أفضل العبادة انتظار الفرج، والمنتظر لإمامه هو أفضل أهل زمانه الذي تكون عنده الغَيبة بمنزلة المشاهدة كما قال الإمام زين العابدين صلوات الله عليه، (يا أبا خالد إن أهل زمان غيبته، القائلون بإمامته، المنتظرون لظهوره أفضل أهل كل زمان، لأن الله تعالى ذكره أعطاهم من العقول والإفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة..)1.
ولا يبلغ هذا المقام العظيم إلّا مَن رشد عقله وقويت بصيرته.. أما الضال عنه: هو الذي لا يعرف إمام زمانه، وإن مات على ذلك يموت ميتة جاهلية.. أما ثواب هدايته فهو عبادة مائة سنة بصيام نهارها وقيام ليلها..
فكم هي عظيمة معرفة الإمام والدعوة له، كما يقول يعسوب الدين صلوات الله عليه (يا كميل!.لا تأخذ إلاّ عنا تكن منا. ما من حركة إلاّ وأنت محتاج فيها إلى معرفة)2.
فمعرفة خاتم وسر آل محمد صلى الله عليه وآله المهدي المنتظر واستشعار وجوده والدعاء بتعجيل ظهوره الشريف في زمن غيبته دافع جلل للنهوض بِمشروعه الوَاعد، و"أمير المؤمنين صلوات الله عليه: يقول يا كميل ما مِن علم إلَّا وأنا أفتحه وما مِن سرٍ إلَّا والقَائم عليه السلام يَختمه"3.. فلِم الجفاء والقَطيعة والبُعد عنه؟!
وإن التعدد في الأعراق بين أنصاره صلوات الله وسلامه عليه يحث على كسب المزيد من المعارف عن سيرته قبل الظهور المبارك.. فإبقاء المعرفة به طي الكتب يعدّ إهمالا لها ولمواريث الوحي والنبوة ومواريث الإمامة ومن عنده فصل الخطاب، وَعاملًا في ظهور أسباب الزيغ والضلال في المجتمعات الشيعية وتقصيرا في الاطلاع على سنته.
فكم من نصرٍ وفرج قريب قدره الله تعالى للأمة بظهور "مهديها" و"إمام زمانها" منذ زمن مهديها الأكبر أمير المؤمنين وزمن الحسين والصادق والكاظم.. صلوات الله وسلامه عليهم ولم يتم ولم ينجز، وبقي هذا الأمر بين النزول والصعود هكذا حتى يومنا هذا، وذلك بسبب فتور وتهاون هذه الأمم المتعوسة وابتعادها عن إمام زمانها وتشاغلها عن معرفته.
فالفرج سُنة إلهية لا يأتي معجزة أو طفرة وإن كان ذلك ليس بمحال على مَن "عزّ شأنه" أن يقول للشيء كن فيكون، إلَّا أنه أبى أن تجري الأمور إلَّا بأسبابها ومن أسبابها معرفة الإمام وحمل مسؤولية نشر علومه وعلوم عترته الطاهرة مع انتظار ظهوره العاجل (مُؤْمِنٌ بِاِيابِكُمْ، مُصَدِّقٌ بِرَجْعَتِكُمْ، مُنْتَظِرٌ لأمْرِكُمْ، مُرْتَقِبٌ لِدَوْلَتِكُمْ،..)4.. فلنجتهد في ذلك.
وفاز "المنتظرون" "العارفون" بإمام زمانهم بثواب وأجر ألف شهيد من شهداء بدر وَأُحُد كما جاء في بياناتهم صلوات الله عليهم.. أليس حمزة بن عبد المطلب من شهدائها صلوات الله وسلامه عليه ومن سادات جنانها، رزقنا الله وإياكم شفاعته وزيارته ومعرفته في الدنيا والآخرة.(.. اللّهمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي..)5.
اضافةتعليق
التعليقات