ورد عن السكوني أنّه قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام)، وأنا مغموم مكروب فقال لي: [يا سكوني ما غمّك؟ قلت ولدت لي ابنة،...، فقال: ما سميّتها؟ قلت: فاطمة، قال: آه، ثمّ وضع يده على جبهته - إلى أن قال(عليه السلام): "أمَّا إذا سميّتها فاطمة فلا تسبّها ولا تلعنها ولا تضربها"(١).
لو تأملنا في كلام الإمام (عليه السلام) نجد -كما يبدو- إنه لم يخلوا من إظهار الانشراح لذكر اسمها، والانقباض لتذكر ما جرى عليها (صلوات الله عليها)؛ وفي كل ذلك إشارة للحرص على أن نهتم بهذا الاسم، وأن لا تخلوا بيوتاتنا منه.
إذ قد يتردد بعض الآباء والأمهات من المؤمنين عندما يرزقان ببنت من تسميتها بفاطمة؛ خشية أن لا يمتثلوا لتطبيق ما ورد من التعامل الخاص لمن تحمل هذا الاسم، إلا إن ترددهم أو عدم اعتناءهم ليس في محله، ففي تنبيه الإمام لهذا الأب ثمار عدة، منها:
ثمرة على المستوى الشخصي للأب
إذ أن مجرد وجود هذا الاسم في البيت هو مقوم ومهذب للنفس، إذ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):[ ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء](٢)، فتعامله مع قدسية الاسم، يحقق فيه علامات الإيمان المنفية في الحديث، أي يكون لين، طيب القول، سمحاً، وهذا منفذ ليقيس الأب فيه خلقه الإيماني.
ثمرة على المستوى الشخصي للبنت
إن في هذا التنبيه بشارة لطف ورعاية وعناية خاصة ستناله البنت المسماة "بفاطمة"، كرامة لصاحبة هذا الاسم صلوات الله عليها، كما إن هذه البنت ستنال كرامة أخرى ونعمة وفضل، كما ورد عن الرضا، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إني سميت ابنتي فاطمة لأن الله عز وجل فطمها وفطم من أحبها من النار](٣).
فكما نعلم إن للاسم تأثير على شخصية وسلوك المسمى به، لذلك هي ستنول هذا الجانب - بقدر ما تسعى وتلتفت وتعرف قيمة هذا الاسم وترتبط بصاحبته- أي كما إنها ستنال النجاة من النار في عالم الآخرة؛ لأنها من محبي وموالي السيدة فاطمة (عليها السلام)، فإننا يمكن أن نفهم إن حملها لهذا الاسم فاطم لها من شرور ونيران قلوب أهل الدنيا؛ فلا تُمس بأذى أو حزن على المستوى الداخلي والجنبة المعنوية، بل تكون محصنة ومكفية.
ثمرة على مستوى الأسرة
كما ورد عن سليمان الجعفري أنه قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: [لا يدخل الفقر بيتاً فيه اسم محمد أو... فاطمة من النساء](٤)، إذ إن خيرها وبركة وجودها سيشمل كل الأسرة، فمن منا لا يسعى أن لا يناله الفقر؟ بلا شك كلنا، إذن فكم هي خطوة يسيرة ولكن آثارها عظيمة وكثيرة، فالموفق، من وفق لاغتنامها.
اضافةتعليق
التعليقات