العنف عنصر متواجد في الساحة الطفولية منذُ أمدٍ طويل لكنهُ ازداد في الاونة الأخيرة، انهُ عنصر ذات جذورٍ تالفة لا تنفع ولا تنتج غير الأضرار النفسية التي تهدم حياة الانسان دون الرجوع إلى بنائها، هذا ان كانت تبنى!
فأغلبية الأهالي يُفكرونَ في كيفية جعل الطفل يحذو حذوهم ويسير على خطاهم، مبتعدين بتفكيرهم في كيفية جعل اطفالهم فعّالين على مسرح الحياة واحداثها ليصيغوا منهم اشخاص يعتمدون على استقلال شخصياتهم واتخاذهم للقرارتِ بطرقٍ سليمة!.
لكن عقولهم متوقفة عند حدٍ معين غير مدركةً الاختلاف الشاسع بين جيلٍ وآخر،
لذلك يلجأونَ إلى الضرب بالسوط او ضرب اليد المُبرح وغيرها من الأساليب عند عدم اطاعتهم من قبل اولادهم او بسبب زيادة في حركتهم ومشاغبتهم وذلك في سبيل تأديبهم!
ففي مرحلة الطفولة تكون حالة الأطفال غير منتظمة بسبب رؤيتهم لبعض الأمور و محاولين اعادة فعلها دون تفكير، فيتلقون الرد القاسي على تصرفهم بدل توعيتهم بطرق بعيدة عن الضرب والاهانة.
فأنواع الضرب هذهِ تخيف الأطفال مما تجعل الأهل يعتقدون بأنهم فعلوا الصواب، لكن في الحقيقة هذا العنف يسبب في نفوس الأطفال الضعف المعنوي وخوفاً مكبوتا سيطلق بعدة اوجه حالما يكبرون.
إذ أن تعرض الأطفال للعنف والاهمال يترك اثاراً سلبية مبكرة كالفشل، الاحباط، الانعزال والحقد على الأهل...الخ وهذه عوامل تؤثر في مستقبلهم بشكلٍ سيء مسببة ضعف في شخصيتهم و فشل في الصعيد المهني ايضاً.
فلا بدّ من الحدَّ من هذه الظاهرة العنيفة بضرورة فتح الآفاق الصحيحة للتربية الأساسية، وهي تتم عن طريق اقامة ندوات تثقيفية وتعليمية للوالدين في كيفية التعامل السلمي مع اطفالهم، وهناك ندوات متواجدة في المجتمع و في عالم الانترنيت الذي جعل الأمر اكثر سهولة للأباءِ والأمهات، و كذلك قراءة الكتب المختصة في مفاهيم واساليب ترببة الأطفال، فهذه الندوات والكتب تجعلهم يدركون طرق التفاهم والمعاملة الصحيحة لِأطفالهم.
ومع وجود عامل التحفيز وهو التغيير، اي أن لا يتم التقدم الاّ من الأساس وفي هذا الجانب يجب أن يبدأ التقدم من البيئة العائلية ثم المجتمع حيث قال تعالى:
(ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، و ان تعدى عنف الأهل الحدود المنطقية فهنا يصبح تدخل المنظمات الحقوقية الزامياً مع فرض العقوبات القانونية، ذلك لأن الأطفال لا حول و لا قوة لهم على مساعدة او مساندة انفسهم في ظل الظروف النفسية المترفة بالخوف والظلم..
ورغم صعوبة المعيشة و تربية الأطفال في ظل هذه الاوضاع الامنية الغير مستقرة، و مايسببه من تلف لأعصاب الوالدين بسبب الصعوبات الحياتية إلاّ ان هذا الشيء لا يعطي مبرراً كافياً ليصبّوا جام غضبهم بأطفالهم لأنهم لا يستحقون هذا الكم الهائل من العنف..
فكل الأمور بالهدوء والتفاهم تحل وعلى اساسيات توعوية فكرية للتخلص من احتمالية اجهاض حياة وهي لاتزال على قيد الحياة..
فهم الأمانة التي وضعها الله في اعناقكم وصيانتها واجبة على كل مؤتمن فلا تبخلوا فيها كي لا تعاقبوا عليها في الدنيا قبل الاخرة و اتقوا الله فيهم لعلّ الله يتقي امره فيكم .
اضافةتعليق
التعليقات