو المعلومات التي نتذكرها لفترة قصيرة أشياء تافهة، كما قد يبدو للبعض، فبعضها قد يكون شديد الأهمية. ولذا فإنه من المهم لنا في كثير من الأحيان أن نحاول تحويل المعلومات من الذاكرة القصيرة إلى الذاكرة الطويلة ، ولكن كيف يمكن ذلك؟ إن العقل في الحقيقة أشبه بالمكتبة التي تحفظ الكتب أو المعلومات ، وهناك مكتبة غير منظمة وأخرى منظمة وكذلك العقل ، وهذا التنظيم يعد شيئا أساسيا لسهولة استدعاء المعلومات ، أو التوصل للكتاب المراد .
وفي الجزء التالي سنتعرف على كيفية إجراء هذا التنظيم ، وكيفية تحويل المعلومات من الذاكرة القصيرة أو المحدودة للذاكرة الطويلة.
ابحث عن المعلومة المهمة:
لاشك أنه كلما كانت المعلومات المطروحة أمامنا مهمة ، تذكرناها بدرجة أفضل من المعلومات التافهة.
ولكن ما المهم وما غير المهم بالنسبة لذاكرتنا؟
جرب هذا الاختبار:
اقرأ الكلمات التالية قراءة سريعة ، ثم امسك بورقة وقلم واكتب ما تتذكره منها بعد حجب الكلمات عنك، ولا يهم ترتيب الكلمات بنفس الكيفية.
مخك أكبر من معدتك!
إن مخك أكبر من معدتك ! لكنك لا تستطيع أن تملأ مخك بمعلومات كثيرة مثلما تملأ معدتك بأطعمة كثيرة مختلفة إلا إذا كانت هذه المعلومات منظمة مرتبة، فالذاكرة المنظمة هي أساس لقوة التذكر .
طريقة الببغاء!
عندما تذاكر مجموعة كلمات جديدة للغة أجنبية، جرب الطريقة التالية:
اقرأ الكلمات ببطء بمعدل مرتين.
ـ اختبر نفسك (أي أعد ترديد الكلمات).
اقرأ الكلمات مرة أخرى.
ـ اختبر نفسك وهكذا.
وبذلك تكون طريقـة تعلم كلمات جديدة طريقة ميكانيكية قائمة على : التعلم .. الاختبار التعلم .. الاخـتـبـار.. وهكذا ، وبذلك فإنك لا تفكر في معنى الكلمات التي تتعلمها ولا في طريقة استخدامها ، فإذا تعلمت بهذه الكيفية مثل الببغاء فستردد الكلمات مثل الببغاء أيضا.
وهذه الطريقة تكون مناسبة في بداية تعلم اللغات الجديدة ولبعض الناس بصفة خاصة لكنه في مرحلة تالية ، لابد من تفهم معنى الكلمات التي ترددها وطريقة استخدامها. إننا نتعلم الكلمات الأجنبية الجديدة عن طريق المحادثة أو القراءة ، ومع تكرار سماع أو قراءة هذه الكلمات في مواضع وجمل مختلفة ، ستتقن تدريجيا استخدامها والتعرف عليها مثلما تتعرف وتميز الأشخاص الغرباء بعدما نقابلهم أكثر من مرة.
تصنيف الكلمات:
وعندما تتعلم كلمات جديدة للغة أجنبية، فإن ما يساعدك على تذكر هذه الكلمات ومعرفة معانيها هو تصنيفها أو جعلها في صورة مجموعات فهذا التصنيف أو التنظيم يضع الكلمات منظمة بذاكرتك فيكون من الأسهل بالتالي تذكرها أو استدعائها.
اضافةتعليق
التعليقات