عندما نتحدث عن الزواج ومشكلاته ومايحدث الآن في مجتمعنا من مشكلات، الحديث يكون ذو شجون، فلا بد من نسائنا المتزوجات اتخاذ قدوة ليعبّدن مسار زواجهن كما عبّدته السيدة الطاهرة فاطمة عليها السلام، فهي النموذج المثالي الذي من المفترض الوقوف على مسيرة حياتها الزوجية، لذلك ارتأت (بشرى حياة) ان تناقش ذلك مع الكاتبة حنان حازم، فكانت بداية طيبة افتتحناها بمعرفة بسيطة عن حضرتها، فقالتْ: كاتبة هاوية، أعشق الحرف والقلم، لم اكمل دراسة الثانوية لعدة اسباب.. بيد إني لم اترك التعليم واتجهت لقراءة الكتب لأنهل منها العلم والمعرفة قدر الامكان، أكتب عن كل شيء يصادفني في الحياة، لدي هذا الشغف منذ الصغر، تستهويني الكتابة بكل انواعها لا اترك شيئا منها دون تجربة، كاتبة صحفية، احاول المثابرة والغوص في كل المجالات ورغم تعدد المسؤوليات ومهتمة بكل شيء من شأنه تطويري وتطوير المجتمع.
ثم سألناها عن استلهام المرأة المتزوجة من حياة الزهراء..
_لتجيب لنا؛ في السيدة فاطمة الزهراء "ع" إسوة حسنة، إنها خير مثال للزوجة الصالحة الناجحة التي يُقتدى بها دون سواها..
فيما قال عنها زوجها أمير المؤمنين علي "ع" (ولا اغضبتني ولا عصت لي امرا) وروي انه "عليه السلام" كان حينما يعود من المعارك تستقبله بحفاوة، مبتسمة، جميلة الظاهر والباطن، يقول عنها (فقد كنت انظر اليها فتنكشف عني الهموم والاحزان) وبهذا علمتنا الزهراء ان جهاد المرأة هو حسن تبعلها ومعاشرتها لزوجها..
الصديقة الطاهرة كانت تبذل قصارى جهدها لإسعاد اسرتها، وبمكانتها الرفيعة وشأنها العظيم كانت تطحن بالرحى وتعجنُ وتخبُز وتقوم بتنظيف الدار حتى تغبر ثيابها وتوقد النار تحت القدر حتى اصابها من ذلك ضرر شديد..
ولم تشكو من الشقاء في ذاك الزمان يوماً، ولم تكن تطلب شيئاً لا يقدر عليه زوجها، فكانت تتحلى بالصبر والايثار.. وغير كل ذلك إنها لم تتغيب عن حضورها الميداني في المجتمع، فإنها "عليها السلام" عرفت بكونها عالمة جليلة، ومربية فاضلة، ومدرسة عظيمة يرتادها طلاب العلم والمعرفة، توجّه نساء المسلمين اللاتي يسألنها عن كل شيء وتعلمهن ما لا يفقهن، وقد أثبتت أن للمرأة دور عظيم لا غنى عنه في بناء المجتمع، وتقع على عاتقها مسؤولية كبيرة تبدأ من إدارتها الحكيمة للأسرة اولا كونها الركيزة الأساسية، ومن ثم تنطلق.
_ الان يرد على لسان المجتمع ان حياة الزهراء عليها السلام تختلف عن حياتنا كون الامام علي عليه السلام زوجها وتعامل معها بما يرضي الله، فكيف نقتدي بها ونحن في مجتمع موبوء وكثيرا ماتعاني الزوجات من ازواجهن؟
_لا شك ان هناك فرق شاسع بين حياة الأئمة الاطهار وحياتنا ولكن كلما اقتدينا بالزهراء "ع" كلما ذللت امامنا الصعاب، فالرجل اليوم مهما كان صعباً تستطيع المرأة بذكائها وحسن اخلاقها ومعاملتها الجيدة معه ان تجعل منه رجلاً طيباً يخاف عليها كما تخاف عليه ويُلبي لها ماشاءت على قدر عطائها وحبها له وهذه فطرة.
_الزواج مسؤولية كبيرة.. برأيكم كيف تستطيع المرأة ان توفق بين عنايتها بالاطفال وبزوجها وأن لا تقصر في عبادتها بحكم تجربتكم؟
_من خلال تجربتي الجواب: "تنظيم الوقت".
تنظيم الوقت هو الحل الاوحد والامثل لكل المشكلات سواء العملية منها او الكلامية، حيث يتوجب الفعل او القول كل في وقتهِ، فعندما نقوم بالعمل المناسب في الوقت المناسب سنخفف عن كاهلنا وتيرة القلق وتعقيد الامور..
"هناك دائما متسع لكل شيء"، الوقت هو نفسه نحن من نتحكم في اغتنامه او هدره.. "الوقت اثمن ما في الحياة".
_هل لقلة الوعي في شؤون الزواج ومتطلباته والواجبات والحقوق أثر على عدم استمرارية الحياة الزوجية؟
_من الواجب على كل المقبلين على الزواج من كلا الطرفين دراسة هذا الموضوع جيدا، من خلال البحث والسؤال عما يلزم لإستمرار الحياة الزوجية ونجاحها، ليكونا على علم بهذه المسؤولية، وليكن هناك تكافؤ فيما بينهما..
ثم اختتمنا لقاءنا معها بطلب كلمة توجهها لمتابعيها فقالت:
"قد يندثر حُلمُك الجميل وتنساه مرغماً؛ لكن الله لا ينسى".
جزيل الشكر وكل الحُب لكادر بشرى حياة، انا فخورة بإنتمائي لكم، وفقنا الله وإياكم لكل صلاح ودمتم بوِد، ممتنة للجميع.
اضافةتعليق
التعليقات