من بين ثورات الربيع العربي التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة، اليوم ومع أول الربيع خرجت كنداكة السودان لتعبر عن ثورتها ضد النظام وتعتبر أول سيدة خرجت تطالب باسقاط النظام بهذه القوة والكلمات، تعرفوا معنا على سيدة الثورة السودانية والتي أطلق عليها الشعب كنداكة وهو لقب الملكات المحاربات، أو مسمى يعني الزوجة الملكية الأولى في حضارة كوش الإفريقية القديمة ببلاد السودان والتي عرفت أيضاً باسم الحضارة النوبية أو إثيوبيا التي تعني أرض السود أو السودان، وقد ذكر الاسم في العهد الجديد أو الانجيل في قصة حارس كنوز الكنداكة ملكة إثيوبيا وهو عائد من اورشليم بعد أن عمده القديس فيليب الأنجيلي عندما أمره ملاك الرب في رؤيا أن يذهب إلى الجنوب من أورشليم وغزة إلى الصحراء.
والجدير بالذكر أن كلمة أثيوبيا في العهد القديم والعهد الجديد تشير إلى أرض السودان الحالية، لا إلى أثيوبيا الحالية، وبعض ترجمات التوراة والإنجيل اليونانية تورد اسم السودان كما هو.
وظهر المصطلح "كنداكة" باحتجاجات السودان، في إشارة إلى صمود المرأة وقدرتها على المواجهة وتحقيق الانتصارات، إنها القائدة آلاء صلاح الفتاة السودانية ذات الثانية والعشرين من عمرها، إلى رمز مهم للثورة التي تعمّ السودان حالياً، حينما اجتاحت صور وفيديوهات نشرت لها على مواقع التواصل الاجتماعي، في الأسبوع الماضي، وجدت إقبالاً شديداً، على الأشعار التي تطلقها، في إحدى ساحات الخرطوم، لتصبح «أيقونة المظاهرات».
وانتشرت صورة لها في عدد كبير من الصحف ووسائل الإعلام العالمية، بما فيها «بي بي سي»، فضلاً عن انتشارٍ واسع على وسائل التواصل الاجتماعي وتناقلت وسائل الاعلام أنَّ الصورة مدهشة لأنها تظهر الشابة وهي تقف فوق منصة وسط حشود المحتجين، وتلقي عليهم أهازيج ثورية لتلهب حماسهم.
فقد ألهمت تلك الشابة آلاف المتظاهرين وجميع النساء السودانيات اللاتي لعبن دوراً كبيراً في الاحتجاجات، فيما شبهها البعض بـ«تمثال الحرية» الشهير في مدينة نيويورك نظراً لتشابه وقفتها مع وقفة التمثال، وأيضاً قضيتها المطالبة بالحرية.
وتمت مشاركة مقطع فيديو لتلك الشابة وهي تردد هتافات مطالبة بالحرية في الاحتجاجات المناهضة لحكم الرئيس عمر البشير بالعاصمة السودانية، مئات الآلاف من المرات على موقع «تويتر».
ولفتت الشابة الأنظار بارتدائها الزي السوداني التقليدي، وانتشرت صورتها وهي ترفع يدها منادية بالحرية، بكثافة على مواقع التواصل ووسائل إعلامية عدة. وقالت لانا هارون، التي التقطت الصورة الشهيرة للناشطة، لشبكة «سي إن إن»: «عندما رأيت المرأة ركضتُ نحوها، والتقطت 3 أو 4 صور لها». وأضافت: «كانت تحاول إعطاء الجميع الأمل والطاقة الإيجابية، وتمكنت من فعل ذلك. كانت تمثل جميع النساء والفتيات السودانيات، وألهمت كل امرأة وفتاة في الاعتصام. كانت تروي قصة النساء السودانيات... فهي مثالية».
وقام متظاهر آخر يدعى أحمد عوض بتصوير فيديو لهذه الشابة السودانية وهي تردد هتافات داعية لإسقاط نظام الرئيس عمر البشير. وأوضح عوض، الذي قال إن الشابة كانت صديقة له في الجامعة، لشبكة «سي إن إن»: «لقد كانت تشجع الجمهور على إسقاط النظام. كانت تدعو إلى الثورة». وتعليقاً على زي الشابة، غردت هند مكي قائلة: «ترتدي الناشطة ثوباً أبيض وأقراطاً ذهبية اللون، ويمثل هذا الزي النساء العاملات؛ سواء في المدن أو في القطاع الزراعي بالمناطق الريفية». وأشارت مكي إلى أن أقراط تلك المرأة «على شكل قمر ذهبي، وتمثل مجوهرات الزفاف التقليدية في السودان».
اضافةتعليق
التعليقات