ال (لا أستطيع) كذبةٌ يصنعها العجز، ويعمل بها الكسل مستسلما لما هو عليه، راض بفشله، مستمتعا بفراغه الموحش والسارق لذاته.
كثيرا ما تتردد هذه الكلمة (لا استطيع) وتتبعها (الأمر صعب) وختامها (مستحيل)، وتتوسط ذلك العديد من الكلمات المحبطة للإنسان القاتلة له، التي تتوغل في أعماقه فتَشلُ تفكيره وتوقفُ حركته المطلوبة.
في شهر محرم الحرام نجد العديد من الرسائل التي من الممكن أن نستفيد منها على وجه التطبيق، أغلب الأشخاص غيروا رنات أجهزتهم واستبدلوها بقصائد رثاء وتركوا سماع الأغاني ومتابعة أمور أخرى، كذلك هناك أشخاص ترى أخلاقهم ارتفع منسوبها وبدأت تستجيب لحرمة هذا الشهر فتراهم يخدمون الناس بلا كلل ولا ملل وهناك من يحاول حل المشاكل التي تحصل بسلمية وآخرون ينظمون السير، وحالات التواضع تكون هي السمة الغالبة على الأشخاص فالفقير مع الغني يخدمون ويقدمون البذل وحتى البخيل يفصح عن يديه ليقدم وغيرها من الحالات الإيجابية في هذا الشهر.
هذا التغيير الحاصل على كل المستويات الاخلاقية والاجتماعية والالتزام الديني هو تغيير مؤقت يدوم مع ديمومة هذين الشهرين، بعد ذلك يعود كلٌّ إلى مكانه وفي الأيام العادية تسأله لماذا لا تترك ذلك الامر، سيقول تعودت لا أستطيع، لكنك استطعت في هذا الشهر أن تترك ذلك ولم يحصل لك شيء بل كنت في أجمل حالاتك، فتحصل على إجابة واحدة ذلك الشهر يختلف.
شهر محرم هو حجة واضحة يمكن لأي أحد أن يحتج بها علينا بأننا نستطيع أن نتغير نحو الأحسن رغم وجود المغريات نفسها فيه وفي غيره، لكن العلامة الفارقة هي إننا من الداخل مؤمنين بأن هذين الشهرين فيهما برمجة خاصة يجب الانصياع لها، ولو أن هذه البرمجة جُعِلتْ على مدى الأشهر الأخرى لرأيت لها التأثير الفعال على جميع جوانب حياتك.
كما هذه التغييرات البسيطة تعقبها تغييرات عَظيمة علىٰ مستوىٰ المُحيطين به، لأنهُ لامس ذلك المُصباح الخاص بالهدى والسفينة المنجية.
والذي تَقدم خطوة قد نَعتبرها نَحنُ صَغيرة ولكن عند سيد الشُهداء كَبيرة فوق ما نتصور وهذا أمر جيد جداً وموفق في بداية الطَريق المؤدي الىٰ سَبيل الرَشاد.
لِذا أتمنىٰ مِنكم تَجربة هذا الدايت سَتجدون فيه سَعادة عَظيمة ولذة كَبيرة. فما كان للحُسين يَنمو.
اضافةتعليق
التعليقات