مع انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر والإرتفاع الشديد في درجات الحرارة، لا ملاذ من لسعات الحرارة غير تلك المياة والمنتجعات الترفيهية التي تستقبل العوائل خلال هذه الفترة.
فليس هناك سبيل آخر، سوى السباحة في الأنهار والجداول المائية القريبة من المنازل، وعادة يتوافد عليها المراهقين ومن هم دون سن الخامسة عشر.
وفي استطلاع خاص لموقع (بشرى حياة) يقول الشاب علي كاظم من منطقة البوبيات إنه يأتي للسباحة في هذه الجداول القريبة من داره مع رفاقه وبعض أقاربه بسبب انقطاع التيار الكهربائي وحرارة المنزل.
بينما يقول أحمد علاوي أنه يحضر هنا مع أبيه وأعمامه لهذه الأماكن لغرض السباحة مشيرا إلى أنهم يلتجئون للمسابح المغلقة مع عوائلهم في المحافظة للترفيه أيضا ولحمايتهم من الأذى فأغلب هذه الجداول تحتوي على نفايات حادة، وبعض الزجاج المتحطم في قاع الماء، وهذا ما يسبب في إصابات عديدة وجروح خطيرة بعض الأحيان لذلك لابد من وجود من أهم أكبر منك عمرا، ولا يكاد يمر يوم من دون إعلان عن غرق شخص أو اثنين، ما دفع بعض الآباء إلى مشاركة الأبناء هذه الأماكن وقضاء وقت ممتع.
وتتجاوز درجات حرارة الصيف في المناطق الجنوبية الـ 50 درجة مئوية أحياناً، ولا تلبي الجداول المائية خاصة أنها غير مغلقة أو معقمة مما يجعل رائحة الماء كريهة بخلاف المسابح الأهلية.
ومع هواجس الأهل أن تبتلع المياه أبناءهم، فهناك أعداد كثيرة قد سجلت السنوات الأخيرة من حالات الغرق في هذا النهر، ومن أجل حمايتهم من الغرق بالتزامن مع تلبية رغباتهم في ممارسة السباحة، يدفع الأهل اشتراكات شهرية للمسابح الخاصة كي يقصدها أبناؤهم.
الأنهر ليست آمنة في كل الأماكن، إذ تختلف الأعماق بين مسافات متقاربة فيها، ما يؤدي أحياناً إلى فقدان أشخاص توازنهم، خاصة أولئك الذين لا خبرة كبيرة لديهم"..
ويصنف الغرق كموت ينتج عن الاختناق بالماء أو السوائل الأخرى، ويمكن للشخص الذي لا يعرف السباحة أن ينجو من الغرق بالطفو على سطح الماء، ويتحقق الطفو بالاستلقاء على الظهر، وترك الجسم في حالة استرخاء، وعادةً يفشل الشخص في التمكن من الطفو، ويكون السبب في هذه الحالة هو الخوف الذي يؤدي إلى تصلب الجسم وغطسه، وبعد الغطس بزمن يقل عن دقيقتين، يدخل الشخص في غيبوبة، ولكن الموت لا يحدث.
وفقا لمنظمة الصحة العالمية، هو السبب الرئيسي الثالث للوفاة في العالم، وهو ما يمثل 7٪ من جميع الوفيات الناجمة عن الإصابات ذات الصلة به (طبقا لتقديرات إحصائيات الوفيات غرقا 388,000 في عام 2004، باستثناء تلك التي تعزى إلى الكوارث الطبيعية، علماً بأن 96٪ من هذه الوفيات تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
شخص واحد يموت غرقًا كل تسعين ثانية في كل أنحاء العالم.
دفع ذلك خبراء الصحة للقول بأن الغرق أصبح مشكلة صحية عامة مهملة، وقد دعوا لاتخاذ إجراءات لإنقاذ الأرواح. وقالت منظمة الصحة العالمية بأن الغرق يعد من الأسباب الرئيسية العشرة للوفاة بين الأطفال في كل أنحاء العالم. وعلى الرغم من ذلك قال خبراء من منظمة الصحة العالمية بأنه لا توجد استراتيجيات واسعة لمنع الغرق، وتقليل الإرتفاع المروع لعدد الوفيات.
ويعد الغرق ثالث أهم أسباب الوفيات الناجمة عن الإصابات غير المتعمدة في العالم.
وقال التقرير الذي أعدته منظمة الصحة العالمية: ”يشكل الغرق تهديدًا خطيرًا للصحة والذي أودى بحياة 372,00 شخص في كل أنحاء العالم”. وسلط التقرير الضوء على أن هناك أكثر من أربعين شخصًا يتوفون غرقًا كل ساعة بالمتوسط، بمعدل شخص كل تسعين ثانية. في عام 2012، سُجلت 372,000 حالة وفاة غرقًا، لكن صعوبات في الإبلاغ عن البيانات يعني أنه قد يكون هناك سوء تقدير. ففي بعض الدول أظهر المسح أن معدل الوفيات يصل إلى خمس مرات أعلى من تقديرات منظمة الصحة العالمية.
اضافةتعليق
التعليقات