الاهتمام بالاحجار الكريمة كان واضحا على مر العصور، فالفراعنة مثلا آمنوا بأن للحلي قوة سحرية إلى جوار وظيفتها في الزينة، وبذلك إتخذوا من الحلي تمائم علقوها على مختلف اجزاء أجسادهم لأغراض متنوعة.
وقد اختلفت تلك التمائم عند قدماء المصريين فهناك تمائم للأحياء واخرى للاموات وتمائم للوقاية من الامراض واخرى للوقاية من السحر والحسد كما اختلفت انواع الحلي المستخدمة حسب اختلاف الحالة الاجتماعية، فالأغنياء استخدموا الحلي المصنوعة من الذهب والاحجار الكريمة بينما استخدم العامة الخرز المصقول.
وذكر كتاب (مجوهرات الفراعنة) ان اكثر التمائم شيوعا واستخداما بين المصريين القدماء كانت التمائم او الرقى المصنوعة من الخرز وانه لم تكن هناك امة من امم العالم القديم كله مثل مصر التي اعطت هذا القدر العظيم وهذه الكميات الهائلة من الخرز لشعوبهم اضافة الى الجانب الجمالي في اشكال تلك المواد الطبيعية وألوانها اضافة الى اعتقادهم في القوى السحرية لتلك الخرزات.
اما سر الالوان عند قدماء المصريين في ثلاثة الوان وهي الالوان السائدة في حليهم الاحمر والأخضر والأزرق، وكل لون له رمز ودلالة فالاحمر يرمز لحمرة الدم الذي يجري في العروق ويمنح الحياة والنشاط ، اما الاخضر فيرمز الى خضرة الزرع التي توفر خيرات الارض من حبوب وثمار وخضروات، بينما يرتبط الازرق بزرقة السماء التي تسبح فيها الشمس (رمز الاله عند المصريين القدماء وتعيش فيها الالهة وتحمي الانسان وتباركه). استخرج المصريون القدماء قبل اكثر من (4000) سنة اللازورد والزمرد والزبرجد والعقيق واستعملوها في الحلي والمجوهرات وتزيين معابدهم وتوابيت ملوكهم واهمها كنز توت عنج آمون المرصع بأبهى الاحجار الكريمة، وتجاوزت الاحجار الكريمة قيمتها المادية لتحمل في ذلك الوقت قيمة طبية ونفسية وصلت الى العرب القدماء فهم من اعتبر المداواة بالاحجار الكريمة علما فأستعملوا اللؤلؤ لتقوية اعصاب العين وضربات القلب، والياقوت لوقف النزف وتهدئة الروع والخوف وجلب الحظ والعز بين الناس، كما استعملوا الزمرد لايقاف الصرع وابعاد الحشرات السامة, والفيروز لرد العين الحاسدة والشريرة، والعقيق لوقف نزف الدم من اي مكان في الجسم.
واستخدمت الأحجار الكريمة على نطاق واسع في حضارة الهند والصين للشفاء من الامراض ولفتح العين الثالثة وهي البصيرة لتقويتها ومعرفة الحقيقة، أما في حضارة الفرس فكثر استخدام الفيروز كرمز للنصر وأصبح الان احدى الأحجار الكريمة الوطنية.
وتضمن الدين الاسلامي العديد من الاشارات التي تبين اهمية الاحجار الكريمة اذ ورد ذكر العديد منها في القرآن كاللؤلؤ والياقوت والمرجان، وفيما يتعلق يإستخدامات الاحجار الكريمة في العصر الاسلامي اذ عرف عن الرسول محمد (ص) تختمه بحجر العقيق في حين تختم مولانا امير المؤمنين علي ابن ابي طالب ع) بالفيروز..
هل للأحجار قوة؟؟
نعم، فإن حجر الياقوت له قوة تكمن بانه يحمل طاقة عالية متميزة فهو ينفع لتقوية الطاقة الحيوية الذاتية للجسم ويستخدم لاصحاب الضغط المنخفض إذ يعمل على رفع ضغط الجسم ويعطي حيوية ونشاطا لاصحاب الضغط المنخفض ويعمل على تنظيف هالة الانسان من الشوائب والطاقات السلبية، كما ينشط الغدة الدرقية وهو اساس العلاج بالليزر إذ يعرف هذا الحجر بان له طاقة كهربائية عالية تنتج منها اشعة الليزر.
اما حجر الاميثيست فنستعرض ميزاته فهو حجر من احجار الكريستال ويستخدم في الإستشفاء (healing)، طاقته عالية جدا يساعد على التركيز الذهني وهو حجر بارد يستخدم للناس ذوي الطاقات العالية الذين يشعرون بالحرارة دائما صيفا وشتاء وايضا نذكر فاعلية استخدامه لمن يعانون من حرارة الحمى فهو افضل من استخدام الثلج إذ يقوم بتنظيف الهالة ويستخدم ايضا للاطفال او الطلاب الذين يعانون من نقص في التركيز الذهني.
أما حجر القمر ( moon stone) فهو واحد من الاحجار الكريمة المائية الباردة التي تعدل طاقة الجسم لمواليد الابراج المائية وتعدل حرارة الجسم للذين يعانون من جفاف في الجلد وحمى في المعدة والامعاء الداخلية فهو حجر رطب ذو لونين اللون الابيض واللون الأسود.الأحجار الكريمة تتفاعل بشكل كبير في الماء والشمس إذ انها هي والماء والهواء كلها مصادر للطاقة وتستمد الاحجار طاقة مضاعفة عند تعرضها للشمس والماء اذ تعد هذه العوامل مصادر شحن لقوة الحجر وتعود بذلك على الجسم بمردود عال مثل تشغيل الغدد وخصوصا الغدة الدرقية لمن يعانون ضعفا في نشاط تلك الغدة.
أما حجر الماس فهو حجر نقي جدا ويساعد على التركيز الذهني ويعطي الناس المحيطين بالشخص الذي يرتديه قوة وطاقة عالية جدا، كما يعمل هذا الحجر على تنظيف الهالة من الطاقة السلبية ويساعد على التركيز الذهني. واما حجر الكهرمان فهو مفيد لاصحاب الابراج الهوائية كونه حجرا صمغيا شجريا يمنح الاستقرار وايضا يساعد الاشخاص الذين يعانون من أمراض في الجهاز, ويصنف حجر الروزكوارتز ضمن مجموعة الكريستال ولونه رمادي فاتح ومن أهم خصائصه فهو تليين قلب الانسان الغليظ الفظ عندما يرتدي هذا الحجر.
هل تعد الأحجار طبا وراحة للجسد؟
يعد التدليك بالاحجار الساخنة (hot stone massage) بمثابة استرخاء للجسد والروح على حد سواء إذ انه يساعد على التخلص من التوتر النفسي من ناحية ويسهم في محاربة الشد العضلي من ناحية أخرى.
وقال (هانز اولريش يابس) من الرابطة الالمانية للاندية الصحية ان التدليك بالاحجار الساخنة يقوم على فكرة تدليك الجسم بأكمله بواسطة احجار ساخنة تنقل سخونتها الى الجسم ما يساعد على الشعور بالاسترخاء.
يتم تدليك الجسم بواسطة حجر يدعى البازلت وهي أحجار صلبة جدا تتمتع بقدرة جيدة على توصيل السخونة وقدرة كبيرة على تخزين تلك السخونة، ويستخدم المدلك مجموعة كاملة من الاحجار ذات الأحجام المختلفة، فعلى سبيل المثال يتم وضع الاحجار الصغيرة بين أصابع القدمين في حين يتم وضع الاحجار الساخنة على الظهر مباشرة بخلاف ما يظهر في الصور الترويجية لهذا النوع من التدليك وانما يتم وضع منشفة بين الأحجار والجسم تجنبا للحروق. وتستغرق عملية التدليك بالأحجار الساخنة 45 أو 60 دقيقة وهي تتألف من جزأين احدهما استاتيكس والاخر ديناميكي ففي البداية يتم وضع الأحجار الاستاتيكية في حمام ماء وتسخينها إلى 60 درجة مئوية تقريبا ثم وضعها على طاولة التدليك وتغطيتها بمنشفة ثم يستلقي عليها الشخص بحيث تقع الاحجار بجانب العمود الفقري وتثبت سخونتها لعدة دقائق, وبعدها يتم دعك مواضع الجسم المراد تدليكها بزيت ساخن وبعد ذلك يمسك المدلك أحجارا ساخنة أيضا ويبدأ بالتدليك دون الضغط بقوة, ويقول كثير من العملاء انهم بالكاد يشعرون بالأحجار الساخنة ولكنهم يشعرون في المقام الاول بالسخونة.
وايضا اشارت اختصاصية الاسترخاء (كريستينا كولر) إلى أن التدليك بالاحجار الساخنة يوصى به الأشخاص الذين يعانون من التوتر النفسي إذ يساعدهم على الشعور بالهدوء والراحة النفسية كما يعد التدليك بها مفيدا للاشخاص الذين يعانون من الشد العضلي في مؤخرة الرقبة مثلا أو في الفقرات القطنية.
وأشارت كولر أن التدليك بالأحجار الساخنة لا يناسب البعض كالأشخاص الذين يعانون من امراض القلب والاوعية الدموية أو ارتفاع ضغط الدم أو التهابات المفاصل أو الحوامل كما أنه لا يناسب الأطفال الصغار والأشخاص الذين لديهم حساسية تجاه السخونة أو البرودة..
اضافةتعليق
التعليقات