النظام هو ما اعتدنا عليه في طفولتنا، حيث كانت هناك علاقة منطقية ومباشرة بين كل نفعله والنتائج التي تحصل عليها فكلما كانت دراستنا لدروسنا أفضل جاءت درجاتنا أعلى في نهاية العام الدراسي وكلما أكلنا وتدربنا أفضل أصبحت صحتنا لكن هذه العلاقة بدأت تخفت وتنقطع شيئاً فشيئاً فقد أصبحنا نبذل قصارى جهدنا في بعض المساعي.
وتأتي النتيجة بالفشل في النهاية وعلى العكس، أصبحنا نهمل بعض المساعي الأخرى فنجد أنفسنا نحقق فيها نجاحا لم نكن نتوقعه وبهذا يبدو أن هناك تحولاً خطيراً يحدث في حياتنا العملية من النظام إلى الفوضى فكيف نتعامل معه؟ ومع هذه الفوضى؟ مـا هي غياب العلاقة المباشرة بين السبب والنتيجة أي أن الأشياء تحدث دون أن ندرك أسبابها الحقيقية بجلاء فرغم أن لكل نتيجة أسبابها، إلا أن العقل البشري عندما لا يستطيع الإحاطة بجميع الأسباب، فإنه يسمي صعوبة الفهم فوضى.
في حين أن صعوبة الفهم تنبع من عجز العقل عن التعامل مع عدد كبير من الأسباب والمتغيرات مرة واحدة فمثلاً يعتمد نجاح أحد المنتجات في السوق على أكثر سبب، ولما كان من الصعب استيعاب كل هذه من مائة الأسباب مرة واحدة فإن الذهن البشري يظن أن ما يحدث لهذا المنتج إنما هو فوضى أو صدفة.
فـالتعريف الحقيقي للفوضى هو أنها نظام معقد فالفوضى نظام ولكنه ذو أسباب ومتغيرات معقدة وكثيرة بحيث يصعب على العقل البشري الإحاطة بها كلها، لتفهم الفوضى في بيئة العمل، خذ أي يوم عمل عادي وانظر إلى مكوناته بشكل تفصيلي وتمعن في الأفكار التي تراودك محاولاً تقليل التشويش والفوضى في رأسك.
وفيما يلي أبرز مهارات إدارة الفوضى في بيئة العمل:
تستبدل النظريات بالمهارات المهارة الأساسية في إدارة الفوضى هي سرعة القراءة بدلاً من المفاضلة بين القراءات المختلفة فلا يوجد حد يجب أن تتوقف عنده القراءة أو الحصول على المعلومات فالمعلومة قوة وكلما زادت ثروتك من المعلومات زادت قوتك.
وفي عصر الفوضى لا القراءة السريعة: إنسَ مرحلة البحث عما يجب أن يقرأ وما يجب أن لا تقرأ إنما يجب عليك قراءة كل المجالات، تحتاج وقتاً طويلاً مهدراً من الممكن أن تقرأ فيه كثيراً مما قد لا تحتاجه ويمكنك أن تحدد ما هي القراءات التي يمكن أن تفيدك في المستقبل لو كان لديك تخصص دراسي معين، ولكن هذا لا يعني أن تهمل القراءة في مجال تخصصك لتقرأ في مجال لا يعنيك بل يعني أن تهتم بكل ما يقع تحت يديك من معلومات فالثقافة هي معلومات ثانوية، حتى لو تناول موضوعات تظن أنها لا تهمك حالياً لكن سيأتي وقتها حتماً.
الفن المنسي: علمتنا المدارس كيف نقرأ ولم تعلمنا سرعة القراءة وهما نوعان مختلفان من التعليم والفرق بينهما يشبه الفرق بين الرجل العادي والعداء، فكلنا نستطيع المشي والجري، ولـكـن الـعـداء يجري أسرع والتعامل مع المعلومات يحتاج إلى عدائين تدربوا على قطع مسافات القراءة الطويلة في أوقات قياسية.
هي الفن المنسي فمعلمونا لم يهتموا بتعليمنا القراءة السريعة، بقدر ما اهتموا بتعليمنا أساسيات القراءة، فتوقفنا عند المستويات المتدنية من سرعة القراءة التي تعلمناها في المدرسة، فقد كان العصر الماضي عصر تعلم القراءة أما العصر الحالي فهو عصر سرعة القراءة، إعادة تعريف القراءة تستغرق القراءة أكثر من خمسة أضعاف الوقت والجهد الممكن فنحن ما زلنا نقرأ بنفس الطريقة التي تعلمنا بها في المدرسة اعتدنا في المدرسة أن نقرأ بصوت عال وكان هذا يحدث أكثر عند قراءة نصوص أجنبية، وما زلنا نقرأ بهذا الأسلوب دون تغيير، حيث نقوم بخمس عمليات كما لو كنا نقرأ لغة أجنبية، وهي:
1. النظر إلى الكلمة المكتوبة.
2. تحويل الكلمة المكتوبة إلى كلمة مسموعة.
3. البحث عن معنى الكلمة المسموعة.
4. تحويل معنى الكلمة المسموعة إلى الكلمة المكتوبة.
5. فهم الكلمة المكتوبة.
حدد أهدافك واكتسب مهارات إدارة الوقت وضع أهدافك المرحلية ضمن المعايير التالية (قابل للقياس، محدد بوقت، متعلق بالمستقبل، واقعي).
كيف تتعامل مع التسويف:
التسويف من أهم أسباب الفوضى، تراكم المهام يزيد عدد المتغيرات التي عليك أن تتعامل معها وعندما يتعلق الأمر بالتسويف فإن الثقافة الشعبية تنصحنا «بأن لا نؤجل عمل اليوم إلى الغد» إلا أن هذه النصيحة بسيطة جداً، وغير قابلة للتطبيق فإذا درست أسبابك النفسية لتأجيل أداء بعض المهام، فسنجد منها:
- أنك لا تشعر بأنك جاهز نفسياً أو ذهنياً أو بدنياً.
- أنك تظن أن هناك مهاما أكثر أهمية.
- أنك تنتظر حدوث شيء آخر قبل أن تبدأ في المهمة.
- أنك تحب تأجيل العمل إلى اللحظة الأخيرة، لأنك تفضل العمل تحت الضغوط.
فكيف تتعامل مع الأسباب النفسية للتسويف
- اكتشف الأسباب النفسية التي تدفعك لتسويف بعض الأعمال: فإذا كان السبب أنك لا تحب هذه الأعمال، وأنك غير جاهز للتعامل معها فانظر إذا كان يمكنك تفويضها.
- بدلا من أن تقرر البدء في هذه المهام التي تسوفها، قرر تأجيل أدائها لأنك غير جاهز للتعامل معها، فهذا القرار سيريحك نفسياً ويقضي على أسباب التسويف.
_ بدلاً من أداء المهمة، ضع تصوراً عن حجم العمل المطلوب لإنجاز المهمة.
_ استعرض أوراق المهمة وتصور نفسك تؤديها وقدر كم من الوقت والجهد تحتاج لإنجازها.
- قسم المهمة إلى أجزاء وخطط أوقات إنجاز كل جزء.
_ ضع مواعيد للإنجاز المتأخر ومواعيد للإنجاز المبكر كأن تحدد وقت تسليم المهمة في نهاية الشهر كموعد متأخر. وموعد في منتصف الشهر للإنجاز المبكر بهذه الطريقة ستتمكن من إنجاز المهمة بشكل أسرع وأقل تسويفا وحدد وقت البدأ بالمهمة.
اضافةتعليق
التعليقات