لاتخف.. يقول الدكتور محمد جمال؛ قم وانفض عنك وهم الخوف لقد مرّت على الإنسان أسوأ لياليه حين كان آدم وحيدًا في ليلته الأولى خائفاً من هذه الأرض الموحشة التي لم يخلق لها ولم تُخلق له. اُنظُر لقد تجاوزنا أسوأ الليالي منذ سنون مندثرة!.
لا تقلق.. يقول العارفون قراءة السبع المثاني مع وضع كف اليد على الجانب الأيسر تحت القفص الصدري بحيث تستشعر نبضات تلك العضلة النابضة مع شرايينها ودمائها وروحها المستقرة في القعر الأجوف منها قادرا على إزالة شوائب القلق والتوتر واستبدالها بالأناة التي يحتاجها البشري ليطئمن ثم استرجع هذه الآية العظيمة بقلبك: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".
لن تجوع.. منذ أيام كثيرة وقد تكون سنين طوال لا استطيع عدها، رأيتُ على جانب الحائط الأبيض من غرفتي سكة قطار طويلة منظمة تكاد تتفوق على أفضل سكة مترو في هذا العالم الرقمي، كلها قد تجمعت واحتشدت واصطفّت لأجل حمل كسرة خبز سقطت من يدي وأصبحت بنظري غير مرئية.. أخذها طابور النمل وأوصلها لحجرها ومن يعلم كم نملة تغذت من تلك الكسرة!.
خزّن ما استطعت لهذا الفصل العابر وتذكّر بأنك لن تجوع فيقول الحق تعالى: "وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا".
لا تعارك الموت إبتعد عنه. علِق ذلك المشهد التلفزيوني بذاكرتي برغم عدم مروري والعالم بأزمة مشابهة.. كانت القرية الصغيرة تمور ببحر الوباء لا أحد منهم يجلس ببيته ويهدأ، مضطربين يحوّطون خوفهم بالتجمع برغم رؤيتهم شبح العدوى وبخضّم الماسأة تصرّف ذلك الأب الحكيم وأغلق باب بيته على عائلته مانعا أحدا منهم بالخروج .. وبعد مرور الشهر من الوقت خُليت تلك البقعة من الناس ماعدا تلك العائلة التي أعادت روح القرية بالكامل!.
البقاء في المنزل واجب فردي وليس ترف للخائفين والقلقين وحسب.
سنتحرر.. إنها ارضنا الحنونة، تريد اخذ قيلولة فقط . تُريح بها شجراتها من القطع والتناثر وماءها من الهدر والاسراف وهواءها من التلوث والخنق، تريد أن تعيد الروح بالحياة لتزكي ذاتها من المسرفين والمفسدين، لنتحلى بالصبر ولنصلي لأجلها علّ مخاضها يتيسر لولادة حياة جديدة أكثر نقاءً..
لنتحلى بالطمأنينة وإن كان قلبك ساخنا مما يحدث بأرضنا الحنونة، أطفىء خوف الناس بكلماتك وتطمينئك وصلواتك وصبرك.. فالماء وإن كان ساخنا يطفئ لهيب النار.
اضافةتعليق
التعليقات