اشترك "جون بووين" في أحد سباقات العدّو لمسافة ١٠ كيلومتر في واشنطن، ولقد تدرب بقدر كبير جدا من أجل الإستعداد للسباق وكاد أن يفوز في أسرع وقت، حيث وصل إلى منتصف السباق وفجأة التوى رسغ قدم العدّاء الذي يسبقه في حفرة صغيرة ووقع على الأرض، أمسك العدّاء الواقع على الأرض برسغ قدمه وتدحرج على ظهره.
وفي لحظة تحير "بووين" بين أن يتوقف ويساعد العدّاء الواقع على الأرض وبين أن يستمر في العدّو، وبعد ذلك قال إنه تحير بين أمرين أخلاقيين "مبدأ الواجب نحو الآخر ومبدأ الأنانية".
لكن "بووين" لم يتوقف حيث وثب فوق العدّاء محاولا تجنب ضياع الوقت الثمين، وعندما ألقى نظرة سريعة خلفه، وجد امرأة عدّاءة قد توقفت كي تساعد العدّاء الواقع على الأرض، وفي النهاية أضيف فوز "بووين" في هذا السباق إلى سجل نجاحاته ولكن ما أزعجه أن إختياره على حد قوله كان أنانيا.
قال "بووين" إنه يعتقد أن قلوبنا تنطوي على الشفقة مثلما تنطوي على الأنانية كما قال الروائي (إيان ماكيوان)، وأضاف مفسرا أن التحدي هو عندما تكون مقتربا من خط النهاية، "أن تدرك متى تدع الشفقة تقودك، وأتمنى أن أقوم بالاختيار الصحيح في المرة القادمة".
تدعونا هذه القصة لإعادة التفكير في مفهومنا للفوز، ومع الاستشهاد بقول من فيلم مشهور، وهو "في بعض الأحيان، فوزك يحمل في ثناياه خسارة"، يتضح أن "جون بووين" فاز من منظور أنه وصل إلى نهاية السباق في أسرع وقت، ولكنه اكتشف لاحقا أنه قد خسر خسرانا جما، فقد كانت لديه نظرة محدودة للفوز قصير الأجل الذي فضله على النصر الذي يدوم للأبد.
وجميعنا يواجه مثل هذه الاختيارات يوميا، فمن الممكن أن تكون فرصة جيدة أن نقدم لشخص يد المساعدة عندما يحتاج إلينا في العمل، أو أن نتوقف عما نقوم به ونستمع إلى صديق يريد التحدث إلينا، والقيام بالاختيار الصحيح عندما يصرف انتباهنا بشكل مؤقت عن التقدم، وهو التحدي، فأحيانا نحتاج إلى تنفيذ مهامنا، ولكن في أحيان أخرى تعد مساعدة الآخرين أكثر أهمية من ذلك.
هناك درس آخر مفيد في هذه القصة وهو تعلم أن أقصر طريق لتحقيق النصر ربما يكون فخا يسبب لنا الخسارة أكثر من المكسب، وربما أدركت المرأة التي توقفت لمساعدة العدّاء الواقع على الأرض ذلك، حيث أدركت أنها إذا اختارت الطريق الذي يبدو ممهدا أكثر للفوز قصير المدى، فإنها ستخسر خسارة لا يمكن لفوزها الهامشي أن يعوضها عنها أبدا، ويتضح أنها تعي أنه أحيانا حينما نفوز فإننا نخسر!.
اضافةتعليق
التعليقات