إن وضعنا في الاعتبار فائدة نظرية الهوية الاجتماعية، فقد نأخذ لمحة عن تفسير بديل يقترح هذا المنهج أننا نميل إلى تصنيف البشر في فئات إما أنهم مفضلون؛ لأنهم يدعمون هويتنا، أو غير مفضلين؛ لأنهم مختلفون عنا وعملية تحديد الهوية هذه تكون معنية بالفرد أو بالجماعة على حد سواء لذا، وفي ظل ظروف محددة، ننظر إلى الأفراد على اعتبار أنهم يمثلون جماعات، وليس باعتبارهم شخصيات متفردة.
بالطبع هوية شخصية – ضمير المتكلم «أنا» – بمعزل عن الهوية الاجتماعية، أي ضمير المتكلم «نحن» وبعد أن يتم التصنيف، تقترح النظرية أننا نحدد الاختلافات في داخل الجماعة (نحن) على أنها أقل من تلك الاختلافات داخل الجماعة (نحن) وخارجها (هم) علاوة على ذلك، فإن معايير وأنماط الجماعة من الداخل (التي تحظى بتفضيل عام) تؤدي إلى إجراء مقارنات محددة لضمان التحسن الذاتي على سبيل المثال: الفتيات الصغيرات اللائي يعشن في بيت رعاية تديره الحكومة من المرجح ألا ينظرن إلى عارضات الأزياء الشهيرات على أساس أنهن أفضل منهن، لكن على أساس أنهن غير قادرات على البقاء في مثل هذه البيئة القاسية، ومن ثم ينتج عن هذه المقارنة تحسن ذاتي للهوية الاجتماعية لهؤلاء الفتيات بالإضافة إلى ما سبق، تنتج هذه العملية بأكملها «أنماطا متكررة» تحاكي الهوية الاجتماعية للجماعة «وتخرج أعضاءها من الإطار الشخصي» إلى الإطار العام، بحيث يبدون متشابهين إلى درجة يصبحون معها قادرين على أن يحل بعضهم محل بعض: نتوقع أن نتفق جميعا في المسائل المتعلقة بالجماعة، ونميل إلى دعم ما يظهر من أنماط الجماعة، ونعلي مصلحة الجماعة على مصالحنا في الحقيقة، (نحن) ننظر إلى أنفسنا على أننا متشابهون وسواسية في سماتنا الإيجابية ونتعامل « معهم » على أنهم متطابقون في الأساس برؤيتنا السلبية عنهم .
ويفيد ذلك في تقليل أي شعور بعدم اليقين نشعر به تجاه أنفسنا ووضعنا وسلوكنا المحتمل كما يحدث نفس الشيء للآخرين؛ أي "هم".
دون مثل هذه النماذج المعيارية نادرًا ما تكون واضحة بدرجة تجعلنا نتوقع من الآخرين أن يكونوا قادرين على تدوينها في قائمة متفق عليها؛ في الواقع هي تتغير على الأرجح بتغير الزمان والمكان ومع تغير السياق، وتزيد أهميتها بزيادة أهمية أعضاء الجماعة، وغالبا ما يكون هذا استجابة لتهديد خارجي وتبعات القيادة هي أن أعضاء الجماعات الذين يكونون أقرب ما يمكن إلى النمط النموذجي للجماعة من المرجح أن يكون لهم التأثير الأكبر، أي يصبحون هم القادة ويظلون هكذا، ما دامت الظروف كما هي وبما أن هذا التأثير يرجع إلى فكرة الأنماط وليس إلى الأفراد (على الرغم من أن الأمر يبدو على خلاف ذلك لأعضاء الجماعة)، فإن هذا يتضمن مسألة أن تغير الظروف ينتج أنماطا مختلفة، وهو ما يفسر لم يفقد من يمثلون أيقونات نمطية تأثيرهم فجأة .
النمطية، تعتمد على ثبات السياق، وذلك على الرغم من أن تأطير أو إعادة تأطير موقف ما هو جزء من ذخيرة أي ومع ذلك، فهناك العديد من الأساليب التي يستخدمها القادة لإطالة أمد سيطرتهم وهو ما يدعم النموذج النمطي:
التأكيد على النمط الحالي، أن يكون القائد أشبه بواحد (منا) بدلاً من أن يجسد بعض سمات السادة (السيادة) أو ظهوره على أنه واحد (منهم).
البحث عن المنحرفين عن الجماعة ومهاجمتهم؛ هذه هي المرحلة التي تعاد فيها صياغة الانشقاق -سواء أكان بناء أو غير ذلك - على أنه «خيانة».
إضفاء سمات الشر على من هم خارج الجماعة لجذب الاهتمام بعيداً عن المشكلات الداخلي. الدفاع عن الجماعة، وإظهار تفضيل أعضاء الجماعة وليس المساواة بين الجماعات المختلفة .
لذا من المرجح أن يكون القائد تمثيلًا لنمط الجماعة المستقلة:
الشخص الأكثر تمثيلا للهوية الاجتماعية التي تتشاركها الجماعة.
الشخص الذي يمثل ما يتشاركه أعضاء الجماعة، أقصى حدود التشابه داخل الجماعة؛ كما يمثل ما يجعلهم مختلفين عن الجماعات الأخرى، أقصى اختلاف بين الجماعات.
الشخص الذي يجعلنا مختلفين «عنهم»، بل أفضل «منهم».
إلا أن نجاح القادة النمطيين لا يعتمد فقط على إقناعنا بـ « أننا » مختلفون عن الآخرين وأفضل «منهم»، بل أيضا على «إقناعي» و «إقناعك» لنصبح «معا» ولحسن حظ القادة، فإن هذا ليس بالأمر العسير لأنه لا يعتمد على التحليل العقلاني «للحقائق»، بل هو على الاستجابات العاطفية التي غالبا ما تكون لا واعية في الحقيقة، كل ما يحتاجه الأمر ما عبر عنه بندكت أندرسون بعبارة «وثبة الخيال» وما عناه بهذا هو أنه بما أننا لن نعرف أبداً إن كان الآخرون «يشبهوننا» بالفعل أم «يشبهونهم».
اضافةتعليق
التعليقات