مع قرب عيد الغدير الأغر أطلقت جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية مخيم غدير المودة الالكتروني، وذلك لتوثيق القيم وغرس مبادئ بيعة الغدير في نفوس الموالين، فبعد هذه السنوات من البيعة واعلان الخلافة لابد من تخليد هذا اليوم، ومع أزمة جائحة كورونا والظروف الصحية ومنع التجمعات البشرية كان لابد من مخيم الكتروني يجمع قلوب الموالين والباحثين عن معرفة وقيمة هذا اليوم.
حيث قدم المخيم برنامجا شاملا ومفيدا عبر باقة متنوعة من المحاضرات الإلكترونية المتخصصة والمسابقات الثقافية والألعاب الفكرية، ولمدة ثلاثة أيام، ابتدأ من يوم الأربعاء المصادف 15 ذي الحجة، 1441هـ الموافق 5/ 8/ 2020 م بمعدل ساعتين في اليوم، وتم اضافة المشتركات إلى قناة خاصة للمخيم ونشر المواد بالتسلسل مع فواصل ومسابقات جميلة ومفيدة.
ويعد برنامج غدير المودة الالكتروني من اعداد وتقديم جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية.
حيث قدمت المحاضرة الأولى المدربة الست فهيمة رضا وكانت حول محور القدوة حيث قالت: هناك ثمرات كثيرة نجدها مختلفة عن بعضها، مرة تجدها حلوة كثمرة البطيخ والعنب، وأخرى طعمها يختلف مثل الزيتون والبرتقال، قد تكون ناضجة ولذيذة، وقد تكون فاسدة وغير صالحة، من جهة هذا تفضيل من الله سبحانه وتعالى، حيث يقول (فِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ). هذه مميزات جبرية أي أن الله خلقها كذلك، لكن هناك مميزات اختيارية أي بالإرادة والعمل يصل الانسان إلى مستوى معين، بالطبع يأتي ذلك بعد ارادة الله وتوفيقه فهو مسبب الأسباب، هكذا يجمع الانسان بين ما يختاره الله له من الأب والأم والوطن والهوية وبين ما يسعى له بجهده، فإذا أردنا أن نصنع من أنفسنا شخصية متكاملة مثل الشجاعة وحسن الخلق وتحمل المسؤولية والعلم والعمل من أجل ذلك علينا أن نجد خريطة وبوصلة وقدوة لنا كأمير المؤمنين علي (عليه السلام) وهو الشخصية الكاملة والقدوة الحسنة، وجوانب حياته كثيرة تلك التي غفل عنها التاريخ فلا نكون نحن أيضا من ضمن الظالمين.
وبعد هذه الفقرة تأتي فقرة المسابقات الثقافية وكانت من تقديم المدربة الست اسراء علي الفتلاوي وكانت لعبة الأبجدية عبارة عن حديث للامام علي ينتهي بحرف من حروف الأبجدية مثل حرف النون (المحسن من عم الناس بالإحسان) والمشتركات يقولون حديث للامام بحرف النون، وقد جمعت هذه اللعبة بين المعرفة والتسلية.
اليوم الثاني من المخيم أرسلت المدربة مقطع فيديو قصير، وانطلقت الست فهيمة من السؤال: ماذا فهمتم من هذا المقطع؟
وتحدثت عن الزهد حيث قالت: هل يعتقد البعض أن الزهد هو أن يرتدي المرء ثياب الذلة كما ذهبت إليه بعض الطوائف وابتعدوا عن أحكام الله وأحكام الدين الحنيف، الزهد الحقيقي هو أن يكون القلب وعاء لمعرفة الله سبحانه وتعالى وطاعته، فالقرآن الكريم يدعو الانسان إلى الوسطية ويقول أمير المؤمنين (عليه السلام): جعل الخير كله في بيت، وجعل مفتاحه الزهد في الدنيا.
وخير مثال بيت الامام علي وتواضعه، الذي كان بقرب من قصر الامارة، فأين القصر اليوم؟ بينما بيت الامام يتوافد عليه الزائرين.
وشملت المحاضرات المحادثات الجانبية والاستماع إلى رأي المشتركات من خلال معرفتهم وتجربتهم.
اليوم الثالث وصادف يوم عيد الغدير مع لحظات من الفرح والتبريكات والكلام حول مكانة الامام علي (عليه السلام) وفضائله في الثقلين، وأبعاد شخصية الامام علي من الجوانب العلمية والثقافية والاجتماعية حتى فاق عصره، وسالأت المدربة: ماهي وظيفتنا اتجاه هذه الشخصية العظيمة؟
وكان من ضمن الأجوبة: معرفة علوم الامام علي (عليه السلام) وتعريفها للناس، البحث عن كلماتهم من خلال نهج البلاغة، فنحاول أن نعرفها ونعرفها للناس والأحاديث، توثيق مناسباتهم فلو عرف الناس أئمتهم لما كان الفاصل بينهم وبين أهل البيت عليهم السلام كبيراً.
فاصل التسلية والمسابقات:
كانت مع المدربة زهراء جمال وفقرة الأسئلة والأجوبة مع وجود الخيارات، ومن الأسئلة:
ــ ماهي أول مناسبة أعلن فيها النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم خلافة الامام علي عليه السلام؟
ــ من هو أول من سمى الامام علي عليه السلام ب أمير المؤمنين؟
ـــ من الذي أقام أول حفل بمناسبة عيد الغدير؟
آراء المشتركات في مخيم غدير المودة:
وفي ختام المخيم قدمن المشتركات إعجابهن وشكرهن على هذه المعلومات حيث قالت فاطمة: أحسنتم، حقيقة كان المخيم في منتهى الروعة وساعدنا على معرفة المزيد من فضائل أمير المؤمنين عليه السلام.
وأضافت مشتركة أخرى: شكرا لكم ولمبادرتكم الرائعة استفدنا الكثير والكثير .
أم زينب قالت: وقتا ممتعا قضيناه معكم شكراً لكم جميعاً، نسأل الله التوفيق للجميع وأن نتواصل دائما على حب محمد وآل محمد.
ومن الجدير بالذكر أن المخيم تطرق إلى بعض الجوانب العقائدية التي تخص قيم ومفاهيم الغدير بروح عصرية متجددة وبحماس كبير، ويعتبر المخيم من أنشطة الجمعية الأخيرة التي حظيت بإشادة وتفاعل كبير، والذي جمع بين المعلومات الدينية والثقافية بطبق من التسلية والالعاب الفكرية والجوائز، حيث عرفت جمعية المودة بسعيها وراء تحقيق التكامل في العمل من خلال اطلاق مخيم متوازن يحقق الفائدة والمنفعة في الوقت نفسه.
اضافةتعليق
التعليقات