بعض التقارير الصحفية التي تتحدث عن "تأثير جانبي جديد للباراسيتامول" غير دقيقة. الحُماض الأيضي معروف لكنه نادر، ومع ذلك يجب توخي الحذر عند استخدام مسكنات الألم مثل الباراسيتامول. قررت لجنة تقييم مخاطر اليقظة الدوائية (PRAC)، والتابعة لوكالة الأدوية الأوروبية (EMA) تحديث النشرات الدوائية التي تحتوي على الباراسيتامول. ويهدف التحديث إلى توضيح خطر نادر جدا يتمثل في الإصابة بالحماض الأيضي المرتبط بارتفاع الفجوة الأيونية (HAGMA). وأوضحت اللجنة أن هذا الخطر الجانبي أمر نادر للغاية، بيد أن الشركات المصنعة للدواء يتحتم عليها ذكره في التعليمات المرفقة مع الدواء. وجاء هذا القرار في نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتمت مشاركته مع عدة جهات معنية على غرار المعهد الاتحادي للأدوية والأجهزة الطبية في ألمانيا، من أجل ضمان التزام الشركات بالتحديثات المطلوبة. ما هو الحُماض الأيضي؟ ويُعتبر الحماض الأيضي المرتبط بارتفاع الفجوة الأيونية (HAGMA) حالة نادرة، إلا أنها قد تكون مُهددة للحياة، إذ يحدث فرط في حموضة الجسم. ومن المهم للجسم أن يُحافظ على استقرار درجة حموضة الدم بين 7.36 و 7.44. وعندما يختل التوازن الحمضي القاعدي في الجسم بسبب خلل في عملية التمثيل الغذائي، فقد يُصبح الدم أكثر حموضة، وهو ما يؤدي إلى ظهور فجوة أيونية. كما أنه في حالة الحُماض، تُصبح عملية التنفس صعبة، ويبدأ الشخص المُصاب في التنفس بسرعة وعمق. وتشمل الأعراض أيضا الارتباك والضعف، فضلا عن فقدان الوعي. ما علاقة الباراسيتامول بالحُماض الأيضي؟ ويُمكن أن تتسبب جرعة زائدة من البارسيتامول في زيادة حموضة الدم لدى الأشخاص، الذين يُعانون من اضطرابات في الأيض. ورغم ذلك، فإن حدوث هذه الحالة أمر نادر جدا. ويُلاحظ أن الخطر يكون أعلى لدى الأشخاص المصابين بضعف شديد في وظائف الكلى أو الإنتان (تعفن الدم). مسكنات الألم وآثارها الجانبية الخطرة وعند اكتشاف الحماض الأيضي المرتبط بارتفاع الفجوة الأيونية (HAGMA) في الوقت المُناسب، فإنه يجب التوقف عن تناول الباراسيتامول في الوقت المُناسب. أما في حال حدوث حالات حُماض شديدة، فإنه يتم إعادة توازن درجة حموضة الدم باستخدام مواد عازلة خاصة. هل لباراسيتامول أي آثار جانبية أخرى؟ والباراسيتامول دواء فعال وآمن لتخفيف الألم وخفض الحراراة، لكن شريطة استخدامه بشكل مسؤول. ويُعد هذا الدواء أقل تأثيرا على المعدة بالمقارنة مع الإيبوبروفين أو حمض الأسيتيل ساليسيليك (الأسبرين). وفي حالات نادرة، يُمكن أن يتسبب الباراسيتامول في حدوث آلام في البطن أو غثيان. كما أنه من بين الآثار الجانبية الأخرى للباراسيتامول الإصابة بردود فعل تحسسية على غرار الحكة أو الطفح الجلدي أو التورم. هل يمكن أن يتسبب الباراسيتامول في أمراض خطيرة؟ وغالبا ما يُقلل المرضى من المخاطر المرتبطة بالأدوية، التي لا تستلزم وصفة طبية. ورغم أن الباراسيتامول وبعض مسكنات الألم الأخرى يتم بيعها في بعض البلدان بجوار العلكة في محلات السوبر ماركت، إلا أن استهلاك هذا النوع من الدواء بشكل غير منضبط قد يكون أمرا خطيرا. وفي حالة تناول جرعة زائدة، لا سيما مع استهلاك الكحول أو مع وجود أمراض كبدية مُسبقة، فإن الباراسيتامول قد يتسبب في أضرار بالغة للكبد. ويقوم الكبد بتفكيك الباراسيتامول إلى مكوناته، والتي يُفرزها الجسم بعد ذلك. ولكن إذا تم تناول الدواء بجرعات مرتفعة جدا أو لفترات طويلة، يجد الكبد صعوبة في التعامل مع ذلك. وعندها، يتراكم مُركب سام قد يؤدي إلى تدمير خلايا الكبد. وفي الحالات الشديدة قد يؤدي ذلك إلى فشل كبدي حاد. حسب dw
اضافةتعليق
التعليقات