حديقة مزهرة.. ساحر اخضرارها.. يذهل جمالها.. جاذب لونها.. تستقبلك بعطر ازهارها تبث روح الامل والتفاؤل في روح الناظر لها.. كل من يمر بها يثني عليها ويمدحها .
وإذ حل فصل الخريف.. هبت الرياح حاملة معها اوراق الاشجار المصفرة.. اسراب الطيور بدأت تهاجر والسماء ترسل فيضها وكأنها دموع مودعة الجمال الربيعي.. مستقبلة برد الشتاء القارس ولياليه الموحشة .
تحول مظهر الحديقة الى اعواد خشبية تمثل بقايا اشجار.. وعشب مصفر.. الالون كلها صحراوية لا تبعث سوى اليأس.. فبدأت الانتقادات والنظرات السلبية مسيطرة على من يمر بجنبها .
الاشجار تقاوم برد الشتاء.. وتجمع الثلوج على اغصانها العارية من الاوراق.. متحملة كلام البعض الذي يدعو لاقتلاعها فهم لا يرون أي جمال في بقاءها ..لكنها صامدة شامخة لتعلمنا درس.. بأنه لا فصل يدوم.
فالحزن.. السعادة.. الألم والراحة.. كلها مواسم في تركيبة هذه الدنيا.. لا تدوم.. لابد من تعاقبهم كتعاقب الفصول.. ونحن من نواجه هذه التغيرات.. بشرط الثبات .
فهذه الشجرة تسقط اوراقها تتغير ملامحها.. لكنها تبقى على ما هي عليه.. فالجذور لا تتوقف عن عملها بحجة تساقط الاوراق.. فتبقى تؤدي عملها بأكمل وجه.. والاغصان لا تتحجج في التقصير بإيصال الماء الى الاعلى بحجة عدم وجود الثمار... كل الاجزاء المتبقية تعمل بإتقان.. حتى تشرق شمس الربيع فترسل اشعتها من دون إعاقة الغيوم لها.. فتعود الاوراق ويخضر العشب وتثمر الاشجار ويفوح عطر الورد.. فيعود الجمال من جديد ليخرس منتقدي الظروف التي مرت بها .
وهذا ما نحتاج تعلمه.. ان نواجه التغيرات بثبات واستمرار بالعمل وايجاد الطرق للإبداع من دون يأس وتكاسل.. ونترقب ربيع السعادة والراحة التي ننتظرها لنزهر بأعمالنا وانجازاتنا ونسكت من كان يحاول هزيمتنا واسقاطنا.
"فلا احد يستطيع هزيمة من لا ييأس".
اضافةتعليق
التعليقات