كلنا نستيقظ صباحاً نقوم بفعل أشياء ثابتة كالذهاب للحمام، تفريش الأسنان، تناول الإفطار، شرب الشاي.... الخ، هذه أشياء نقوم بفعلها تلقائياً دون الحاجة إلى التفكير فهي شيء تم خزنه في عقولنا بشكل تلقائي عن طريق التكرار والاستمرار في القيام به وهذا ما يسمى بالعادة.
العادة هي الفعل أو السلوك الذي يقوم به الإنسان بانتظام وبدون تفكير، كل شخص لدية الكثير من العادات وتتشكل نتيجة التكرار وبعضها قد يكون ضاراً وبعضها مفيدا، يمكننا القول بأن نسبة كبيرة من أفعالنا خلال اليوم تكون بحكم العادة ونفعلها بدون جهد أو تفكير.
سر قوة العادات في كُنهه لا يتطلب جهد التفكير فالأمور التي تعودت عليها لا تحتاج إلى قوة إرادة لفعلها بالعكس بعض العادات تحتاج إلى إرادة لعدم فعلها.
مؤلف كتاب قوة العادات تشارلز دوهيك يقول: إنه عندما يعرف الناس أنه يؤدي تمارين رياضية، يتناول طعاماً صحياً، يقرأ، يعمل على مشاريعه المهمة يومياً وبشكل مستمر ينظرون له بانبهار ويقولون أنه شخص لديه إرادة عظيمة لكنه في الواقع غير صحيح، هذه الأشياء لا تعتمد على الإرادة بشكل أساسي إنما كل هذه الأشياء عادات يومية عنده لا يحتاج إجبار نفسه عليها.
كما يذكر المؤلف: إن العادات أفضل وسيلة وربما هي الوسيلة الواقعية الوحيدة لجعلك شخص عظيم وخارق تعطيك القدرة على إنجاز أقصى ما يمكن انجازه في حياتك خاصةً بالنسبة لأولئك الذين يعانون من الروتين ولا يريدون الخروج من منطقة الراحة.
إذاً كيف تمكنك العادات على عمل إنجاز كبير؟
الإجابة في نقطتين، النقطة الأولى: إن عمل بسيط بشكل مستمر يجمع في النهاية نتيجة كبيرة،
ويمكن تلخيصه بمقولة (قليل دائم خير من كثيراً منقطع).
النقطة الثانية: وهي التي يكمن فيها سر قوة العادات فالعادة تحول سلوكا يحتاج إلى صبر ووقت تمنحهُ لنفسك مع قوة الإرادة والرغبة على التغيير للحصول على سلوك مفيد تعتاد عليه.
كلما حولت السلوكيات الإيجابية لعادات كلما وفرت مخزوناً من قوة الإرادة وطاقة الرغبة لتحقيق إنجاز أكبر.
مهارة اكتساب العادة وكم تستغرق من الوقت:
في الواقع لا يوجد وقت معين أو عدد أيام معينة لاكتساب عادة لأن كل عادة تختلف عن الأخرى هناك مَن يمكنه اكتسابها وفعلها بسرعة وهناك العكس، كما بعض البشر لديهم القوة والحافز لفعلها بأسرع وقت، وهنالك العكس أيضاً لذا يمكننا القول أن اكتساب عادة يعتمد على رغبة الشخص في اكتسابها إضافةً إلى نوع العادة كما للبيئة أثر في تسهيل اكتساب عادة معينة أو تصعبها والبيئة تختلف من شخص لآخر.
لكن بالمجمل لو أن الانسان استمر على فعل شيء معين واحد فقط لمدة من ثلاثة أسابيع إلى ستة أسابيع فهو سيكون اجتاز خطوة كبيرة ومهمة جداً في تكوين عادة معينة بعد هذه الست أسابيع سيكون على الشخص المحافظة على الثبات والاستمرارية.
الاستمرارية أهم من النتائج فأثناء بنائك عادة واكتسابها يجب ألّا تركز على النتائج بل ركز في الاستمرارية لأنها الأساس في بناء وتثبيت السلوك والمثابرة عليه لا النتائج التي نحصل عليها لأن النتائج ستأتي عاجلاً / آجلاً.
اضافةتعليق
التعليقات