يتمتـع الأشخاص الموهوبون والناجحون في عملية الحث والإقناع بالقوة في كسب جمهور المستمعين والمتلقين، وتغيير آراء وأفكار بعض الناس، وتحويل المعارضين إلى مؤيدين لقضيتهم من خلال مفاتيح تأثيرية خاصة، فهم يستخدمون التأثير والبلاغة لإقناع الآخرين لتأييد وجهة نظرهم ومواقفهم أو أفكارهم، وكذلك المساعدة في تنفيذ وتطبيق الحلول، لكن ما هو الحث وما هي أساليبهُ؟ ولماذا يعتبر الحث ضرورياً في سلك الأعمال؟
ما هو الحث؟
الحث هو عبارة عن عملية تمكننا من تغيير أو دعم سلوكيات وآراء وأفكار الآخرين مع دمج أفكارنا بصيغة غير مباشرة، ربما تحدث هذه العملية في اجتماع من الاجتماعات، أو على مدار الوقت خلال سلسلة من النقاشات فالحث مهارة ضرورية للنجاح في جميع العلاقات – الشخصية والمهنية على السواء، بالإضافة إلى ذلك فإن عملية الحث تكمن ليس فقط في خلق حالة عقلانية، ولكن أيضاً في تقديم المعلومات بطريقة تشد انتباه العواطف الإنسانية الأساسية، إنها (عملية الحث) عبارة عن وضع فكرة معينة أو منهاج معين أو حل لمشكلة بطريقة تستدعي انتباه الأشخاص الذين يتأثرون بها في كثير من الحالات.
من خلال ذلك نستنتج أن عملية الحث هي علم وفن، فهي فن لأنها تتطلب ذكاء اجتماعي عالي لكسـب الثقة ومهارات التواصـل القوية لخلق جاذبية وكاريزما، وهي علم بحد ذاته لأنها تعتمد على تجميع وتحليل البيانات وسلسلة من المبادئ المدروسة للسلوك الإنساني وردات الفعل ومقابلة تلك الردات بشكل دقيق ومدروس، ذلك باستخدام الوسائل التي ثبتت فاعليتها، فإن الواحد منا يستطيع تحسين مهاراته في الحث وامتلاك المكونات الرئيسة للحث كما ويعتبر الحث عملية معقدة تتطلب معرفة تفصيلية بحيثيات الموضوع، المخاطبة المستمرة والفهم العميق لكيفية قيام الأشخاص باتخاذ القرارات والعمل بأسلوب المحلل الجنائي أي نضع أنفسنا بمكان الشخص المقابل ونفكر مثلهُ كما ويقوم الموهوبون باستخدام الحث في عملية تعلم ومفاوضة بين طرفين أحدهما جمهور المستمعين.
يركز الذين يقومون بالحث على أربعة جوانب:
السمعة: يكـون الموهوبـون في عمليـة الحث سـمعتهم من خلال الخبرة وبناء ورعاية العلاقات الحيوية القائمة على الثقة.
المبادئ المشتركة: يركز الشخص الذي يقوم بعملية الحث على وضع الأهداف في إطار محدد يقوم على عدة مبادئ مشتركة لزيادة التأثير كما يقوم ببيان فوائد الموقف الذي يتحدث عنه من منظور الطرف الآخر ما يقدره هو وما يقدره الآخرون.
المعلومات المساندة: يدعم المديرون الذين يقومون بالحث مواقفهم بالبيانات المصحوبة بقصص شائقة مع العديد من الأمثلة العملية التطبيقية من أرض الواقع.
الفهم المتعمق للمشاعر: على الموهوبين في عمليات الحث أن يفهموا مشاعر جمهورهم ويربطوا بين هذه المشاعر وبين مواقف الحث لأن العاطفة مفتاح مهم وأساسي في عملية الحث.
اضافةتعليق
التعليقات