بدأت التطورات في الحياة تتسارع مع بداية الألفية الثانية، خصوصًا في منطقة الشرق الأوسط، وذلك بسبب ما مرت به من أحداث سياسية واقتصادية، وكذلك قد أثرت التكنولوجيا المتقدمة بصورة كبيرة على حياة الناس في العالم أجمع، وأيضًا على أسلوب معيشتهم؛ إذ تظهر كل فترة تخصصات جديدة على الساحة العلمية في كل بقاع الأرض، وعلى جميع الأحوال فقد أثبت الإنسان بصورة عامة أنه يمتلك القدرة على أن يواكب هذا التطور، ويغيّر في نمط معيشته كي يواكب هذا التطور، إلا أنه وللأسف، نجد أنه على الرغم من التطور التكنولوجي، وتطور أشكال وأنماط حياة الناس يومًا بعد يوم بصورة كبيرة، إلا أننا لا نرى هذا التطور بهذه السرعة على المستوى الأخلاقي.
ويعد تطور نمط الحياة بكل تأكيد شيئًا إيجابيًا إلا أنّ هذا لا يعني أنه لا توجد سلبيات وتبعات لهذا الأمر، فعلى الرغم من أنّ التكنولوجيا سهلت طرق الحياة، إلا أنها أضافت تكاليف مادية على الناس، كي يحصلوا عليها في المقابل، وقد أضافت التغيرات في بنية المجتمعات بين الناس نزعات جديدة، فمنهم من يتبع هذا التطور بسرعة كبيرة وبصورة عمياء، ومنهم من يتمهل، ومنهم من يتخلف كثيرًا عن هذا التطور، فنجد أن العالم يتطور بصورة كبيرة وبسرعة هائلة، والعديد من المجتمعات الأخرى، لا تكاد تحاول السير ببطء كي تلحق به، قد يعد البعض أن تغير نمط الحياة أمرًا مخيفًا، حتى أنه قال بعض المحللين السياسيين: (أصبحنا لا نفكر بالغد، لأننا بالكاد نفهم ما يحصل اليوم)، وعلى الرغم من ذلك، فإنه يجب أن نعترف أنّ التطور أمر رائع، إلا أن الواجب علينا أن نوسع مداركنا كي نفهمه، ولا نكون مجرد ضائعين في عالم يسير نحو الأمام.
الإيجابيات
التطوّر التكنولوجي في المستشفيات:
تم تطبيق التكنولوجيا الحديثة في المعدات الطبية، والأشعة، وغرف العمليات التي ساعدت كلّها على التقليل من أخطاء الأطباء، بالإضافة إلى استخدام الهواتف الذكية لمراقبة الوزن والصحة بسهولة.
التعليم:
طوّرت التكنولوجيا مهارات التعليم، وسهّلت العملية التعليمية عن طريق استخدام الحاسوب والأجهزة الذكية.
الاتصال:
حسّنت التكنولوجيا الحديثة وسائل وأدوات الاتصال، ومنها: الهواتف المحمولة التي تُمكّن من التواصل مع الأقارب في الخارج، والبريد الإلكتروني، وتطبيقات الرسائل الفورية، وتطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي.
وسائل الراحة:
تمّ اختراع وسائل راحة مختلفة ومفيدة تسهِّل الأعمال اليومية والمنزلية، والنقل، مثل: التلفاز، والراديو، والمركبات، والآلات.
من الإيجابيات الأخرى لتطور نمط الحياة:
- سهولة الحصول على المعلومات.
- السفر المريح.
السلبيات:
تلوث البيئة:
تطور التكنولوجيا والآلات أدّى إلى التلوث البيئي، بسبب الضباب الدخاني، وكيماويات المصانع الملوثة للماء.
زيادة الأمراض:
التطور في مختلف نواحي الحياة أدّى إلى زيادة بعض أمراض الجهاز التنفسي، بسبب الآلات ووسائل النقل التي تلوث البيئة، كما أنّ التطوّر أدّى إلى زيادة الوزن المفرط (البدانة) لدى عدد كبير من الناس، مما يؤدي إلى أمراض أخرى مختلفة مثل: السكّري، وأمراض القلب، والسرطان بأنواعه، وأمراض جلدية وراثية، والحساسية، والربو، أما فيما يتعلّق بالأمراض النفسية فإنّ تطوّر نمط الحياة أدّى إلى رفع مستوى التوتر، والاكتئاب، والانعزال.
الاستغناء عن القوة البشرية:
تطور الآلات والحاسوب أدّى إلى فقدان بعض الأشخاص وظائفَهم، لأن الآلات تقوم بالمهام بشكلٍ أسرع وأسهل من القوى البشرية.
زيادة الحروب:
تطوّر التكنولوجيا هو أحد الأسباب التي أدت إلى زيادة الحروب والخلافات بسبب استخدام الأسلحة المتطورة وأسلحة الدمار العالمية.
الكسل:
أدت التكنولوجيا إلى الكسل والنسيان والمتزايد وذلك بسبب الاعتماد على الإنترنت والحاسوب للبحث عن المعلومات والبيانات بشكلٍ أسرع وأسهل، وترك الطرق القديمة للدراسة والبحث.
ومن سلبيات تطور نمط الحياة أيضاً:
- زيادة الشعور بالوحدة مع استخدام التكنولوجيا الحديثة والعزلة الاجتماعية.
- الاعتماد المتزايد على الأدوات والتطبيقات الحديثة.
- الاحتيال والغش المتزايد.
- عدم استشعار القيم الروحية.
اضافةتعليق
التعليقات