إن وجود رأس مال هو أساسيات إنشاء أي مشروع كون جميع المشاريع تتطلب وجود المال كي يتم تطبيقها وتكوين منتج أو إنشاء فعالية معينة تعود بفوائد مادية على صاحبها.
كما قد يستغرق تكوين رأس المال المادي فترة معينة حسب تكلفة المشروع وحسب أسلوب تكوين رأس المال نفسه، ولكن لو بدأ الشخص بتكوين رأس مال مهاري سيختصر على نفسه الطريق بتكوين رأس المال المادي.
إن أغلب الدول النامية تمتلك رأس مال بشري وأعداد سكانية كبيرة أي أنها تمتلك طاقات بشرية كبيرة لكن لا يتم استثمار هذه الطاقات بالطريقة المطلوبة لتقدم هذه الدول بل بالعكس تصبح عبئاً عليها.
ولكن يمكن للشخص نفسه أن يقدم لنفسه ما يريد أن يتعلم وبسهولة كبيرة جداً فكل شيء متوفر الآن في سبيكة المعدن الصغيرة.. هواتفنا النقالة فبالإمكان اختيار أي شيء نريد تعلمه وتظهر لنا أساليب شتى يمكننا من خلالها التعلم (حقائب فديوية تعليمة، كورسات مجانية، ورشات الكترونية بإشراف متخصصين وتطبيقات يتم تحميلها على الهواتف واستخدامها بكل سهولة.. وهذا كله بالمجان) وهذه فرص متاحة لك كي تتعلم بأقل التكاليف ودون أن تخطو خارج غرفة نومك.
لكن يعود السؤال الأكثر أهمية، هل أنت فعلاً تريد أن تتعلم وتطور من مهاراتك؟
فهذا اختيارك أنت إما أن تكون أو لا تكون.
كنت أتحدث مع مجموعة من زميلاتي في الجامعة حول أهمية الشهادة الجامعية ما إلى ذلك فسألت إحداهن، هل تعتقدين أن الدراسة الأكاديمية والشهادة الجامعية التي ستحصلين عليها بعد خمس سنوات دراسية ستحقق لك كل أحلامك من تكوين حياة مرفهة من امتلاك سيارة وعقار وإمكانية سفر وغيرها من الأمور؟
فأجبت: نعم بكل تأكيد.
كانت ثقتها أثناء الإجابة صادمة لي بعض الشيء وكأنها تعيش في عالم خيالي بعيد كل البعد عن الواقع لأن الواقع يخبرنا بصعوبة إيجاد الوظائف بالاعتماد على الدراسة والمعلومات التي تقدمها المؤسسات الأكاديمية والشهادة الجامعية فقط.
كم طالب يعتقد ويعيش بخياله كـ هذه الطالبة، حتماً هناك الكثيرون.
لابد أن تتوضح بعض الرؤى المستقبلية عند الطلبة كون الدراسة الجامعية ستقدم لك شهادة أكاديمية وكم جيد من المعلومات العلمية لكنها بالنتيجة لن تقدم لك عملاً على طبق من ذهب ولن تكون لك عقلاً مواكباً لما يتطلبه سوق العمل في ظل هذا الكم من الحداثة، فامتلاك المهارات والخبرة وأساليب التسويق وغيرها.. من المتطلبات الحديثة المشروط تواجدها لمعظم المقدمين على الوظائف المتاحة حالياً.
لذا لابد من استثمار الفترة العمرية من 15 إلى 25 عام من حياة الانسان في:
• اكتساب مهارات متنوعة شاملة.
• الدخول إلى سوق العمل.
• التعامل مع ذوي الخبرة لاكتساب ما لديهم من المعلومات.
• اكتساب فنون الاقناع وأساليب التعامل بمرونة مع المعرقلات.
• القراءة لمدة 15 دقيقة يومياً لن تؤثر على يومك وحياتك إلا بالإيجاب.
• أهمية تكوين العلاقات مع أشخاص من شتى المجالات.
• كما أن الاطلاع على حياة الناجحين وخطوات ارتقائهم سلم النجاح ستكون بداية جيدة جداً.
فإن استثمارك لنفسك من خلال تنمية رأس مال مهاري لديك خاصةً في سن مبكر سيكون أحد أهم الخطوات لتكوين حياة وظيفية مستقرة كما أنها ستسهم في تنمية المهارات الاجتماعية العاطفية والفرصة متاحة للجميع، اختر البداية التي تراها مناسبة لحياتك وانطلق منها.
اضافةتعليق
التعليقات