عندما يبدأ الطفل الدخول في مرحلة المراهقة تصبح الأخطار الاجتماعية التي تحيطه وتهدده كثيرة جدًا، لذلك يجب حماية المراهق، خاصة مع وجود التطور التكنولوجي الكبير، مما جعل التواصل أسهل بكثير من السابق، وكثرت مواقع التواصل الاجتماعي وتعدد الثقافات مما فتح العالم بأكمله على مصراعيه، فكثرت الآفات الاجتماعية التي تحيط بالمراهق وتساعد على الانحطاط الأخلاقي والذي يتجه إلى آفات المجتمع التي تظهر وتبدأ مرحلة المراهقة، لذا يجب الانتباه لذلك وحماية المراهق مما يحيط به.
المراهقة:
هي من المراحل العمرية التي يمرّ بها الإنسان، ومن أهمها لأنّه يمرّ بتغييرات مختلفةٍ تؤثر على حياته بشكلٍ كبير، وهي المرحلة العمرية التي تُسمى بمرحلة الولادة الثانية بسبب الخصائص التي يمرّ بها الفرد، وتبدأ من سن الحادية عشر وحتى الحادية والعشرين. ومنذ بداية وحتى انتهاء هذه الفترة يُصبح الفرد مكتمل النمو من جميع الجوانب، حيثُ تؤدي هذه التغييرات إلى جعله فرداً قادراً على تحمل مسؤولياته تجاه نفسه وتجاه غيره. وتختلف الفترة الزمنية للمراهقة من مجتمعٍ إلى آخر، لذلك هناك مراحل لهذه الفترة سوف نذكرها.
مراحل فترة المراهقة
مرحلة المراهقة الأولى: وتبدأ من سن الحادية عشر وحتى الرابعة عشر، وتتميز بحدوث التغييرات البيولوجية السريعة.
مرحلة المراهقة المتوسطة: وتبدأ من سن الرابعة عشر وحتى الثامنة عشر وتتميز باكتمال النمو الجسدي.
مرحلة المراهقة المتأخرة: وتبدأ من الثامنة عشر وتنتهي في سن الحادية والعشرين، وتتميز بأنّ الفرد يُصبح راشداً في التصرفات والمظهر الخارجي.
الآفات الاجتماعية:
يُشير مُصطلح الآفات الاجتماعية إلى تلك التصرفات والسلوكيات والمشكلات غير المقبولة التي يمارسها أفراد أو مجموعات فتؤثر بشكل سلبي ومضر على الفرد والمجتمع، أنواع الآفات الاجتماعية السائدة في المجتمع مرتبطة بشكل أو بآخر بالأوضاع الاقتصادية للأسرة والمحيط والحالة النفسية والصحية للفرد وتلعب الأسرة والمدرسة دورًا كبيرًا في حماية أفرادها وتحصينهم من الوقوع في شراك العادات والآفات السلبية مثل العنصرية وإدمان الكحول والمخدرات وانتشار الفساد والتطرف والعنف وغيرها، يختلف تعريف الآفات الاجتماعية بين دولة وأخرى حسب طبيعة المجتمع ومعتقدات أفكاره.
الآفات الاجتماعية المرتبطة بالمراهقة
الآفات الاجتماعية المرتبطة بالمراهقة:
1- انتشار الجريمة في جميع أشكالها، مثل القتل والسرقة، وأكثر من ذلك.
2- انتشار ظاهرة المخدرات، وما ينتج عنها من المفسدين والأمراض الجسدية الخطيرة، والجرائم التي تؤثر على الفرد والمجتمع على حد سواء.
3- الاضمحلال الجماعي والفساد، والجرائم الناتجة مثل الزنا والمثلية الجنسية وغيرها.
4- انتشار بعض الأمراض العقلية، مثل العزلة والقلق والتوحد والإجهاد، والاضطراب العقلي وغيرها.
أسباب إصابة المراهقين بالآفات الاجتماعية:
يوجد الكثير من الأسباب التي تؤثر على المراهقين بالسلب ويلجأ أحدهم إلى تلك الآفات الاجتماعية فتكون له طريق النجاة في بداية الأمر، ولكن ينتهي هذا الطريق بالعديد من النهايات التي لا تكون في مصلحة الشاب أو الفتاة، وتعد إحدى أسباب الإصابة بهذه الآفات ما يلي: –
الجلوس مع أصدقاء السوء:
قد يدفع المراهق إلى شرب السجائر أو المخدرات هم أصدقاء السوء فيميل إلى المراهق بأن طعم السيجارة رائع للغاية، وأنك لم تعد رجلاً إذا لم تكن تشرب معهم السجائر أو تجرب طعمها، فهذا يكون الدافع الأول نحو السير حول هذه الآفات الاجتماعية التي تدمر مستقبلك.
انتشار البطالة وارتفاع نسبتها بين الشباب:
مشكلة البطالة تواجه الكثير من الدول حول العالم، خاصة الدول العربية، ولأن شبابنا أصبح عاطل بدون عمل وانتشرت نسبة البطالة أصبح الكثير من الشباب يجدون الوقت الكافي لممارسة الأشياء المحرمة أو يكون لديهم دافع قوي نحو السرقة من أجل أن يجلب لنفسه السجائر أو المخدرات.
المشاكل الأسرية بين الزوجين:
حدوث مشاكل أسرية بين الزوجين تؤثر بالسلب على الأطفال، إلا أن يصلوا إلى سن المراهقة فتكون لديهم رغبة في الذهاب مع أصدقاء السوء وعدم الرجوع إلى المنزل فهو بالنسبة له مكان يزعجه، فيبحث في الخارج على شرب المخدرات وفعل كل ما هو محرم وذلك من خلال الضغط النفسي الذي يوجد فيه.
تقليد الأهل:
الأطفال هو أشد ذكاء من الكبار، فعندما يدخن الأب أو تفعل الأم أي شيء من المحرمات يولد بداخل الطفل منذ مرحلة الطفولة دافع لتجربة هذه الأشياء وتقليديها، فعندما يصل إلى مرحلة المراهقة يبدأ بتقليد جميع المشاهد والصور الذي رآها من صغره ويبدأ بتجربتها.
كثرة المال مع المراهق:
المال هو إحدى الأشياء التي لا يمكن لأحد أن يستغني عنه، ولكن بحدود فكثرة الأموال مع الطفل في بداية حياته يجعل المراهق ينظر إلى فعل إحدى الأشياء بهذه الأموال، فالمال يعتبر من النقمة على الإنسان، لذا لابد من الحذر جيدًا عند إعطاء الطفل منذ صغره المال.
عدم مراقبة الأهل للمراهق:
يوجد الكثير من الأهل ليس لديهم فكرة عن مراقبة أبناءهم في هذه المرحلة الخطرة، ولكن لابد أن يراقب عادة الأب أو الأم الابن في جميع الأمور في حياته، فيراقب أين يذهب أين يجلس ويراقب مواعيد نزوله وخروجه مع أصدقاءه وكل هذه الأشياء تكون في الخفي.
طرق حماية المراهق من الآفات الاجتماعية:
1- توفير فرص عمل يُفرِّغ المراهق بها طاقاته، يسد بها حاجاته.
2- توفير الوعي اللازِم للمراهق بمخاطر هذه الآفات، أثرها النفسي والبدني عليه وعلى أسرته والمحيط من حوله.
3- تقوية وازع الإيمان لدى المراهقين، ترسيخ مفهوم الحلال والحرام.
4- عمل ندوات إعلاميّة، ذلك بهدف نشر الوعي بهذه القضيّة.
5- مُمارسة المساجد لدورها التثقيفي في كيفية التخلُّص من الآفات الاجتماعية، بالتركيز على مخاطر هذه الآفات، سبل مواجهتها.
6- توعية المُراهقين بحسن استغلالهم لوقتهم، فالاستغلال الجيّد للوقت خير من مواجهة الانحرافات التي سبّبها وقت الفراغ.
7- تنمية مهارات المُراهق، الاستفادة من كل طاقاته الإيجابية، إبراز طاقاته وتعزيزها، استثمارها بكل ما هو نافِع ومفيد.
8- القيام برحلات ترفيهية وتعليميّة مع المراهقين، بهدف تلبية حاجاتهم العقلية والمعرفية من جانب، من جانب آخر الترفيه عنهم، تنمية مهاراتهم الإبداعية من خلالها، عن طريق إشراكه في برنامج الرّحلة مثلاً كتولّي القيادة.
9- تعويد المُراهق على تحمُّل المسؤولية، عن طريق تعيينه في بعض الأدوار المختلفة كالريادية، إكسابه صفة القيادة والجنديّة؛ لما في ذلك من الأثر العظيم في اعتداده بنفسه بشكل إيجابي.
10- توفير مراكز شبابيّة تهتم بفئة الشّباب في هذه المرحلة، مثل المراكز الثقافية، الأندية الرياضية وغير ذلك.
11- توفُّر المُتابعة الرسميّة من المسؤولين، وضع فئة المراهقين وما تحتاجه هذه الفئة على قائمة الاهتمامات.
12- الاهتمام بالناحية التربوية للمراهقين، التي تركّز على زرع القيم والمبادئ والاتجاهات الايجابيّة من جانب، بيان خطر القيم السلبية من جانب آخر.
وفي الختام تعتبر مهمة حماية المراهق من الآثار السلبية الناتجة عن تلك الآفات الاجتماعية هي حماية مباشرة للمجتمع بأكمله، وحماية لمستقبل الوطن على المدى البعيد، فإن تلك الآثار السلبية لتلك الآفات لا تطال الأسرة وحدها، حتى وإن كان ذلك في البداية فقط، ولكن آثارها تمتد للمجتمع بأسره.
اضافةتعليق
التعليقات