مع اقتراب ذروة فصل الصيف، يشهد العراق موجات حر شديدة، حيث يتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة في بعض المحافظات الجنوبية حاجز الـ50 درجة مئوية خلال الأسابيع المقبلة، ما دفع الجهات الرسمية إلى اتخاذ جملة من الإجراءات للتخفيف من آثار الحرارة على المواطنين.
وأعلنت وزارة الكهرباء أنها تعمل على تعزيز ساعات التجهيز بالطاقة، رغم التحديات المتكررة في شبكات النقل والإنتاج، مؤكدة بدء صيانة عاجلة لعدة محطات رئيسية استعدادًا لأشهر تموز وآب التي تُعد الأكثر سخونة في البلاد.
من جانبها، دعت وزارة الصحة المواطنين إلى اتخاذ احتياطات وقائية لتفادي ضربات الشمس والجفاف، وخصوصًا لدى الفئات الحساسة مثل الأطفال وكبار السن ومرضى السكري. كما أوصت بتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس في ساعات الذروة، وارتداء الملابس القطنية الفاتحة، والإكثار من شرب المياه.
وفي السياق ذاته، أطلقت مديريات الدفاع المدني حملات توعية في الأحياء والأسواق للحد من حوادث الحرائق المنزلية، التي تزداد عادةً في هذا الفصل بسبب الأحمال الزائدة على منظومات الكهرباء والتوصيلات العشوائية.
أما في المناطق الريفية، فتواجه الزراعة تحديات مضاعفة مع تصاعد درجات الحرارة وانخفاض منسوب المياه، ما دفع وزارة الموارد المائية إلى تنظيم جدول لتوزيع الحصص المائية والاعتماد على الري بالتنقيط في بعض المناطق.
وتبقى الاستعدادات الشعبية حاضرة أيضًا، إذ يعتمد العديد من المواطنين على المبردات الصحراوية، واستخدام العوازل الحرارية للأسطح، فيما تستمر المبادرات الأهلية في توزيع المياه والمرطبات في الشوارع والأسواق العامة، خاصة خلال أوقات الذروة.
يُذكر أن العراق يُصنّف ضمن أكثر الدول تضررًا من التغير المناخي، حيث شهدت الأعوام الأخيرة تصاعدًا في درجات الحرارة وموجات الجفاف، وسط مطالبات متزايدة بإيجاد حلول بيئية واقتصادية مستدامة للتكيف مع الظروف المناخية القاسية.
اضافةتعليق
التعليقات