شهد الشارع الكربلائي انفتاحا غير مسبوق في مجال الأزياء ترجمه العشرات من الشباب لكلا الجنسين فيما يرتدونه من ملابس وقد غزت المحال التجارية أزياء اندلعت معظم تصاميمها من الغرب هناك من تأثر بها وتبع الموضة وآخرين من اهتم جدا بانتقاء ثيابه حسب العرف السائد..
(بشرى حياة) كانت لها هذه الجولة الاستطلاعية حول آراء ثلة من المواطنين:
حرية شخصية
شاركتنا التمريضية صفاء عبد الحسين قائلة: تعد الأزياء وانتقاء الثياب أهم جانب يهتم به المرء فالهندام يشكل جزءا مهمة في تحديد ملامح الشخصية، هناك بعض التناقضات لاختيار بعضهم لملابسهم إذ يكون وفق الموضة الدارجة التي يمتعض منها الآخرين.
وأضافت: أرى أن انتقاء الثياب هي حرية شخصية، إذ لا يمكننا أن نقوض حرية الفرد لكن هذا لا يعني التمادي في ارتداء ما يخدش الحياء ويخالف للشريعة الاسلامية.
من جانب آخر تسرد لنا هبة كريم (طالبة جامعية) رأيها بهذا الجانب قائلة: يعتقد البعض أن انتقاء ثياب الموضة التي لا تكون مناسب ارتداءها سواء في المناسبات هو نوع من ابراز الشخصية العصرية متناسين العرف الاجتماعي والجانب الديني مما يثير جدل البعض حول هذه القضية.
وأضافت: ليس بالضروري أن تكون ثياب الموضة غير المناسبة في الأماكن العامة أو العمل هو نوع من مواكبة الموضة، فالثقافة الحضارية لا تترجمها خرق من القماش.
فيما عبر الشاب أحمد سلمان (محامي) عن امتعاضه لتمادي الكثير خلف هوس الموضة بانتقاء الثياب حدثنا قائلا: الاهتمام بهذا الجانب أمر بغاية الأهمية إذ هو مكمل لشخصية المرء فالثياب تعـد مـن الحاجـات الأساسـية للفـرد فهي في نفـس مسـتوى حاجتـه للمـأكل والمـأوى ولا يقل أهمية عنهما.
إلا أن الأمر زاد عن حده لدى البعض سواء شباب أو فتيات حتى وصل إلى حد الابتذال والمبالغة فيه، لذا يجب على الأبوين الالتفات إلى هذا الجانب بشكل جدي وتوجيه أبنائهم إلى انتقاء ثياب مناسبة من المكملات الأخرى مثل الإكسسوار وغيرها بشكل يعاصر الحضارة بطابع ديني للحفاظ على هويتنا وانتمائنا.
الشباب بين المظهر والجوهر
من جانب آخر حدثتنا الاستشارية زهراء عبد الرسول التميمي من مركز الارشاد الأسري في مدينة كربلاء قائلة: يعد الاهتمام بالمظهر الشخصي من مظاهر الحياة الاجتماعية للشباب والفتيات، إذ يهتموا في الغالب في مظهرهم الشخصي بشكل مبالغ حيث يميلون إلى تقليد مظهر المشاهير كالممثلين وغيرهم وبما يشاهدونه في وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي.
بهدف لفت النظر ومواكبة العصر الحديث بما يتناسب مع الموضة فيكون تركيزهم على العناية بالجانب الجسمي والمظهر الخارجي على حساب الجوانب الأخرى منها ما يتعلق بالعرف الاجتماعي والديني من حيث الملبس.
ارشادات أسرية
وبهذا الجانب وجهة التميمي ارشادات أسرية قائلة:
على الأسرة أن توضح لأبنائها الشباب والفتيات أن الجمال يكمن في أن يكون الإنسان على طبيعته.
واخبارهما أنهما ليسا آلة ودمية للموديلات التي لا تتناسب مع تقاليد مجتمعنا.
كما يجب شرح ذلك بأسلوب جميل لأن الجميع مختلف عن بعضهم البعض، وكل فرد ينبغي أن تكون له شخصيته المميزة عن الآخرين.
وأضافت: يجب على الأبوين حثهم على الانخراط في أنشطتهم المفضلة وصقل مهاراتهم لتعزيز قدراتهم.
والسعي بالتوضيح بأن الجوهر أهم من المظهر الخارجي، وإن الاهتمام ببناء شخصياتهم وكيانهم ومستقبلهم أفضل من التمسك بالقشور، وهذا لا يعني اهمال الاعتناء بالمظهر بل ينبغي التوازن بين الجانبين فكلاهما مطلوب.
كما عليهم السعي بالتعزيز من ثقتهم بأنفسهم وعلموهم أن قيمة الإنسان بما يملكه إذ يعد الأبوين قدوة في سلوكياتكما لأبنائكما فإن الأبناء لا شعورياً يميلون لتقليد الآباء.
لهذا يتوجب عليهما احتواء كل الجوانب التي تصب لصالحهما وأهمها الاهتمام بانتقاء الثياب فلا ضير أن يكون المسلم حسن الهيئة كريم المظهر متمتعا بما خلق الله له من زينة وثياب وعلى بني الانسان أن يهيئوا لباسهم بما يظهر نعمة الله عليهم.
اضافةتعليق
التعليقات