هنـاك قـصـة قديمة عـن ملـك كان يحكم شعبـاً يعيش حيـاة يسيرة ورغـدة. لم يكـن هذا الملك راضياً عن هذا الوضع؛ لذلـك تمنى أن يعلمهـم درساً. كانت خطتـه بسيطة: لقد وضع صخرة ضخمة وسط الطريق الرئيسي، بحيث يسـد تماما مدخل المدينـة. واختبأ وراقب ردود أفعالهم. كيـف كان رد فعلهم؟ هل تعاونوا معا لإزاحتهـا؟ أم شعروا باليأس، واستسلموا وعادوا إلى منازلهم؟
رأى الملك، والإحباط يتزايد بداخله، الواحد تلو الآخر يأتي عند الصخرة ثم يذهب، أو في أفضل الأحوال، يحاول إزاحتها ثم يستسلم. كثير منهم اشتكى أو لعـن الملك أو تحسر على هـذا الوضع، لكن لم يحاول أحد أن يفعل أي شيء لحل هذه المشكلة. بعد عدة أيام، أتى فلاح وحيد في طريقه للمدينة. ولم يعد أدراجه، بل حاول مرارا وتكرارا أن يدفعها خارج الطريق، ثـم خطرت بباله فكـرة: بحث في الغابة ليجد شيئا يستطيع استخدامه. وأخيرا، عاد بفرع شجرة كبير ونحته ليصبح رافعة ثم استخدمه ليزيح به الصخرة الضخمة من الطريق. من الملك تقول:
"أسفل الصخرة كانت هناك مجموعة من العملات الذهبية وحكمة عقبة الطريق تصبـح هي الطريق. لا تنس أبداً، داخل كل عقبة هناك فرصة لتحسين ظروفنا" .
ما الذي يعرقلك؟
هـل هـي عوائق ماديـة؟ الحجم، الجنس، المسافة، عدم القدرة. المال.
هل هي عوائق ذهنية؟ الخوف، عدم الثقة، عدم الخبرة، الظلم.
ربما لا يتعامل الناس بطريقة تتسم بالجدية. أو تعتقد أنك متقدم جداً في العمـر. أو تفتقد إلى الدعـم والمصادر الكافيـة، ربما تكون القوانين أو القواعد أو الالتزامات، أو الأهداف المزيفة والشك الذاتي هي ما يقيد خياراتك. مهما كان الأمر، فها أنت هنا. ها نحن جميعاً هنا.
هذه عقبات. أعلم ذلك. لا أحد ينكر الأمر. لكن، راجع قائمة هؤلاء الذين أتوا من قبلك. الرياضيون النحفاء، الطيارون الذين يعانون ضعـف البصر، الحالمون الذين أتوا بأفكار سابقة لعصرهم، المنتمون لهذا العرق أو ذاك، المتسربون من التعليم والمتعسـرون في القراءة، والأطفال الأيتام، والمهاجـرون، والأثرياء الجـدد، والمتشددون، والمؤمنون، والحالمون، أو هؤلاء الذين أتوا من لا شيء أو ما هو أسوأ؛ من أمـاكـن يشكل وجودهم فيها تهديدًا يومياً.
ماذا حدث لهم؟ حسناً، كثير منهم أُصيبوا باليأس، لكن القليل لم يفعلوا ذلك. فقد اعتبروا ذلك نوعاً من التحدي. خاضوا التجارب، وبحثوا عن العيوب والنواقص، وبحثوا عن الحلفـاء بين الوجوه الغريبة. وتقبلوا المعاملة السيئة؛ فكل مشكلة كانت بمثابة عقبة عليهم تخطيها. وهكذا؟
كانت تلك العوائق تحمل بداخلها فرصة، فاستغلوها. ومن ثم فعلوا شيئاً مميزًا بسببها. نحن نستطيع التعلم منهم. سـواء كنا نواجه مشكلة في الحصول على وظيفة، أو نناضل ضد التفرقة العنصرية، أو نعاني نقص الأموال، أو نعيش علاقة سيئة، أو نتصـادم مـع بعض الخصـوم الشرسين، أو لدينا موظـف أو طالب لا نستطيـع التواصل معـه، أو لا نستطيع التفكير، فنحـن بحاجة لمعرفة أن هناك طريقاً لتخطي العقبـات. فحين نواجه محنـة، فإنه يمكننا تطويعها لصالحنا، مقتدين بمن سبقونا.
إن جميع الانتصـارات العظيمـة، سواء كانـت فـي السياسة، أو فـي الـعمـل، أو الفن، جاءت بعـد مشكلات شائكة تـم حلها من خلال الإبداع، والتركيز، والجرأة. حيـن يكون لديك هدف، تعلمك العقبات كيفية الذهاب حيثما ترغب - كيف تشق طريقك. فكما يقول بنجامين فرانكلين: "حين نتألم، نتعلم" اليـوم، معظـم عقباتنـا داخلية، وليست خارجية، فمنـذ الحرب العالمية الثانية عشنا بعضا مـن أكثر الأوقات فـي التاريخ ازدهارًا. فهناك جيوش أقل لنواجهها، وأمراض أقل وأمـان أكثر. لكن لا يزال من النادر أن يفعل العالم ما نريده. بدلاً مـن مواجهة الأعـداء، نعاني قلقـاً داخلياً وإحباطا، ولدينا توقعـات لـم تتـم تلبيتها. تعلمنـا العجـز. وما زلنـا نعـانـي المشاعر المرهقـة ذاتهـا التـي طالما عانى منهـا البشر: وهي الألـم، والفقد، والحزن الشديد.
كثير من مشكلاتنـا تنبع من فكرة امتلاكنا للكثير: الخلل الناجم عـن التكنولوجيـا السريعة، الوجبات السريعة، التقاليد التي تصوغ لنـا أسلوب حياتنـا؛ فنحن مدللون ونخشى الصـراع. ففترات الرخاء تتسبب في ضعفنا. الوفرة قد تكون في حد ذاتها العقبة التي تواجهنا، فالكثير من الناس يعتقدون ذلك.
يحتـاج جيلنا إلى منهـج لتخطي العقبات وتحقيق النجاح. منهج يساعدنا على حل مشكلاتنا بحيث نستخدمها كلوحـة نرسم عليها إنجازاتنـا. هـذا المنهج المرن مناسـب لرجل الأعمال أو الفنان، أو المبتكر أو المدرب، سواء كنت كاتبا مناضلا أو حكيما أو أما مكافحة تعلم أولادها الرياضة.
نحو تخطي العقبات
حكم موضوعي، الآن في هذه اللحظة. فعل غير أناني، الآن في هذه اللحظة. استعداد لقبول ـ الآن في هذه اللحظة - كل الأحداث الخارجية. هذا كل ما تحتاج إليه.
ـ ماركوس أوريليوس
تخطي العقبات هو قاعدة تتكون من ثلاث خطوات أساسية.
أولاً، طبيعة رؤيتنا لمشكلاتنا المحددة، ولتوجهنا وطريقنا؛
ثانياً، الطاقة والإبداع اللذان نطوع بهما هذه المشكلات ونحولها إلى فرص؛
وثالثاً وأخيرًا، الرعاية والحفاظ على الإرادة الداخلية التي تجعلنا نواجه الهزائم والصعاب.
إنها ثلاث قواعد مترابطة ومتداخلة ومتنوعـة: التصور، والفعل، والإرادة.
إنها عملية بسيطة (لكن، ليست سهلة على الإطلاق).
سنتتبع استخدام هذه العملية من خلال ممارسيها، سواء في مجال التاريخ، أو الأعمال التجارية، أو الأدب. وبينما نطلع على أمثلة محددة لكل خطوة من كل زاويـة، سنتعلـم ترسيخ هذا التوجـه واستخلاص عبقريتـه ـ ومن خلال فعل ذلك سنكتشف الطريقة التي نعثر بها على مخارج جديدة متى أغلق الباب أمامنا. من خلال قصص الممارسين لهذا المنهج سنتعلم كيفية مواجهة العقبات الشائعة - العقبات التي تعوق الناس فـي كل الأزمنة، سواء أكانت تحاصرنـا أم لا ـ وكيفيـة تطبيق منهجهم العـام على حياتنا؛ لأننا يجب ألا نتوقع العقبات فحسب بل علينا أيضا أن نتكيف معها. نتكيف معها؟ نعـم؛ لأن تلك العقبات هي فـي الواقع فرص لاختبارنا، وتجريب أشياء جديدة، وأخيراً، لتحقيق الانتصار. فالعقبة هي الطريق.
اضافةتعليق
التعليقات